ظهور أمير الحزب «ابو الرشتة» بالصوت من دون صورة

خبر « التحـريـر » للجيـوش العربيـة: بـزغ فجـر الخلافـة قد بزغ

الساعة 06:57 ص|03 مايو 2012

طرابلس

لم يفرّق «حزب التحرير» في مؤتمره العالمي الذي عقده في طرابلس على مدار يوم كامل أمس بين قادة الغرب وبين قادة الأنظمة العربية، فاعتبر أن «ثمة تناغماً واضحاً وصريحاً بين الطرفين يهدف إلى القضاء على فكرة الإسلام، وتعويم الكيان الإسرائيلي، والقضاء على كل عمل جاد ومخلص يسعى لكسر طوق التبعية لعواصم الاستعمار، بما في ذلك استخدام كل وسائل وأدوات القمع والقهر وكم الأفواه والتخويف وممارسة الاستبداد والقتل والتعذيب بحق الشعوب الإسلامية».

وتوجه «حزب التحرير» في توصياته التي أذاعها في ختام المؤتمر «إلى أهل القوة والنصرة في الجيوش بأن فجر الخلافة قد بزغ وبانت ملامحه فلا تراهنوا على التبعية للغرب، وراهنوا على مرضاة ربكم، واعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة لنصرة الاسلام».

ووجه المؤتمر الذي حمل عنوان: «ثورة الأمة.. مخططات الإجهاض وحتمية المشروع الإسلامي» رسالة واضحة المعالم الى الدول التي نجحت في ثوراتها على حكامها، بأن «الاطاحة برئيس البلاد لا يكفي، بل من الضروري أن يصار الى القيام بخطوات إضافية تهدف الى الاطاحة بالأنظمة البائدة والدساتير وكل القوانين الوضعية التي كانت تحتضن وتحمي هؤلاء الرؤساء، والتي ما تزال حتى بعد نجاح الثورات تدين بالولاء والتبعية الى العواصم الغربية التي تتحكم بها كما تشاء، وبالتالي العمل الجاد على استبدال هذه الأنظمة بالحكم الاسلامي القادر على التأسيس لخلافة راشدة تحمي الأمة وتلبي طموحات أبنائها وتحكم بما أنزل الله».

كما لم يتوان المؤتمر عن إصدار بعض الفتاوى وأبرزها «تحريم قبول الهبات والمساعدات الغربية لأنها تؤدي الى السيطرة غير المباشرة، وأن كل من يعمل بأوامر الأنظمة الغربية يعتبر عمله خيانة لله ورسوله».

واللافت للانتباه في المؤتمر أن الحزبيين المشاركين من تونس، مصر، اليمن، ليبيا، سوريا، الأردن، تركيا ولبنان، ليس فيهم من هو متقدم على الآخر، أو ذو منصب أرفع من الآخر، الأمر الذي فوّت الفرصة على فضوليين حضروا لمراقبة الهيكلية التنظيمية للحزب.

لكن بعض الحاضرين لا سيما من أبناء طرابلس فوجئوا بأن للحزب أميراً، يدعى الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، وهو عالم مقيم في الأردن ذو جذور فلسطينية، بعدما كان كثيرون يظنون أن للحزب رؤساء مكاتب إعلامية فقط، لكن منظمي المؤتمر لم يشبعوا فضول هؤلاء حيث ألقى أبو الرشتة كلمة مسجلة من مقره في الأردن، تم بثها في قاعة فندق «كواليتي إن»، من دون أن تظهر صورته وذلك لأسباب مجهولة.

ودعا أبو الرشتة «الأمة الاسلامية الى معالجة ما اعتراها من تضليل واختراق، لافتاً النظر الى أن الغرب يعمل على تنفيس المشاعر الاسلامية لدى هذه الثورات، ويقف عبر عملائه في وجه العاملين بصدق لتطبيق الاسلام على وجهة إقامة الخلافة»، محذراً من الذين «يسمون أنفسهم «المسلمين المعتدلين» الذين يعملون على تضليل الناس بأوهام الدولة المدنية والديموقراطية».

وخلص أبو الرشتة الى القول «إن أميركا والغرب لا يريدون خيراً لهذه الأمة، فهم الذين تآمروا على دولة المسلمين، دولة الخلافة، ومزقوا من بعد بلاد المسلمين، وقطعوا أوصالها، كما أنهم هم الذين أنشأوا هذه الأنظمة الطاغية، فعلى الأمة أن تعتمد على قواها، وأن تحذر هذه الدول وعملاءها ومخططاتهم».

وشددت مداخلات المشاركين في ندوات المؤتمر على «ضرورة أن تؤدي الثورات العربية الى إقامة الخلافة الاسلامية الراشدة، وكان التركيز على «ثورة الشام»، التي وبحسب المتحدثين باتت تحتاج الى نصرة الأمة الاسلامية بكاملها، لأن الغرب لا يريد للنظام السوري أن يبقى، ولا يريد للثورة السورية أن تنتصر، ولفتت الكلمات النظر الى أن إقامة الحكم الاسلامي في الشام، سيؤدي الى إقامة الخلافة الاسلامية، لأن لا بديل للنظام العلماني القائم هناك سوى الإسلام، وبالتالي فان الحكم الاسلامي سوف ينطلق من الشام الى كل الدول العربية، وسيكسر الحواجز والقيود والكيانات المصطنعة التي كانت من نتاج سايكس بيكو».

ودعا المتحدثون الثورات العربية لا سيما في مصر إلى عدم الركون الى المجالس العسكرية التي تشكل العمود الفقري للهيمنة الأميركية والغربية، والى العمل على إقامة الحكم الإسلامي والانتقال السريع الى مناصرة الثوار في سوريا. كما طمأنت المداخلات الأقليات من مختلف الطوائف والمذاهب بأن الشرع الإسلامي كان ولا يزال محافظاً على أرواحهم وأموالهم ومعابدهم وكرامتهم وجميع حقوقهم.