خبر الشيخ « خضر عدنان »: الحريـة منقوصـة.. والمعركة مستمرّة!

الساعة 08:21 م|20 ابريل 2012

فلسطين اليوم

شكلت حرب "الأمعاء الخاوية" التي أعلنها الشيخ خضر عدنان من خلال إضرابه عن الطعام الذي استمر لـ66 يوماً، انتصاراً كبيراً على عدم شرعية اعتقاله وسياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الأسرى داخل السجون، ليرسم صورة جديدةً ألوانها الصمود والأسطورة والإرادة والتحدي في تاريخ الشعب الفلسطيني. فماذا يقول لمن تضامن معه؟ وبماذا يطالب الشعب الفلسطيني؟ وكيف يصف معاناة الأسرى في السجون؟

اعتقلت في الظلام.. وأفرج عني في الظلام

تحدّثنا إلى صاحب أطول إضراب عن الطعام بشكل فردي خضر عدنان في حوار خاص، الذي أعرب عن فرحته العارمة لحصوله على الحرية، لكنه أشار إلى  أنّ هذه الحرية تبقى منقوصة بوجود آلاف الأسرى خلف القضبان، ولا سيما أنّ هناك العشرات منهم يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام ولأيام طويلة، إضافة إلى تسعة أو ثمانية أسرى يخوضون الإضراب منذ ما يقارب 50 و60 يوماً مثل الأسير ثائر حلاحلة، والأسير بلاد دياب، والأسير حسن الصفدي، والأسير محمود السرفي، وكذلك الأسير عمر أبو شلالة وجعفر عز الدين، الذي اعتقل بسببه تضامنه معه، والأسير محمد التاج.


وقال: "الاحتلال اعتقلني في الظلام كي يغطي على جرائمه، وأفرج عني في الظلام كي لا يفرح أبناء شعبي بحريتي ويروا الفرحة الأولى عندما ألتقي بأهلي وأبنائي، ولكن الحمدلله كان النور الذي سطع من وجوه أبناء شعبي وأحرار العالم بدد كل ظلام السجن والسجان". المعاناة تنتهك الكرامة الإنسانية

ورداً على سؤال عن تقييمه للفعاليات التضامنية سواء الفلسطينية أو العربية والدولية تجاهه، لفت عدنان إلى أنّ نظرته في هذا الجانب إيجابية وليست سلبية، معتبراً أنّ من يفعل شيئاً من أجل الأسرى أيضاً يفعله لنفسه لأن الأسرى يمثلون رأس الحربة في القضية الفلسطينية والمدافعين عن القدس والأقصى وعن الأرض.  


وأشار إلى أنّ التضامن من أحرار العالم كان مميزاً، داعياً إياهم لمواصلة هذا التضامن أكثر وأكثر، موضحاً أنّ هذا التضامن من شأنه أن يوصل صوت الأسرى لكافة بقاع الأرض، سائلاً الله عز وجل أن "تصل هذه الصرخات إلى رؤوس الحكام في الكيان الصهيوني المجرم المتربع على صدور أبناء شعبنا الفلسطيني".  

وعن معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، أعرب عدنان عن أسفه لكون المعاناة كبيرة جداً. وأضاف: "هناك التفتيش الليلي والتفتيش العاري وكذلك العزل الانفرادي والتنكيل، وتفتيش الأهل في الزيارة".

ولفت إلى أنّ "كل هذه المعاناة تنتهك الكرامة الإنسانية، فالأسرى الإداريون يطالبون بإنهاء سياسية الاعتقال الإداري الظالم الذي لا يوجد مثله إلا في ديمقراطية الاحتلال المشوهة الظلامية".


وقال: "نحن نطالب بقضيتنا وعزتنا وكرامتنا، وبإضرابهم هم يطالبون بحريتهم وعزتهم وكرامتهم". كل الاسرى على قلب رجل واحد وأوضح الشيخ عدنان أنّ جميع الأسرى على "قلب رجل واحد" في معركة الأمعاء الخاوية. وأضاف: "أنا أحييهم جميعاً وأؤكد على مساندتهم والوقوف معهم وأنا سأناضل من أجلهم". 

ورداً على سؤال آخر، أعرب عدنان عن اعتقاده بأنّ الانقسام الفلسطيني أثرّ على الأسرى دون شك، ولكنه رأى أن استمرار هؤلاء الإضراب يمكن أن يجعل من يبقي هذا الانقسام، الذي أضرّ بالقضية الفلسطينية، يخجل من نفسه.


  وقال: "الأسرى متوكلون على الله عز وجل ولا ينتظرون إلا الدعم والمساندة، وأنا سعيد جداً بكل من تضامن معي من كل الوطن وخارجه، وتلقيت اتصالاً من إحدى الأخوات في المملكة العربية السعودية، تبارك الإفراج وتهنئني بسلامة عودتي وحريتي". 

وحيّا "أهلنا في قطاع غزة لوقفتهم الرائدة والكبيرة وخنساوات فلسطين الأخت الأسيرة المحررة أم محمود الزق والأخت أم إبراهيم بارود وعطاف عليان، وطالبات الجامعات الحرائر في فلسطين وخارج فلسطين وفي الشتات وأراضي عام الـ48 ، وطالبات المدارس"، كما حيّا الأخوة في أراضي الـ48، مشيراً إلى أنه وجد محبة لفلسطين وللأسرى المستضعفين منهم بشكل كبير جداً جداً "كان يجعلنا نخجل من أنفسنا عندما نقول أهلنا في الـ48 فهم أهلنا في فلسطين".


لشعب يريد الوحدة!

وشدّد على وجوب أن يتوحد الشعب الفلسطيني بفصائله ومؤسساته وكافة أطيافه، لأن هذا ما يتطلع ويبتغيه الأسرى سيما أنهم يستمدون القوة من وحدة الشعب.   وأعرب عن اعتقاده بأن الأسرى سينجحون في تحقيق مطالبهم من خلال مواصلة الإضراب "بإذن الله عز وجل" وطالبهم بالصمود والصبر، "وإذا لم ينجحوا لا قدر الله في تحقيق مطالبهم، فستكون الفضيحة للاحتلال بجلاجل وسيرى العالم أجمع هذه الانتهاكات التي يتعرضون لها، لكنهم سينجحون في هذا الإضراب رغماً عن أنفه بعد صمودهم وثباتهم".   وختاماً، دعا الشعوب العربية التي خرجت الملايين إلى ميادين التحرير للخروج من أجل الدفاع عن فلسطين والأسرى الأبطال، "فهم بتضامنهم ووقوفهم يدافعون عن عرض الأمة العربية والإسلامية ومقدساتها وإن ينال الاحتلال من هؤلاء الأسرى فسينالون منهم واحداً واحداً وكما تقول المقولة "أكلت كما أكل الثور الأبيض".
وتوجّه إلى السياسيين العرب بالقول أنه "من المخجل حقاً وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، يتحدثون عن قضية الأسرى، ولا نسمع أي قائد عربي بمستواه الرسمي يتحدث عنها".