خبر دعم السلفيين لعبد المنعم أبو الفتوح يقلب موازين السباق الرئاسي

الساعة 04:57 م|29 ابريل 2012

فلسطين اليوم

أشارت صحيفة الـ"نيويورك تايمز" إلى أن إعلان دعم الجماعة السلفية الممثلة بحزب النور للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يقلب موازين السباق الرئاسي في مصر و يجعل من أبو الفتوح المرشح المفضل للمحافظين والليبراليين في مصر.

التأييد الذي حصل عليه أبو الفتوح من السلفيين يجعل منه المرشح الرئاسي الأكثر تصميماً. ويُعرف عن السلفيين تركيزهم الصارم على الشريعة الإسلامية، وتحدثوا في كثير من الأحيان عن إحياء العصور الوسطى بالعقوبات الجسدية في الإسلام، والحد من ملابس النساء العصرية وبيع المشروبات الكحولية، والقضاء على ثقافة الهرطقة.

ووصف قادة السلفيين قرارهم على أنه رد فعل ضد مرشح الاخوان المسلمين للرئاسة، وهي مجموعة قوية وإسلامية راسخة تهيمن على البرلمان المصري الحالي.

وعلى الرغم من أنهم أكثر اعتدالاً من السلفيين، يؤيد الإخوان أيضاً تشكيل ديمقراطية إسلامية بشكل واضح في مصر. أما بالنسبة للقضايا الاجتماعية والثقافية، فتعتبر الجماعة أقرب إلى السلفيين من أبو الفتوح.

لكن في مقابلات تلفزيونية ليلة السبت، قال بعض السلفيين أنهم يعتقدون أن مرشح الإخوان الحالي، محمد مرسي، أضعف من أبو الفتوح أو مرشح جماعة الإخوان المسلمين الأساسي، خيرت الشاطر.

 وقال آخرون أن الجماعة كانت مترددة في منح احتكار السلطة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين التي تخلت مؤخراً عن تعهدها بعدم السعي للسيطرة على الرئاسة، فضلا عن البرلمان.
 
واعترف عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الجماعة السلفية، أن هناك فرقاً كبيراً من حيث تفسير أبو الفتوح للآية من القرآن التي تقول: "لا إكراه في الدين"، والتي تفسر على أن الدولة لا تستطيع أن تجبر الناس على اتباع القواعد الدينية. وقال الشحات أن هذا النوع من الإكراه هو أمر غير ممكن على أي حال.

وألمح السلفيون في الايام الاخيرة انهم لا يتوقعون تحقيق أهدافهم بشكل سريع، التي تتمركز على إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية. بدلاً من ذلك، يقولون أنهم يريدون رئيساً يستطيع أن يتعامل مع احتياجات مصر الملحة مع السماح لهم بحرية الوعظ والدعوة.

وقال الشيخ حسن عمر، زعيم السلفية والنائب في البرلمان: "نحن لا نريد شيخ الإسلام".

لكن الـ"نيويورك تايمز" أشارت إلى أن التأييد السلفي ظهر أيضاً للتحقق من صحة حجة أبو الفتوح الذي قال إن خلط الوعظ والسياسة سيكون "كارثياً" بالنسبة لكل من الإسلام ومصر، على حد تعبيره في مقابلة الاسبوع الماضي مع قناة "الرحمة" السلفية.

في مقابلات أجريت مؤخراً، أوضح أبو الفتوح أن ترشيحه وطرده من جماعة الاخوان المسلمين كان جزءاً من نزاع أكبر حول ما إذا كان الإخوان المسلمين يجب أن يسيطروا على الرئاسة في مصر الديمقراطية، بدلاً من العودة الى الجذور من خلال الوعظ والأعمال الخيرية.

ورأت الصحيفة ان أبو الفتوح ألمح إلى تهديدات لمصداقية الزعماء الدينيين "غيراللائقة" في الحياة السياسية، بدءاً من مظاهر التنازلات لمصلحة السلطة إلى المواقف المحرجة مثل القضية الأخيرة للنائب السلفي الذي ألقي القبض عليه بعد أن ادعى تعرضه للضرب من قبل مجهولين للتغطية على عملية تجميل لأنفه.

وقال أبو الفتوح في إحدى المقابلات إن التداخل بين الأحزاب السياسية والأحزاب التبشيرية كارثي للطرفين"، مضيفاً أن مصر سوف ترى في المستقبل نتيجة هذا التهديد، الذي يشكل خطراً على الوطن والدين.

أثناء تجمع الآلاف في معقل السلفيين في دلتا النيل  هذا الاسبوع، قال أبو الفتوح أن المصريين المسلمين لا ينتظرون من الرئيس تعليمهم ممارسة شعائر دينهم، بل يريدون رئيساً لتطوير الزراعة والصناعة.

في آخر ظهور له على قناة "الرحمة"، سخر المرشح من طلب المذيع منه بتقديم نفسه للمشاهدين السلفيين، فقال: "بعض هؤلاء الزعماء أصدقاء أعزاء منذ السبعينات. أحدهم كان يمزح معي ويقول: لن ننسى أبداً، يا سيدي، أنك كنت أميراً لنا. لذلك من المستحيل القول ان الحركة السلفية لا تعرف الدكتور عبد المنعم"!