خبر الاسرى ووعينا الجمعي .. مصطفى إبراهيم

الساعة 10:39 ص|05 مايو 2012

قيادات سياسية فلسطينية لم تخف احباطها وخيبة الامل من الحال الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية فلسطينياً وعربياً وتؤكد على ان الجمود في كل شيئ هو سيد الموقف، وقيادات سياسية فلسطينية أخرى تكتفي بتحميل الاطراف المتصارعة المسؤولية عن الحال الذي وصلنا اليه من خلال تصريحات صحافية تعبر عن حال العجز الذي وصلت اليه وعدم قدرتها على الفعل في اوساط الناس للضغط على المتصارعين.

منذ البداية كان الشك يساور عموم الفلسطينيين بنجاح المصالحة الذي مر عام على التوقيع على الاتفاق المفاجأ، وقدرة الفريقين المتخاصمين على إتمامها، وان نقاط الخلاف بين المتخاصمين أكثر من نقاط الاتفاق، مع ان العكس يجب ان يكون هو الصحيح، وان القواسم المشتركة بينهم يجب أن تكون أكثر من الاختلاف، وكان على الفريقين مصارحة الناس بحقيقة الخلاف، فالانتظار والتأخير لا يصب في مصلحتهم، إذ أن أوضاع الفلسطينيين في غاية السوء والتدهور.

ومنذ إعلان الاسير المحرر البطل خضر عدنان عن تحديه للسجان بالإضراب عن الطعام حتى الغاء قرار الاعتقال الاداري ليس بحقه فقط، بل من اجل شعبه وقضية الاسرى الاداريين، انخرط عدد ليس قليل من الاسرى بشكل فردي في الاضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم اداريا او لتحسين شروط اعتقالهم.

الى ان اعلن 1600 اسير في السابع عشر من الشهر الماضي وهو يوم الاسير الفلسطيني الاضراب عن الطعام، ولم يجمع جميع الاسرى على تلك الخطوة، وكان للانقسام تأثير كبير في عدم اجماع الاسرى على خوض الاضراب موحدين، وتعبيرا عن غياب الوحدة السياسية والاجتماعية في السجون كما هي في المجتمع الفلسطيني، والتي كانت في السابق محل اتفاق على الحد الادنى.

وتأييداً للأسرى نظمت الفصائل الفلسطينية حملات التضامن مع الاسرى الذين قرروا خوض الاضراب لأنهم بشر لهم حقوق يدافعون عنها بإرادتهم وبأمعائهم الخاوية، قضية الاسرى ونضالاتهم اجبرت الكل الفلسطيني غير الموحد على التوحد في مشهد لا يخلو من المزايدات والشعارات الخادعة والتي تعبر عن حال الانقسام.

الاسرى الحرية يخوضون الإضراب وحملة التضامن معهم مستمرة في فلسطين للضغط على دولة الاحتلال، لكنها ليست كما كانت في السابق محل اجماع وطني وليست بحجم عذاباتهم وآلامهم وصبرهم ومرضهم وضعفهم وتضحياتهم وصمودهم الاسطوري من اجل حريتنا، هم يعرونا جميعاً وبينوا لنا كم نحن ضعفاء أمامهم، وكيف اصبحنا نبحث عن قضايانا الصغيرة امام قضيتهم و الذي يعانون العقاب والانتقام والألم والعزل ووحشية الاحتلال وغطرسته.

التضامن الشعبي والرسمي والفصائلي لم يصل حده المطلوب، والكل الفلسطيني مقصر، وحتى الان لم نستطيع ان تجعل من قضية والأسرى قضية دولية وتفعيلها للضغط على دولة الاحتلال لإطلاق سراحهم ووقف سياسة الاعتقال الإداري، وجعلها قضية رأي عام عالمي وليس محلي فقط.

والفصائل عليها عدم الاكتفاء بالشعارات والتصريحات الصحافية، والوحدة الخادعة ومطلوب منها يكون فعلها تعبيرا عن الاجماع الوطني الشامل وان تكون قضية الاسرى على سلم اولوياتها الوطنية والأخلاقية، وفي الوعي الجمعي الفلسطيني، وتعبيرا عن مدى صدق ممارستها الوطنية وتوسيع حملة التضامن على جميع المستويات الدولية والمحلية من خلال الفعاليات اليومية المستمرة والفعالة لأسرى الحرية، وجعل همومهم حاضرة يومياً وليست موسمية.

وإعادة الاعتبار لقضيتهم وتضحياتهم من خلال التضامن الشعبي اليومي معهم وإبراز قضاياهم ومعاناتهم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم، والعمل على تحسين ظروف وشروط اعتقالهم وتخفيف معاناتهم وتعظيم صمودهم حتى تحريرهم.