خبر أمسكوني- معاريف

الساعة 09:06 ص|30 ابريل 2012

رام الله

أمسكوني- معاريف

بقلم: بن كاسبيت

        (المضمون: لو كان هذا منوطا بنتنياهو لابقى الانتخابات في موعدها دون تغيير. فالانتخابات أمر يعرف المرء كيف يدخلها ولكنه لن يعرف ابدا كيف سيخرج منها - المصدر).

        خلافا للانطباع الناشيء، لا تزال لا توجد انتخابات. يوجد احتمال جيد في أن تكون انتخابات هذه السنة، ولكن هذا بعيد عن أن يكون منتهيا. خلافا للانطباع الناشيء، نتنياهو لم يقرر بعد. نعم، هو ينثر احبولة بموجبها قرر منذ الان، ولكنه لم يفعل. ومثلما في كل أمر آخر، فما بالك في الانتخابات، نتنياهو يتردد ويحاول ان يقرر في اللحظة الاخيرة، فقط عندما لا يكون هناك مفر. وهو ليس هناك بعد. ما يفعله رئيس الوزراء في موضوع الانتخابات هو تقريبا ما يفعله في الموضوع الايراني. لعبة "أمسكوني". وبكفاءة عالية بالمناسبة. ومثلما في الموضوع الايراني، في موضوع الانتخابات ايضا، هذا ينجح له.

        احبولة الانتخابات تجري منذ أشهر، منذ قرر نتنياهو على نحو مفاجيء تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الليكود على التو. بعد وقت قصير من اعلانه تقديم موعد الانتخابات التمهيدية، كشف هنا في "معاريف" ان رئيس الوزراء التقى قبل بضعة ايام من قراره قادة ايباك، الذين أروه استطلاعات بموجبها جيدة فرص براك اوباما لان يكون ايضا الرئيس التالي للولايات المتحدة.

        التهديد الاوبامي، الى جانب مشاكل الميزانية التالية، الى جانب احتجاج الصيف الذي سيأتي (أو لا)، الى جانب قانون طل، الى جانب شؤون البؤر الاستيطانية – دفعت بيبي لان يعلن عن انتخابات تمهيدية عاجلة في الليكود والتفكر في تقديم موعد الانتخابات العامة (حسب منشوراتها في حينه، تفكر في تشرين الاول).

        ولكن مع التفكرات لا يمكن للمرء أن يذهب الى البقالة، وبالتأكيد ليس الى صندوق الاقتراع. وعندها لم يقم بأي عمل حقيقي، باستثناء اعادة احتلال الليكود ليكون الوحيد (تقريبا) المستعد لانتخابات سريعة. بالاجمال، هذه خطوات سياسية سليمة ودقيقة لنتنياهو في النصف سنة الاخيرة يتمتع بثمارها الان. لم يتغير أي شيء حقيقي منذ الانتخابات التمهيدية اياها في الليكود. قانون طل كان ولا يزال ذات قانون طل، مثل الاصوليين، مثل البؤرة الاستيطانية، مثل الميزانية، مثل احتجاج الصيف ومثل اوباما.

        إذن، ما الذي مع ذلك حصل الان؟ ما حصل هو أنه بدأت الدورة الصيفية للكنيست، والموعد النهائي لقانون طل يقترب بخطوات واسعة. ليبرمان يتقدم بقانون تجنيد للاصوليين بعد بضعة ايام، ايهود باراك سارع الى نشر قانون خاص به على عجل مساء أمس، كديما موفاز ينكب على خطة كهذه منذ اشهر، الجميع يحاولون امتطاء هذه الموجة وعلى ظهر الاصوليين البائسين، الذين يستوعبون بانهم سيصبحون الضحية الاساس للحماسة العامة الحالية.

        بالمناسبة، بيبي بنفسه ايضا، في عجالة تخجل حتى التذبذبات السابقة له، أبلغ اليوم بوعز نول بانه سيرفع قانون طل خاص به، يجند الاصوليين وجاء الخلاص لصهيون. قبل ثلاثة اشهر اعلن نتنياهو أن في نيته تمديد قانون طل الاصلي لخمس سنوات. إذن ماذا حصل في هذه الاثناء؟ رائحة الانتخابات في الجو، هذا ما حصل. فجأة يريد الجميع تجنيد كل الاصوليين، فورا وعلى التو. اين كانوا كل هذه السنين؟ سؤال ممتاز.

        وبالفعل، نتنياهو لم يقرر بعد، واذا كان هذا منوطا به، فالانتخابات يجب أن تكون في موعدها. الانتخابات هي موضوع لا يهم كل تدخله، فأنت أبدا لن تعرف كيف واذا ما ستخرج منه. من جهة اخرى، نتنياهو يعرف بان وضعه لن يكون أفضل في السنة القادمة بل وربما ليس في الشهر القادم. واذا كان لا بد من تقديم موعد الانتخابات، فهو يود ان تجرى صباح غد أو بعد ثلاثة اشهر (وهذا هو الحد الادنى). ولكن لن ينجح في أن يجر الكنيست الى هذا.

        باستثنائه، شيلي يحيموفتش فقط مستعدة حقا للانتخابات. ليبرمان كان يود أن ينهي أولا قضاياه في النيابة العامة، لبيد وموفاز لم ينظما نفسيهما بعد. شاس في حرج. نتنياهو يتمزق بين القطبين، الفرص والمخاطر، وفي هذه الاثناء يبث ثقة بالنفس و "لا مشكلة، نذهب الى الانتخابات". الان هو، مثل كل الاخرين، عاليا على الشجرة. في الايام القريبة القادمة سنعرف اذا كان سيجد السلم الذي ينزل عليه الرفاق عائدين الى الارض ام أننا من الشجرة سنذهب فورا الى صندوق الاقتراع. المؤكد هو أن هذا لن ينتهي الى أن ينتهي أو الى أن تغني السيدة. وعليه فهذا لم ينتهِ بعد.