خبر لننصت الى ديسكين- هآرتس

الساعة 09:10 ص|30 ابريل 2012

لننصت الى ديسكين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الهجوم المضاد من جانب بنيامين نتنياهو وايهود باراك على يوفال ديسكين كان متوقعا في جوهره. فقد تضرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع من الانتقاد الحاد وسارعا الى أن ينسبا له دوافع شخصية. هذا رد يميز السياسيين الذين يفكرون أولا بمناصبهم وفقط بعد ذلك بمبادئهم. ما قاله باراك ونتنياهو الواحد عن الاخر عندما اصطدما، لا يقل حدة عما يقولاه عن ديسكين، مئير دغان وغابي اشكنازي.

        للاقوال التي صدرت عن ديسكين أهمية كبيرة. فقد كان ديسكين في السنوات الستة التي انتهت في ايار من العام الماضي رئيس المخابرات، الهيئة المسؤولة عن معالجة المجال الفلسطيني من ناحية أمنية وسياسية. ولهذا فان لقوله "دعكم من القصص التي يبيعونكم اياها في أن ابو مازن لا يريد الحديث: لا نتحدث مع الفلسطينيين لان هذه الحكومة ليس لها مصلحة في الحديث مع الفلسطينيين"، يوجد معنى كبير – لانه ينزع اللثام الرسمي عن حكومة اسرائيل في أنها تسعى كل الوقت للسلام وتصطدم بالمعارضة من الطرف الاخر.

        كما أن اقوال ديسكين بالنسبة لعرب اسرائيل والتي جاء فيها انه "في الـ 10 – 15 سنة الاخيرة تتحول دولة اسرائيل الى عنصرية أكثر فأكثر"، هامة ومقلقة حين تأتي على لسان رئيس المخابرات السابق. تحذيراته في هاتين المسألتين، والتي اطلقت حتى في أثناء تسلمه مهام منصبه، تحتاج الى تغيير فوري في سياسة حكومة نتنياهو – باراك، فما بالك أنه في السياق الفلسطيني كان هذا باراك نفسه هو الذي تنبأ العام الماضي بالشرور ("التسونامي")، بل ومه أنه تبين مخطئا، فان الازمة لا بد ستأتي.

        ومع أنه في المداولات عن ايران لم يكن ديسكين أكثر من مراقب، فان لانطباعاته عن عملية اتخاذ القرارات يوجد وزن كبير. السياسيون يسوقون لناخبيهم صورا يتظاهرون فيها بانهم يقومون بأدوار القادة. فجاء ديسكين، مثل دغان واشكنازي قبله، ليروي كيف يبدو هذا حقا، من الداخل. واذا كان انطباعه دقيقا – وعبء الدحض ملقى على من يوجه اليهم الانتقاد – محظور أن نترك في يد هذه القيادة مصير أمة، في الحرب وفي السلام.

        بشكل عام، المخابرات هي التي تتنصت على الغير، هذه المرة يجمل بمواطني اسرائيل أن يستمعوا.