خبر تسويغ لابو مازن- معاريف

الساعة 08:33 ص|29 ابريل 2012

تسويغ لابو مازن- معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: نتنياهو يوهم نفسه بان "الموضوع الفلسطيني شطب عن جدول الاعمال العالمي. وهو ليس فقط لم يشطب، بل هو حي ويركل. أقوال ديسكين هي مثابة ركلة. وربما ليس فقط ركلة. هذه كانت اساسا صرخة - المصدر).

        كانت هذه نهاية اسبوع ممتازة لابو مازن. فرئيس دولة اسرائيل ورئيس المخابرات السابق على حد سواء منحاه تسويغا. الدعاية الفلسطينية لا حاجة لها لان تستخدم الاكاذيب. كل ما عليها ان تفعله هو أن تأخذ هذين الرجلين وتنشر أقوالهما باعلانات كبيرة في العالم والسماح للرأي العام العالمي باستيعاب المادة. فقد أوضح شمعون بيرس في يوم الاستقلال بان "ابو مازن حقا يريد السلام مع اسرائيل". ولم يمر يومان واذا بيوفال ديسكين يعلن بان "ليس للحكومة مصلحة في الحديث مع ابو مازن".

        عشرات ملايين الدولارات من وزارتي الخارجية والاعلام وعشرات الهيئات الاخرى، والتي استثمرت في محاولات الاقناع بان اسرائيل تريد السلام والفلسطينيين يرفضون، ضاعت هباء منثورا. فليس الفلسطينيون هم الذين يدعون هذه الاقوال، ولا الصحف مع تقاليد العداء. بل رئيس دولة اسرائيل ورئيس المخابرات. مهامة الاشرار يقوم بها الاغبياء. شمعون بيرس كان ولا يزال متآمرا لا يهدأ من أجل الهدف الأسمى للسلام في الشرق الاوسط. وقد كان هذا بشكل عام تآمرا ايجابيا. هنا وهناك كان تآمرا ضارا. وذلك لانه عندما يقول رئيس الدولة ان ابو مازن "حقا يريد السلام"، ولا يقول هذه الامور عن رئيس وزراء اسرائيل، فان الاستنتاج الواحد والوحيد هو أن نتنياهو لا يريد السلام. وعندها يأتي ديسكين، ويقول الاقوال بالشكل الصريح للغاية.

        اسرائيل هي ديمقراطية. في إطار الحوار الديمقراطي تقال الكثير من الامور. لا بيرس ولا ديسكين قصدا خدمة الدعاية الفلسطينية. ولكن هذه هي النتيجة الفورية لاقوالهما. وهما لم يدفعا السلام الى الامام حتى ولا قيد أُنملة. انهما جعلا نتنياهو عدو السلام وأبو مازن محب السلام.

        بيرس وديسكين لم يقصدا. هما بعيدان عن ذلك. غير أنهما قدما هدية عظيمة للمعركة المناهضة لاسرائيل. الموضوع هو انه مع كل الاحترام لهذين الرجلين، فانه توجد حقائق ايضا. في 2008، قبل أن يكون أوزة عرجاء، عرض اولمرت على ابو مازن اقتراحا يصعب رفضه. ابو مازن رفض. والامور تظهر في وثائق فلسطينية تسربت. ليس لدى بيرس أي معلومات جديدة عن تغيير في الموقف الفلسطيني. قصة ديسكين مختلفة قليلا. فهو ليس تاجر أوهام. لقد كان هناك. وعندما يكون قدر كبير من الناس ممن كانوا هناك يطلقون بالضبط ذات النغمة، فلا تعود هناك أي حاجة لتبني موقفهم. ولكن واجب، واجب وطني، الانصات لهم.

        ابو مازن ليس شريكا للسلام. لا في هذه اللحظة. غير أن سلوك نتنياهو في السنتين الاخيرتين يزيح المسؤولية عن أبو مازن. من يصر على استمرار البناء، حتى خلف خط الفصل، ومن يصر على "تسويغ البؤر الاستيطانية" خلافا لتعهدات اسرائيل الصريحة – لا يمكنه أن يتظاهر بنظافة اليدين. وهو لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يمس بها.

        الربط بين أقوال بيرس وديسكين يدخل نتنياهو في مشكلة عسيرة. أكبر بكثير مما يخيل له. فهو يوهم نفسه بان "الموضوع الفلسطيني شطب عن جدول الاعمال العالمي. وهو ليس فقط لم يشطب، بل هو حي ويركل. أقوال ديسكين هي مثابة ركلة. وربما ليس فقط ركلة. هذه كانت اساسا صرخة.