خبر مروان البرغوثي مطلوب قتيلا لا أسيرا

الساعة 05:07 م|21 ابريل 2012

فلسطين اليوم

في 15 أبريل/نيسان من عام 2002 اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من مدن الضفة الغربية واختطفت القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الدرع الدفاعي".

وكانت الحكومة الإسرائيلية حينها تتعقب البرغوثي الذي تمكن من الاختباء طيلة ثلاثة أسابيع قبل اعتقاله في ظروف ظل يكتنفها الغموض إلى يومنا هذا، حيث لا يزال يقبع في سجون الاحتلال بعد أن حُكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات ولمدة 40 عاما.

واتهمته إسرائيل بتزعم كتائب شهداء الأقصى واعتبرت اعتقاله أو بالأحرى اختطافه نجاحا عظيما لها.

وكشف الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أفي ديختر أن البرغوثي كان هدفًا للاغتيال قبل عملية "الدرع الدفاعي" العسكرية لكنه كان في كل مرة ينجو منه.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون ذات مرة إنه يفضل أن يرى البرغوثي ميتا لا مسجونا "لأنه مهندس الانتفاضة وعقلها المفكر" كما أنه رمز للوحدة الوطنية والمقاومة.

ويعتبر مروان البرغوثي المولود في 6 يونيو/حزيران 1958 في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، أحد الرموز الفلسطينية والأمين العام لحركة فتح التي تشكل العمود الفقري للسلطة الوطنية الفلسطينية. وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني.

انخرط في حركة فتح في سن الخامسة عشرة، وعند بلوغه الثامنة عشر عام 1976، ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه وزجته، حيث تعلم اللغة العبرية خلال مكوثه في السجن.

وعند إطلاق سراحه، ذهب البرغوثي إلى الضفة الغربية وترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية ونال شهادة الماجستير في العلاقات الدولية.

قضى البرغوثي ست سنوات في السجون الإسرائيلية لقيامه بدور فاعل في الانتفاضة الأولى في الفترة من 1987 إلى 1992، وتم ترحيله من فلسطين إلى الأردن عام 1987.

ورغم مواصلة الجيش الإسرائيلي مطاردة البرغوثي وملاحقته ووضعه رهن الإقامة الجبرية أو قيد الاعتقال الإداري، فقد انكب على بناء هيئات ونظم حركة فتح بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي التي انتشرت في جميع القرى والبلدات والمخيمات والمدن، وحركة الشبيبة الطلابية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية ولجان المرأة للعمل الاجتماعي، وحركة الشبيبة العمالية وغيرها من الأطر التي أقيمت على أسس ديمقراطية.

تعرض البرغوثي للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية حيث اعتقل عام 1984 عدة أسابيع للتحقيق معه وأعيد اعتقاله في مايو/أيار 1985 أكثر من 50 يوما في التحقيق، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام ثم اعتقل إداريا في أغسطس/آب 1985.

وفي عام 1986 أطلق سراحه وأصبح مطاردا من قوات الاحتلال إلى أن تم اعتقاله وإبعاده خارج الوطن بقرار من وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من القادة في الأراضي المحتلة.

في أبريل/نيسان عام 1994 عاد البرغوثي على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى الأراضي المحتلة، وبعد ذلك بأسبوعين وفي أول اجتماع لقيادة فتح في الضفة الغربية انتُخب بالإجماع نائبا للرئيس وأمين سر الحركة في الضفة الغربية ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي.

يُعد البرغوثي من القيادات التي قادت الجماهير الفلسطينية في انتفاضتها الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وخلال الانتفاضة الأولى ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه ورحلته إلى الأردن التي مكث فيها سبع سنوات ثم عاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، وفي عام 1996 حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني.

في عام 2010 حصل القائد البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية وحملت رسالة الدكتوراه عنوان "الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006".

 وقد كتب البرغوثي رسالته في سجن هداريم واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محاميه. ودعا الفلسطينيين من داخل سجنه إلى بدء انتفاضة شعبية جديدة ووقف التفاوض مع إسرائيل فورا. 

وصدرت للبرغوثي مجموعة من الكتب خلال سنوات الأسر الماضية منها كتاب "الوعد" وكتاب "الوحدة الوطنية قانون الانتصار" وكتاب "مقاومة الاعتقال" بالاشتراك مع اثنين من مؤلفَيْن آخرين.

وللبرغوثي من زوجته فدوى أربعة أولاد أكبرهم القسام (الذي اعتقل أواخر عام 2003 لمدة 39 شهرا)، والباقون هم وربى وشرف وعرب.