خبر يوجد شريك.. معاريف

الساعة 12:19 م|02 مايو 2012

(المضمون: انصتوا الى تصريحات يوفال ديسكين ورئيس الدولة بيرس. أبو مازن هو شريك، ربما الشريك الافضل الذي كان لنا. على رئيس الوزراء أن يعود الى المفاوضات وبصفاء سريرة، الى منطقة الشجاعة السياسية والحديث الينا ببساطة وباستقامة - المصدر).

هذه هي المرة الاولى التي يحذر فيها رؤساء سابقين لجهاز الامن، رئيس الموساد ورئيس الشاباك، بشكل بارز من وجود منظومة اعتبارات مغلوطة بالنسبة للموقف من تهديدات امنية مركزية. كما أن هذه هي المرة الاولى التي يتهم فيها رئيس الوزراء ووزير الدفاع بدافع مسيحاني وبتقديم عرض عابث. حيال كل هذا، فان رد فعل الوزراء المقربين يبدو غير موضوعي؛ رد فعل يتهم رؤساء الاجهزة بهجمات منفلتة على خلفية شخصية وثأرية، زعما، لعدم تلقيهم التعيين الذي ارادوه او لعدم تمديد ولاياتهم لسنوات اخرى. وبالفعل، في الانظمة الفاسدة، عندما لا يكون هناك رد موضوعي على انتقاد جوهري، تطلق النار على الرسول الذي يرفع المشكلة الى السطح.

رئيسا الجهازين اختارهما رئيس وزراء ووزراء دفاع مجدوا انجازاتهما، ودولة اسرائيل تباهت بنشاط أجهزة الامن وانجازاتها الكثيرة. اما الان، فما أن وقفوا ضد السياسة الحالة، حتى باتوا يقللون من أهميتهم بتعليلات لا تنجح في اعطاء جواب حقيقي حتى ولا بقليل على الاتهامات الجدية الموجهة لرئيس الوزراء ووزير الدفاع. مطلوب الكثير من الشجاعة المدنية لاطلاق انتقاد علني، مثلما فعل رئيس الموساد ورئيس الشاباك. من المهم أن نفهم بان ليس هناك ما هو سهل ومريح من الاستناد الهادىء الى هالة المناصب السابقة، في ظل الحفاظ على سيماء "محترمة" والامتناع عن المواجهة في الساحة المدنية. من المهم أن نعرف نحن مواطني اسرائيل كيف نقدر هذا وان ننصت، سواء اتفقنا مع اقوالهم أم لا. ولكن الموضوع الاهم في تصريحات رئيس المخابرات السابق ضاع في بحر الموقف من التهديد الايراني. وهذا يتعلق بقوله القاطع ان ابو مازن هو شريك للسعي الى تسوية سلمية وان حكومة اسرائيل ببساطة غير معنية به. وعندما يضاف هذا الفهم الى تصريحات رئيس الدولة عن ابو مازن، فان مواطني اسرائيل ملزمون بالخروج من اللامبالاة وعدم الاكتراث ليسألوا رئيس الوزراء اين الامل الذي نتوقعه منه أن يغرسه في قلوبنا وأين التوازن في عرض الصورة عن مستقبلنا. ينبغي البحث عما يوحد، وليس التهديد لما يخيف – التهديد الايراني – الذي يذكر دوما بنفس واحد مع الكارثة.

على رئيس الوزراء أن يعرض على الشعب مذهبه السياسي. اذا كان يتراجع عن اعلان بار ايلان، والذي تعهد فيه برؤيا الدولتين للشعبين، فان عليه أن يقول هذا والا يعمل على السيطرة على المناطق في الضفة، بهدف تشويش الحدود المحتملة والوصول الى دولة واحدة للشعبين، دولة ثنائية القومية. عليه أن يشرح للشعب الذي يجلس في دولة اسرائيل فورا ما هي معاني شعبين يعيشان في دولة واحدة، ما هو مستقبل الصهيونية، ماذا ينبع عن فقدان أغلبية يهودية، عن كنيست ليس فيها بالضرورة يهودية، او كبديل عن دولة مع نوعين من المواطنة وقانون لا ينطبق الا على سكانها اليهود، أي فقدان الديمقراطية.

علينا أن نكف عن الاختباء خلف شعار "لا شريك". انصتوا الى تصريحات يوفال ديسكين ورئيس الدولة بيرس. أبو مازن هو شريك، ربما الشريك الافضل الذي كان لنا. على رئيس الوزراء أن يعود الى المفاوضات وبصفاء سريرة، الى منطقة الشجاعة السياسية والحديث الينا ببساطة وباستقامة.