خبر السياسة يقررها الساسة لا المحللون -يديعوت

الساعة 09:09 ص|30 ابريل 2012

السياسة يقررها الساسة لا المحللون -يديعوت

بقلم: يوعز هندل

ليس حكيما ولا عدلا – فهناك شؤون لا يجوز ان يجري نقاش سياسي فيها.

ان يوفال ديسكن، مثل مئير دغان قبله، أراد ان يحوز الخزانة كلها والمال الكبير، أعني القضية الايرانية. وليس الجدل في هل يتكلم ديسكن ودغان الحقيقة لأنه لا توجد حقيقة واحدة في هذه القضية. والهجوم العسكري مقرونة به مخاطرات غير قليلة ولا يستطيع أحد ان يُقدر بصورة دقيقة الاحتمالات في مقابل المخاطرة. ومن جهة ثانية فان ايران الذرية هي كارثة للمنطقة كلها ولاسرائيل خاصة لأنه يوجد خطر عظيم من سباق تسلح ذري في دول استقرارها مؤقت، ومنظمات ارهاب تتحول الى تهديد استراتيجي على ظهر دولة ذرية، وأهم من ذلك تغييرات التصور العام في الدول العربية عن وجود اسرائيل.

لا توجد حقيقة واحدة ولا يوجد حل واحد، ويدرك هذا جيدا كل من اشتغل بهذا الشأن، ومنهم الزوجان الامنيان دغان وديسكن. والقصد الى عدم الوصول الى هناك هو القاسم المشترك بين أكثر الاسرائيليين.

يوجد من يقولون ان القضية الايرانية وجدت نفسها في خضم جدل عام عن اختيار وان نتنياهو هو الذي استل السيف ذا الحدين وهو الذي اهتم بذكر ايران في كل تصريح وباستعمال خطابة المحرقة والحرب الوجودية. وهو الذي صب الماء بدل الصمت وعجب من ابتلال ما حوله.

في هذا الزعم شيء كبير من الصدق إلا ان نتنياهو بخلاف ديسكن ودغان انتُخب لصنع هذا، فالسياسة يقررها الساسة لا مسؤولون كبار سابقون.

بعد الفترة التي قضيتها في ديوان رئيس الحكومة، يصعب أن أقول إنني من المؤمنين الكبار. فقد "حظيت" أنا ايضا بمعرفة رئيس حكومتنا ووزير الدفاع من قريب، وعرفت أنا ايضا المشكلات والاخفاقات. فليس هو المسيح ابن داود، ومن المؤكد أنه ليس الاسوأ. ومع كل ذلك فان رغبة ديسكن في الكشف عن العيوب صارت في القضية الايرانية أقوالا بلا مسؤولية.

يوجد ما يكفي من الموضوعات التي يمكن فيها ومن المرغوب فيه ايضا انتقاد النظام والكشف عما ينبغي اصلاحه (ونقول بالمناسبة انه يُفضل ألا يُنتظر سنة): كتجنيد الحريديين والعرب، والاشتغال بخطط بعيدة الأمد، والتطرف الديني بل والتفاوض السلمي. وفي كل واحد منها يستطيع ديسكن ودغان ان يكونا محللين ملائمين بل قد يستطيعان التأثير. فالتجربة التي جمعاها لا تُقدر بمال، ومعرفة اجهزة اتخاذ القرارات مهمة ولا سيما رغبتهما في الاسهام. وبرغم ذلك، لا يجوز ان يُنسى أنهما اليوم بصفة محللين فقط.

يكفي تطرق ديسكن الى موضوع التفاوض السلمي مع الفلسطينيين لنفهم ذلك. فحينما يوجه اصبع الاتهام الى حكومة اسرائيل ويذكر خيبة أمل الفلسطينيين يسلك سلوك محلل سياسي متوسط لا سلوك من يعرف المادة وتأثيراتها.

لا يشيرون على هذا النحو اذا كان هذا الزعيم أو ذاك مناسبين. ولا يكون الامر كذلك (بالاشتغال بالامور الأشد حساسية التي ينبغي الصمت عنها)، كما يتوقع من مسؤولين كبار سابقين في الجهاز العام، ومن ديسكن ودغان.

وبعد ان قلنا هذا ينبغي ان نجعل خط دفاع رئيس الحكومة ووزير الدفاع في تناسب. فليس من الممكن ان يكون الجميع ينتقدونهما ويهاجمونهما لأنهما لم يُطيلا ولايتهم أو لم يُعيناهم لمنصب آخر.

يوجد حد للتفسيرات التي يكون الجمهور مستعدا لهضمها. فقد ينجح اتهام دغان بانتقام شخصي من رئيس الحكومة. وحينما نقول الشيء نفسه عن ديسكن ايضا يوجد شعور بأن الحديث عن تعلل متسلسل.