خبر تمرد الجنرالات الثالث.. هآرتس

الساعة 12:16 م|02 مايو 2012

(المضمون: يجب ان يقلق الجمهور الاسرائيلي كثيرا حينما يعرف ان هذا العدد الكبير من مسؤولي الامن لا يثقون بقدرة باراك ونتنياهو على اتخاذ قرارات حاسمة مصيرية - المصدر).

التمع مرتين في الماضي هنا شرر تمرد جنرالات: وقت حرب الاستقلال حينما استقال رؤساء الشُعب في هيئة القيادة العامة للهاغاناة في أعقاب إقالة اسرائيل غليلي رئيس القيادة القطرية، وفي الثاني من حزيران 1967 حينما طلب عدد من جنرالات هيئة القيادة العامة بقوة الى رئيس الحكومة ليفي اشكول ان يأمر الجيش الاسرائيلي بالخروج فورا لهجوم في شبه جزيرة سيناء. وفي الحالتين ذوى التمرد وهو ما يزال في مهده وتقبل العسكريون سلطة المستوى السياسي. واهتموا ايضا بألا تُعلن الاختلافات في الرأي بينهم وبين المستوى السياسي (دافيد بن غوريون واشكول)، ولم يخطر ببالهم ان يعبروا عن رأي في أهلية هذين الاثنين لتولي منصبهما.

وها هو ذا ينشأ في الاشهر الاخيرة تمرد الجنرالات الثالث. فقد أخذ عدد يزداد من كبار مسؤولي المستوى الامني وبعضهم ما يزال في خدمة فاعلة، ينضمون الى قائمة المنتقدين البارزين لرئيس الحكومة ووزير الدفاع. والشيء الخطير في "التمرد" الحالي هو ان المنتقدين لا يعترضون فقط على التقدير المهني لبنيامين نتنياهو واهود باراك بل يعبرون ايضا عن خوف حقيقي من أنهما ليسا أهلاً لقيادة الدولة ويفعلون كل ذلك علنا وبصوت جهير.

سبق يوفال ديسكن في انتقاده رئيس الموساد السابق مئير دغان وافرايم هليفي، ورئيس الموساد الحالي تمير بردو ومستشار نتنياهو في الشؤون الامنية عوزي أراد ورئيس هيئة الاركان السابق غابي اشكنازي ورئيس هيئة الاركان الحالي بني غانتس. فقد عبر كل هؤلاء إما جهرا وإما في همس مدوي عن خوف من تناول رئيس الحكومة ووزير الدفاع للقضية الذرية الايرانية واستعدادهما للأمر بمهاجمة المواقع الذرية.

قال دغان ان الهجوم على ايران هو أشد الاشياء حمقا مما سمع منذ كان، وبيّن هليفي انه سيؤثر في رأيه في اسرائيل وفي المنطقة مائة سنة. واعترض هذا الاخير اعتراضا شديدا على النظرية المركزية التي يقودها نتنياهو وزعم انه يجب القلق من ايران الذرية، لكنه يوجد فرق كبير بين هذا وبين خطر وجودي.

وتطرق بردو ايضا الى ذلك. "ما هو معنى مصطلح "تهديد وجودي" "؟ سأل رئيس الموساد في مؤتمر شارك فيه عشرات السفراء الاسرائيليين. "هل ايران هي تهديد لاسرائيل؟ هذا مؤكد. لكن اذا قالوا ان قنبلة ذرية في يد ايران هي تهديد وجودي فهذا يعني انه يجب اغلاق الحانوت والذهاب الى البيت. وليس هذا هو الوضع. فهم يستعملون هذا المصطلح بحرية كبيرة جدا". والاشارة واضحة. فالجميع يعلمون من الذي يستعمل بحرية "هذا المصطلح" ويُشبه محمود احمدي نجاد بهتلر ويزعم انه يجب التعامل مع ايران كما كان يجب التعامل مع المانيا النازية في 1938.

ان رئيس هيئة الاركان غانتس في المقابلات الصحفية في يوم الاستقلال ناقض اثنين من مواقف نتنياهو المركزية. فقد زعم ان ايران لم تقرر بعد انتاج قنبلة ذرية "أنا أعتقد ان القيادة الايرانية مؤلفة من ناس عقلانيين جدا". وأضاف في انتقاد مُعمى لطريقة اتخاذ نتنياهو وباراك للقرارات: "نحن دولة متزنة... يمكن ويجب اتخاذ قرارات في تقدير للامور عن مسؤولية تاريخية، لكن بغير هستيريا".

يتبين من كلام كل واحد من هؤلاء، ومن تصريحات مسؤولين كبار في جهاز الامن لا تُعلن انه يتبلور في القيادة الامنية موافقة على كلام ديسكن الذي قال: "ليست لي ثقة بالقيادة الحالية التي يجب عليها ان تقودنا الى حادثة تبلغ من الضخامة مبلغ حرب مع ايران. أنا لا أثق لا برئيس الحكومة ولا بوزير الدفاع". ان تمرد الجنرالات يزداد زخما ويجب ان نقلق جدا اذا كان هذا العدد الكبير من المسؤولين الكبار الذين لا أجد يعرف أفضل منهم ومن قريب نتنياهو وباراك، قلقين بهذا القدر.