خبر طفل مقدسي سجن ثلاث مرات وحالياً رهن السجن البيتي يروي تفاصيل تعذيبه الوحشي

الساعة 08:28 ص|03 مايو 2012

القدس المحتلة

صهيب الأعور ابن الاربعة عشر ربيعاً، الطفل المجتهد بدراسته والذي يعتبر مقعده الدراسي المكان الاكثر قدسية لطفل له طموحات علمية واسعة الافاق يحرم من هذا المكان بسبب الحبس المنزلي الظالم الذي حوله الى طفل مجرم بنظر القانون الصهيوني.

اعتقل صهيب مع اربعة اطفال آخرين من ابناء عمومته وجار لهم في بداية شهر آذار الماضي وجميعهم دون سن الخامسة عشر وبعدها يأيام قليلة اعتقلوا أطفالاً آخرين.

ومنذ اللحظة الاولى من اعتقال صهيب وزملائه بدأت رحلة العذاب بالاعتداء عليه بالضرب المبرح داخل السيارة العسكرية الصهيونية، وهنا يقول صهيب: "انهالوا علي وعلى زملائي الآخرين بالضرب المبرح ولم يتركوا مكان في جسدي لم يعتدوا عليه حتى كاد أن يغمى علي احياناً وشعرت انني ازهق انفاسي احياناً".

ويضيف: "كانت حسرتي اثناء الاعتداء علي بالضرب على دموع امي التي كانت عاجزة عن حمايتي اثناء اعتقالي الوحشي حتى انهم منعوني من وداع والدتي او احتضانها قبل الاعتقال".

 بقي صهيب في السيارة العسكرية مدة ساعتين حتى اعتقال ابناء عمومته وجاره وفي غرف التحقيق حاولوا تلفيق التهم الكاذبة والمزورة ضده وحينما كان يرفض التهم كانوا ينهاولوا عليه بالضرب المبرح وهو مكبل اليدين والقدمين.

 

استمر التحقيق في اليوم الاول  8 ساعات ثم حُول الى محكمة (الصلح) التي وافقت على تمديد اعتقاله وهنا يقول صهيب: "بقيت داخل معتقل "المسكوبية" غربي القدس 32 يوماً وخرجت للمحاكم 15 مرة وفي كل مرة يقتادوني للمحكمة او التحقيق كان الجميع يضربني من السجان الى المحقق وكنت اشعر انني وقعت فريسة بين ضباع ضالة لا ترحم ولا تميز انني طفل فتم معاملتي كمجرم اقترف كل جرائم الدنيا فكان المحققون يضعون الكرسي على قدمي ويجلسون عليه باحجامهم الضخمة وأنا اصرخ واستنجدهم بالتوقف وصراخي كان محفز لهم بالاستمرار فقررت ان اكتم آلامي حتى لا أعطيهم فرصة التلذذ بعذابي".

ويتابع صهيب: "هددوني بانهم سيعذبوني كما يعذبون رجال المقاومة وبقيت على هذا الحال مدة 11 يوماً بين التعذيب والتحقيق والحبس الانفرادي وكميات الاكل التي حصلت عليها كانت قليلة جداً ووضع غرف الانفرادي لا يوجد له وصف من شدة قذارته".

ويقول: "كانت تنبعث من الغرفة روائح كريهة ومياه الصرف الصحي تملأ الغرفة وكان شوقي الى احضان والدتي وحنين والدي واشتياقي لاخواني يلهيني ويبعد فكري عن قذارة الحبس الانفرادي".

بعد عدة ايام تم الافراج عن ابناء عمومته وبقي الياس الاعور يقاسمه غرفة الاعتقال ثم حول الياس الى الحبس المنزلي وبقي صهيب وحيداً.

وأضاف صهيب: "بعد ان اصبحت وحدي سحبوني الى المعبر واعتدوا علي بالضرب وكنت احياناً اشعر بأن الاجواء حارة واحياناً اشعر بالتجمد في عظامي لم اكن استطيع الخلود للنوم فالحشرات تزعجني وحينما يغلبني النعاس يقرعون الابواب علي حتى لا انام ومضت عدة ايام ولم انم".

حالياً صهيب مبعد عن منزله وهو في حبس منزلي لدى جدته والدة الشهيد محمد فطافطة والاسيرين موسى وكايد فطافطة ومحروم من الذهاب الى المدرسة. وهنا يقول: "عذاب السجن يهون عن عذاب ابعادي عن مقاعد الدراسة  فهم يتهمونني انني رشقت الحجارة والزجاجات الحارقة وحتى لو اثبتت التهم ضدي فكيف لهم ان يحرمونني من مدرستي؟؟".