خبر كلاسيكو السجون.!..بقلم: عبدالله قنديل

الساعة 05:48 ص|22 ابريل 2012

غزة

الناطق الإعلامي لجمعية واعد

مرة أخرى يطلق حكم مباراة الكلاسيكو في أسبانيا صافرته إيذانا ببدء مرحلة جديدة من مرحلة تذويب كرامة شباب الأمة وبعثرة ما تبقى من هيبتهم ورجولتهم، يطلقها حكم مباراة الكلاسيكو في ذات الوقت الذي أطلق فيه أسرانا الرجال صافرة إنذار معركة سنحيا كراما للدخول بشكل جماعي في معركة الأمعاء الخاوية والإضراب عن الطعام مطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية داخل سجون الاحتلال.

صافرة حكم مباراة كرة القدم هذه يصغى إليها بل وينتظرها الملايين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية عدا عن باقي شعوب العالم، بل ويجري التحضير لهذا الحدث عبر رسائل الجوال، كرسالة مثلا وصلتني من أحد مولات غزة قبل اللقاء بيوم بصيغة منمقة جميلة لحضور المباراة، بينما يدخل أسرانا في معركة العزة والكرامة وربع هذا الاهتمام لم تنله القضية.

أنا لا أدري من يتحمل المسؤولية تجاه ذلك كله، هل هي السلطة مثلا، أم الحكومة، أم المؤسسات، أم عقول الناس، أم الأسرى أنفسهم؟!!

كلاسيكو السجون يا سادة قد بدأ منذ الثلاثاء الماضي 17/أبريل، وكان قد بدأه قبل ذلك عدد آخر من الأسرى من الذين جاوزت أيام إضرابهم الخمسين يوما، وهم يرقدون على أسرة المرض نتيجة ما أصابهم من إعياء شديد ومرض ينخر في عظمهم وينهش من لحمهم، بدأ كلاسيكو السجون ولم يصغى إليه أحد، اللهم إلا قلوب أهالي الأسرى التي قتلها الحدث ألف مرة، وقتلتها أيضا صرخات أبنائها، لا عذرا.. ليس أبنائها بل صرخات المشجعين الذين تجمهروا بالآلاف حول المقاهي تشجيعا لفرقهم أو لاعبيهم، ولقد تخيلت طفلا لأحد الأسرى يسائل أمه عن سبب هذا الضجيج منتظرا أن تجيبه بأن والده قد أفرج عنه، فتجيبه بحسرة ولوعة أن السبب غير ذلك.!

الشعب الفلسطيني كشعب مازال يقع تحت نير الاحتلال وهم السجن وآلامه يجب أن يرقى لمستوى المسؤولية وخاصة في هذه الأيام المفصلية والحاسمة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، ويجب أيضا أن يعيد ترتيب أولوياته وأجنداته، وإن أول ما يجب أن نبدأ به لاستعادة بعضا من كرامتنا وكرامة أسرانا المسلوبة هو أن يتم العمل بشكل جاد ومدروس على تثقيفه بقضية الأسرى بكل جوانبها، ثم يتحرك الجميع حسب اختصاصه لتقديم العون لهؤلاء المعزولين خلف الشمس.

الخاسر الوحيد في هذه المعركة إن خسرها الأسرى، ليسوا هم، بل نحن، نعم نحن وكرامتنا سنكون الخاسر الأكبر لأننا لم نتحرك بعد تحركا حقيقيا يرقى لدرجة نصرتهم، فما دام أن التجمعات التي تحشدها مباريات الكلاسيكو أكبر من التجمعات التي تحشدها فعاليات نصرة الأسرى فذلك يدلل وبشكل جلي أننا مازلنا في واد وأسرانا في واد آخر، وختاما فإنه وبعد أن يقوم كل منا بدوره تجاه إخواننا المأسورين والمضربين عن الطعام فليس من حل بعدها سوى الحديد لفل الحديد ليس فقط لتحسين ظروف أسرهم ولكن لنيل حريتهم المنشودة.