في أسبوع شهداء حركة حماس

خبر الرفاعي:هناك مخطط يتم تمريره لتصفية القضية الفلسطينية وحق العودة

الساعة 07:33 ص|01 مايو 2012

لبنان

حذر أبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان من وجود مخطط يهدف الى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، يتم تمريره بلا ضجيج، قائلاً: "لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عن مشاريع جديدة لتصفية قضية اللاجئين بطريقة أو بأخرى، وآخرها بدعة ما يحكى عن منح اللاجئين جوازات سفر فلسطينية، من شأنها أن تشطب الصفة القانونية لأبناء شعبنا، من كونهم لاجئين، وتحويلهم الى رعايا في الدول التي يقيمون بها.

وقال الرفاعي خلال كلمة التي ألقاها باسم تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، في المهرجان الشعبي الذي أقامته حركة المقاومة الإسلامية حماس، في ذكرى أسبوع شهداء الحركة في بيروت , بأن المشاريع الجديدة لتصفية قضية اللاجئين خطيرة لأنها تسقط حقنا في المطالبة بالعودة الى أرضنا ووطننا، ويجعلها جريمة يعاقب عليها القانون، وفعلاً "إرهابياً".

أضاف إلى أن ذلك  يمهد الأرضية لإلغاء وكالة الأنروا بصفتها المؤسسة الدولية المسؤولة عن الأوضاع المعيشية والحياتية لأبناء شعبنا في المخيمات، وبصفتها شاهداً دولياً على الجريمة المستمرة بحق شعبنا, إضافةً إلى تحول أبناء شعبنا الى رعايا، فإن ذلك يعني أنهم سيكونون مضطرين الى الحصول على تأشيرات عودة الى البلاد التي يقيمون فيها، ويفتح إمكانية منعهم من ذلك في ظروف معينة، إضافة إلى أنه يفتح الباب أمام احتمالات أخرى، لا نريد الخوض فيها."

وبخصوص الفتاوى التي تطرح بخصوص زيارة المسجد الأقصى ,أوضح: " تتصاعد في الآونة الأخيرة الفتاوى والدعوات لزيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني.. ولقد وصل الأمر بالبعض الى اعتبار ذلك واجباً شرعياً.. متناسياً أن الاحتلال الصهيوني يدنس المقدسات، ويستبيح الحرمات، ويطرد أهلنا من مدينتهم، ويهدم بيوتهم، ويصادر أموالهم وممتلكاتهم، ويعيث في الأرض فساداً.."

وتساءل الرفاعي: "ماذا يعني هذا الاتجاه نحو فكفكة القضايا الكبرى، التي تريح العدو الصهيوني من عبء اللاجئين، وتشرعن التطبيع معه، في ظل انسداد الأفق أمام عملية التسوية العبثية؟  هل يعني ذلك أن هناك توجهاً دولياً وعربياً يتم تمريره بعيداً عن الأضواء وبلا ضجيج، لتصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني بالمطلق؟!  وخاصة في ظل التصريحات والمواقف التي يطلقها بعض أقطاب السلطة الفلسطينية، من الذين نظروا لعملية التسوية والتفاوض ونسمعهم اليوم يطلقون الدعوات الى البحث عن حل آخر.

  وأكد الرفاعي في كلمته على التمسك بخيار المقاومة , وتابع : "يوماً بعد يوم يتأكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يستطيع حفظ قضيتنا وحقوقنا المشروعة، ويحافظ على وحدة شعبنا وثوابته، وفي مقدمتها حقه في التحرير والعودة... فالمقاومة تدرك تماماً طبيعة هذا الكيان الغاصب، وبأنه لا يفهم الا لغة القوة.. .

واشار الرفاعي الى أن المقاومة "وحدها هي التي استطاعت إطلاق سراح مئات الأسرى، في حين عجزت كل جولات التفاوض إطلاق سراح أسير واحد."

ولفت الى أن "المتغيرات المستجدة من حولنا تفرض على المقاومة مهمة جديدة تتمثل في مواجهة محاولات حرف الوعي العربي والإسلامي عن قضيته المركزية في فلسطين، وإلهائه بصراعات داخلية، وأيضاً مواجهة أية محاولة لتحويل القضية الفلسطينية، وقضية المسجد الأقصى، الى قضية خلافية وموضع جدل داخلي بين العرب والمسلمين.

وشدد على أن موقف حركات المقاومة من زيارة القدس واضح: "فنحن لن نقبل أن ندخل القدس إلا كما دخلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والقائد صلاح الدين الأيوبي، فاتحين محررين."

وفي الشأن الفلسطيني في لبنان، أكد الرفاعي على مسؤولية القوى الفلسطينية واللبنانية في معالجة الأوضاع المأساوية التي يعاني منها اللاجئون، وعلى مواجهة المخططات التي تحاك لتصفية قضية اللاجئين، وقال: "إننا جميعاً - كقوى لبنانية وفلسطينية - مسؤولون عن مواجهة هذه المخططات، وردها الى نحر صنّاعها.  فالقوى الفلسطينية مطالبة اليوم – أكثر من أي وقت مضى – بتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة، تأخذ على عاتقها معالجة الأوضاع المأساوية، وندعو من أجل ذلك الى عقد مؤتمر جامع حول وضع اللاجئين في لبنان، وإيجاد الصيغ الضرورية اللازمة لحوار جدي مع الحكومة اللبنانية، على قاعدة الحقوق والمسؤوليات، وبما يزيل المخاوف والهواجس المشروعة لدى الجانبين، ولا بد من الإسراع في ذلك."

وطالب الرفاعي القوى الوطنية اللبنانية بالضغط على الحكومة من أجل البدء في حوار فلسطيني – لبناني، مطالباً هذه القوى "بدعم صمود شعبنا الفلسطيني، والضغط على الحكومة من أجل فتح حوار جدي وفاعل، وإقرار حقوق شعبنا الاجتماعية والانسانية والمدنية، ورفع الإجحاف والحرمان الذي مارسته جميع الحكومات المتعاقبة بحقه.  ومن حقنا على القوى اللبنانية الوطنية أيضاً المشاركة في وضع رؤية فلسطينية - لبنانية موحدة، من أجل مواجهة المشاريع والمخططات التي تريد أن تريح العدو الصهيوني على حساب شعوبنا.

وأشار الي ضرورة ان يقف الشعب الفلسطيني واللبناني كشعبين صفاً واحداً، ورفض كل محاولات وضعنا في مواجهة بعضنا البعض , مطالباً الحكومة اللبنانية  ببدء حوار جدي، ووقف التعاطي بالبعد الأمني وحده، بما يحفظ أمن لبنان وسلامته، ليس من الفلسطينيين – الذين لا يحملون إلا الخير للبنان – بل من المخططات الخارجية المشبوهة."