خبر استفتاء الشعب في شأن ايران- هآرتس

الساعة 08:35 ص|03 مايو 2012

استفتاء الشعب في شأن ايران- هآرتس

بقلم: أري شبيط

(المضمون: يُهييء نتنياهو الظروف كلها (ومن ضمن ذلك تقديم موعد الانتخابات) لضرب ايران قبل الشتاء فيجب ان تكون المعركة الانتخابية القادمة استفتاءا للشعب الاسرائيلي في هذا الشأن - المصدر).

        تعالوا نذكر حقائق.

        الحقيقة الاولى: ان الذي ينقض الآن حكومة بنيامين نتنياهو هو بنيامين نتنياهو، وليست تهديدات افيغدور ليبرمان ولا ضغوط ايلي يشاي هي التي تقف من وراء انتقاض الحكومة، ولا الخوف من شاؤول موفاز وشيلي يحيموفيتش هما اللذان يفضيان الى حل الكنيست.

        حاول نتنياهو نفسه ان ينقض حكومته في مساء الفصح كي يجري انتخابات عامة قبل الصيف. ولما كانت الحكومة تبدو قوية جدا لم تنجح المحاولة واضطر نتنياهو الى الانتظار حتى افتتاح جلسة الكنيست. ان رئيس الوزراء هو الذي يقود الآن الاجراء الذي يرمي الى ايصالنا جميعا الى محطات التصويت في بداية ايلول.

        والحقيقة الثانية هي ان نتنياهو لا ينقض حكومته لاسباب سياسية. فوضعه السياسي ثابت. ولا ينقض نتنياهو حكومته ايضا لاسباب اقتصادية اجتماعية. انه يتوقع في الحقيقة احتجاج في الصيف ويتوقع تباطؤ اقتصادي في الخريف لكن الجمهور الاسرائيلي ما يزال يرى رئيس الحكومة صاحب خبرة اقتصادية اجتماعية كبيرة.

        وهكذا فان السبب الذي يجعل نتنياهو ينقض الآن بيديه حكومة مستقرة قوية هو سبب خارجي وهو الانتخابات في الولايات المتحدة. فرئيس حكومة اسرائيل مصمم على الوصول الى صناديق الاقتراع الاسرائيلية قبل ان يصل رئيس الولايات المتحدة الى صناديق الاقتراع الامريكية في تشرين الثاني 2012.

        والحقيقة الثالثة هي ان السبب الاول الذي يجعل نتنياهو يريد ان يسبق براك اوباما الى صندوق الاقتراع هو البقاء الشخصي. كان جورج بوش الأب هو الذي أحل اسحق رابين محل اسحق شمير في 1992. وكان بيل كلينتون هو الذي استبدل اهود باراك بنتنياهو في 1999. وهناك الانقلابان السياسيان اللذان استبدلا اليسار باليمين هنا بايحاء رئيسين امريكيين ضاقا ذرعا بسلطة الليكود الذي يتولى مقاليد الامور.

        يمقت اوباما نتنياهو أكثر مما أبغض بوش شمير وأكثر مما أبغض كلينتون نتنياهو. فاذا فاز الرئيس الامريكي في تشرين الثاني فسيسحق فورا رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تجرأ على التمرد عليه. ولهذا فان سلطة اليمين يتوقع لها ان تُدفع الى ازمة في كانون الاول. ومن اجل ان تُسبق الازمة بالانتخابات قدّم نتنياهو موعدها الى أواخر الصيف.

        والحقيقة الرابعة هي ان السبب الآخر الذي يجعل نتنياهو يريد ان يسبق اوباما الى صندوق الاقتراع هو البقاء القومي. فرئيس الوزراء مصمم على ضرب ايران. ويُقدر رئيس الوزراء ان اسرائيل تستطيع ضرب ايران قبل تشرين الثاني 2012 فقط. ولهذا يريد ان يجري الانتخابات في اسرائيل في موعد يترك فترة معقولة بينها وبين الانتخابات الامريكية.

        سيكون للحكومة الجديدة في اسرائيل في هذه الفترة تفويض مطلق في حين ستكون الادارة الامريكية عاجزة. وكون نتنياهو يقدم موعد الانتخابات يجعله يحدد الفترة المثالية لمهاجمة ايران وهي ايلول – تشرين الاول 2012.

        ان المعنى المجتمع من الحقائق الاربع واضح. فالمسار السياسي العاصف الذي سيبدأ في الاسبوع القادم في اسرائيل لا يشهد بأن خطر المواجهة العسكرية الاسرائيلية الايرانية قد انقضى بل بالعكس. فنتنياهو يُقدم بهدوء خطة عمل منظمة بحسب برنامج زمني دقيق تؤدي بالازمة الاستراتيجية الى ذروتها قبل الشتاء القريب. وهو يعمل في تصميم ايضا داخل الجهاز السياسي الاسرائيلي وداخل الجهاز السياسي الامريكي ايضا لبلوغ الهدف. وهو يحرز مطلوبه الى الآن ويصوغ رقعة الشطرنج كما يشاء. ويقدم نتنياهو بنجاح سيناريو انتخابات (في اسرائيل) – حرب (لايران) – انتخابات (في الولايات المتحدة).

        ان البرنامج الزمني مجنون. لكن الوضع ايضا مجنون والتحدي مجنون والجهاز السياسي مجنون. ويوجد فرق لا يحتمل بين المكان الذي توجد فيه القيادة الوطنية والمكان الذي يوجد الجمهور فيه. ان نتنياهو يلعب شطرنجا متعددة الأبعاد على رقعة ضعيفة هي عدم وجود دعم من الجمهور. فالشيء الواجب الآن ألا تكون المعركة الانتخابية القريبة اقتصادية اجتماعية فقط، بل يجب ان تتناول ايران ويجب ان تصبح استفتاءا للشعب في شأن ايران. وهكذا فقط لن يكون القرار في شأن ايران – مهما يكن – قرار فرد بل قرار أمة.