خبر الى التلال- معاريف

الساعة 05:27 ص|25 ابريل 2012

الى التلال- معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

        (المضمون: في المرة الاولى التي لن تنفذ فيها قرارات محكمة العدل العليا بكاملها، لن يكون معنى كبير للاحتفال بيوم الاستقلال لدولة اسرائيل - المصدر).

        يتبين في نهاية المطاف ان السياسي الوحيد تقريبا الذي وقف في الثغرة ضد نية معظم وزراء الليكود في عدم احترام قرار محكمة العدل العليا هو وزير الدفاع ايهود باراك. بالذات هو، الرجل عديم التأييد الجماهيري، الذي يستمد قوته من الدعم الجارف له من رئيس الوزراء، يصر على احترام القانون. اذ هذه هي كل قصة ميغرون في البداية، وحي الاولبانه في بيت ايل بعدها. هذا سهل وواضح جدا من جهة، ومعقد جدا من الجهة الاخرى. إذ عندما يشم السياسيون الانتخابات التمهيدية والانتخابات العامة، لا يبدأ حتى في أن تهمهم حقيقة أنه يوجد قضاة في القدس. وان من "اكتشف" هذه هو الزعيم الاكبر لحزبهم، مناحيم بيغن.

        الحقائق بسيطة وواضحة، ظاهرا. خمسة منازل من ثلاث طوابق كل منها، من اصل 14، احياء بيت ايل بنيت على أرض خاصة. هكذا قررت محكمة العدل العليا، ولهذا السبب فقد أمرت بهدم هذه المنازل في موعد لا يتأخر عن الاول من ايار من هذا العام. ألم كبير، عائلات كبيرة، الكثير من الاطفال، حي صعد الى الارض باقرار من رئيس الوزراء في حينه، ايهود باراك. فقط بعد ان بني واصبح أبراجا تبين بان هناك من يدعي الارض، فلسطينيون بالطبع، ولهذا فلا مفر من اخلاء بعض من مباني الحي. ولكن في اسرائيل 2012، ولا سيما في ليكود هذا الزمن، الحقائق هي التفاصيل الاكثر هامشية. وباستثناء اثنين – ثلاثة وزراء (دان مريدور، بيني بيغن وميخائيل ايتان)، فان الجميع يركضون نحو تلال المستوطنين في محاولة لان يجمعوا لانفسهم التأييد قبيل الانتخابات المقتربة.

        الوزير كاتس على أي حال، واحترامه محفوظ، لا يوجد أي مفاجأة في القدم الفظة التي يدوس بها سلطة القانون. الوزير جدعون ساعر هو الاخر هناك مفاجأة غير صغيرة بالاقدام الفظة التي يحرص على أن يدوس بها ذات السلطة. ولكن ماذا عن بوغي يعلون؟ الرجل من كيبوتس غروفيت، الفلاح الذي يعرض نفسه كمن أمسكت به السياسة وهو في ملابس العمل الزرقاء، وقد استجاب الى حكم ضميري وضميرنا فخرج الى الحقول المحروقة للحياة  العامة. لا، هو لا يقيم وزنا للاعتبارات الغريبة. فهذا ملعب ايهود باراك. هو يفكر حقا فقط بمصلحة شعب اسرائيل، واذا ما نال في الطريق تأييد المستوطنين – الذين هم اليوم شبه المقررين الحصريين في مسألة من يتصدر عاليا قائمة الليكود أم لا – فما هو افضل من ذلك. ولكن تذكروا دوما أني رجل قيمي.

        إذن يجلس هذا الرجل القيمي ويعلن في اليوم الثقافي في بئر السبع بانه لا يجب اخلاء احد من بيته، لا في بيت ايل ولا في رعنانا. واذا ما اخلي فالحكومة ستتفكك. فهل يتصور أحد ما ان يبنى في رعنانا حي على ارض خاصة مالكوها يدعون ان المقاول لم يحصل على إذنهم بالبناء عليها؟ ولكن مالك الارض من رعنانا هو يهودي، ولهذا فانها بالطبع ملكه. ولكن عندما يأتي الفلسطيني ليطالب بما يستحقه، يكون واضحا على الفور بان أحدا ما حرضه، ومن هو على الاطلاق حتى يدعي شيئا ما.

        والمعارضة على عادتها تسكت. اين يقف شاؤول موفاز في هذه المسألة؟ لماذا لا نسمع صوته؟ وشيلي يحيموفتش؟ كيف يحتمل الا يكون صوت العمل ينطلق في هذا الموضوع الذي لا يمكن التقليل من أهمته، مثلما لم يسمع تقريبا في موضوع ميغرون؟ توجد في  البلاد كتلتان. معسكران واضحان. فلماذا في كل موضوع ذي أهمية لا يتعلق بالاحتجاج الاجتماعي، لا يسمع الا صوت معسكر واحد؟ فليس مستقبل المناطق خلف الخط الاخضر يقف هنا امام الحسم. بل مستقبل دولة اسرائيل داخل الخط الاخضر. في المرة الاولى التي لن تنفذ فيها قرارات محكمة العدل العليا بكاملها، لن يكون معنى كبير للاحتفال بيوم الاستقلال لدولة اسرائيل.

        وكما يبدو هذا الان، فان حكومة اسرائيل الحالية لن تخلي المنازل الخمسة في حي الاولبانه. مهزلة القدر حي، كما يقال، ان الوحيد الذي يعمل للحفاظ على سلطة القانون هو ايهود باراك. لحظنا، في هذه اللحظة، هذا لا يزال بالدعم الكامل من بنيامين نتنياهو.