خبر نحتاج الى مظلة فوق القبة -معاريف

الساعة 08:32 ص|29 ابريل 2012

بقلم: د. اهود عيلام خبير في شؤون الامن القومي

(المضمون: القبة الحديدية مخصصة للدفاع عن مواقع مختارة مثل المطارات والمدن، ولكنها كقبة، لا تغطي كل الرأس، وعليه فانها لا تسمى "خوذة حديدية" - المصدر). في جهاز الامن يستعدون لتصعيد انتاج صواريخ منظومة قبة حديدية التي ستكون جزءا من الجدار الحديدي العسكري ضد التهديدات البالستية على أنواعها – من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. ويشمل الرد الاسرائيلي "القبة الحديدية" التي ضد المقذوفات وصواريخ "حيتس" لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى. هذا رد هادف ويهودي، بتمويل امريكي واضح، كما تجسد مرة اخرى مؤخرا في أعقاب استمرار الدعم الامريكي للمشروع. وتنتمي "القبة الحديدية" الى منظومة الدفاع الجوي، منظومة مضادات الطائرات سابقا، المسؤولة عن اعتراض الطائرات والصواريخ على حد سواء. على مدى بضعة ايام، في منتصف آذار 2012، تمكنت القبة الحديدية من ان تعترض مقذوفات أكثر مما تمكنت منظومة اخرى من الدفاع الجوي. منظومة صواريخ "هوك"، مثلا، أسقطت طائرات على مدى كل وجودها في الجيش الاسرائيلي – من منتصف الستينيات. أما القبة الحديدية فاعترضت مقذوفات – هدف أصغر بكثير من الطائرة، ولكنه هدف لا يمكن له ان يدافع عن نفسه مثلها، بالمناورة الجوية مثلا. كما ان الطائرة ليست لمرة واحدة كالمقذوفة الصاروخية وهي يمكنها ان تحمل وزنا من القنابل أكثر بكثير. وعليه، فان لمنظومة "هوك" لا يزال ما تتباهى به. في الجولة الاخيرة حيال الجهاد الاسلامي وقفت منظومة "القبة الحديدية" – إسمان، هما بالمناسبة، مع صلة دينية واضح ان احدهما يمثل التطرف الايديولوجي والثاني قمة التكنولوجيا العسكرية، وقد حاول الجهاد ان يتجاوز القبة الحديدية، ولكن دون ان تستنفد المنظمة الفلسطينية كل قدرتها التي هي أدنى من قدرة المنظمة الأقوى في القطاع، حماس. هذه العناصر سهلت على القبة الحديدية التي انتصبت بتركيبة ناقصة بسبب اعتبارات مختلفة كالكلفة. ومع ذلك، فان انتشارا كاملا لمنظومة القبة الحديدية لن يمنح غطاءا كاملا. والاسباب متنوعة: نقاط خلل فنية كجزء من "امراض الطفولة" للمنظومة، أخطاء بشرية وغيرها. القبة الحديدية يفترض بها ايضا عند الحاجة ان تعترض طائرات في المدى القصير، الامر الذي يمنحها التنوع. ومع ذلك فهي لا تستهدف اسقاط طائرة كفيلة بأن تفتح النار بل مقذوفة صاروخية تحمل قنبلة توجد في الطريق نحو هدفها. بمعنى، احباط تهديد لا لبس فيه. وثمة في ذلك ما يشهد على الجانب الدفاعي بل والاخلاقي لـ "القبة الحديدية"، بقدر ما يمكن ان نستخدم هذا التعبير بالنسبة للسلاح. بشكل نظري يمكن ان نستخدم "القبة الحديدية" ايضا في زمن الهجوم الاسرائيلي داخل ارض معادية من اجل الدفاع عن الجيوش من نار المقذوفات الصاروخية عليها. ومع ذلك، ولاسباب اعتبارات الكلفة، فان القبة الحديدية مخصصة للدفاع عن مواقع مختارة مثل المطارات والمدن. القبة الحديدية، كقبة، لا تغطي اذا كل الرأس، وعليه فانها لا تسمى "خوذة حديدية". الدفاعية الصرفة التي في القبة الحديدية، مع قيودها، تؤكد أهمية منظومة "حرية النار" للاعتراض والهجوم على طواقم ومواقع اطلاق المقذوفات الصاروخية. وذلك وفقا لعقيدة الجيش الاسرائيلي الكلاسيكية: نقل القتال الى ارض الخصم. ومع كل الوزن للاعتراض الدفاعي، فان الهجوم ليس فقط كفيل بأن يحقق ذات الهدف – احباط ضربة المقذوفة الصاروخية – بل وايضا المس بمطلِق المقذوفات و/ أو فريقه. نتيجة كهذه ستوضح لطواقم اطلاق المقذوفات بأنه يحتمل ألا يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة بعد المهمة، حتى لو تمت هذه. بعضهم سيمتنع مسبقا عن التضحية بالذات، وحتى لو وافقوا على الخروج الى المهمة، فلعلهم يعملون على عجل وبشكل مشوب بالخلل، الامر الكفيل بأن يشوش بل وأن يمنع اطلاق النار. قطاع غزة هو خلية ارض ضيقة نسبيا محوطة بكاملها تقريبا من الجيش الاسرائيلي – من البر، من البحر وبالتأكيد من الجو. هذه الميزة، الى جانب تطوير مستوى منظومة "حرية النار" كفيلة بأن تُصعد قدرة اسرائيل على ان تكشف في موعد مسبق وتُحيد بشكل موضعي وانتقائي اطلاقات للمقذوفات في ظل الضرر الأدنى للأبرياء. ينبغي تطوير وسائل القيادة، الرقابة، التحكم، الاستخبارات والنار، لمنظومة "حرية النار". وعلى مدى السنين ركز الجيش الاسرائيلي على الهجوم على حساب الدفاع، الامر الذي كان منطقيا لمرات عديدة. ولا يزال اهمال الدفاع كلفنا احيانا ثمنا باهظا، مثلما في بداية حرب يوم الغفران. أما الآن فيجب الامتناع عن وضع تشديد مبالغ فيه على الدفاع في اطار "القبة الحديدية" واهمال الهجوم، منظومة "حرية النار".