خبر صيادو غزة : الهجرة الربيعية للأسماك الأسوأ منذ سنوات"

الساعة 05:40 ص|03 مايو 2012

غزة

"أتت الرياح بما لا تشتهي السفن"، هذا ما ينطبق على موسم صيد الأسماك الحالي "الهجرة الربيعية، والذي اعتبره الصيادون الأسوأ منذ سنوات، نظرا للعقبات والمشاكل التي واجهوها، وحالت دون تمكنهم من صيد كميات وفيرة من الأسماك.

فبالإضافة لعقبة الاحتلال واعتداءاته المتكررة بحق الصادين، برزت عقبة نقص الوقود اللازم لتشغيل محركات الدفع المثبتة على القوارب والمراكب، تزامنا مع موسم هجرة وصف بالأضعف والأسوأ منذ سنوات.

وزادت الأمور سوءا بالنسبة للصيادين، بعد تزايد إدخال الأسماك المصرية المهربة من خلال الأنفاق، خاصة تلك التي تربى في برك ومزارع مياه، أو يتم اصطيادها من بحيرة البردويل القريبة من مدينة العريش المصرية، حيث أثرت تلك الأسماك على الكميات القليلة التي يخرجها الصيادون من البحر، وأسهمت في خفض الأسعار.

موسم سيئ

ويشير الصياد إبراهيم عيسى، إلى أن الصيادين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، بعد أن دهمهم موسم الهجرة الربيعية للأسماك، دون أن يكونوا قادرين على دخول البحر كما الحال في المواسم السابقة.

وبين عيسى أن أزمة الوقود أضرت بالصيادين أكثر من اعتداءات الاحتلال، خاصة وأن دخول البحر والصيد طوال الليل بحاجة إلى كميات من كبيرة من "البنزين"، وبات معظم الصيادين عاجزين عن توفيرها.

واستذكر عيسى حال الصيادين في مثل هذا الوقت من كل عام، قائلا: "قليلا ما كنا نجد قاربا أو مركبا يقف خارج المياه خاصة خلال ساعات الليل، فهذا موسم ينتظره الصيادون بفارغ الصبر".

ونوه إلى أن شح الأسماك هذا الموسم زاد الأمور سوءا، ودفع العديد من الصيادين لهجر مراكبهم، وتركها متوقفة على رمال الشاطئ.

أما الصياد محمود يوسف، فأكد أنه حاول مع عدد من رفاقه التغلب على الظروف الحالية، وجهزوا قاربا بمجدافين يدويين، ويدخلون المياه معظم الأيام.

ونوه إلى أن الأسماك شحيحة في المياه خلال الفترة الحالية، والكميات القليلة التي يخرجونها من المياه يضطرون لبيعها بأسعار رخيصة، نظرا لمنافسة الأسماك المصرية التي تملأ الأسواق.

وبين يوسف إلى انه لا يملك أي بديل آخر، سوى الاستمرار في دخول المياه، والبحث عن رزقه ورفاقه، متمنيا أن تتحسن الظروف مستقبلا، ليتمكنوا من الصيد بواسطة مركب مجهز بمحرك، ليستريحوا من المعاناة والمشقة التي يتعرضون لها خلال صيدهم بتلك الطرق التي وصفها بالبدائية.

أما الصياد محمد عمر، فأشار إلى أن نصف الموسم انقضى ومازالت الأمور على حالها، مبينا أن أملا مازال يراوده في تحسن الأوضاع خلال شهري أيار الحالي وحزيران المقبل، وهما شهران يشهدان في الغالب تحركا لأسراب من الأسماك في المياه.

وأوضح عمر أن معظم الصيادين تعرضوا لخسائر فادحة بعدما كانوا جهزوا شباكهم ومراكبهم ومعدات الصيد الخاصة بهم استعدادا للموسم الحالي، الذي تأملوا أن يكون أفضل من سابقاته.

يذكر أن الأسواق الغزية تعتمد على الأسماك التي تهرب من الأنفاق، لسد العجز الحالي في الأسماك الطازجة، غير أن الأسماك المذكورة كثيرا ما تكون فاسدة أو قديمة، ومعظمها يتم جلبه من مزارع وبرك صناعية.