خبر ديختر :مروان البرغوثي كان هدفاً للإغتيال قبل اجتياح الضفة الغربية

الساعة 12:37 م|20 ابريل 2012

فلسطين اليوم

قال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عضو الكنيست عن حزب 'كاديما' المعارض آي ديختر، إن القيادي الفلسطيني في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي كان هدفاً للإغتيال قبل عملية 'السور الواقي' العسكرية التي تم خلالها إجتياح الضفة الغربية في العام 2002، وإن الإنتفاضة الفلسطينية الثانية لم يكن مخططاً لها.

ونقلت صحيفة 'هآرتس' اليوم الجمعة عن ديختر قوله إن البرغوثي 'كان هدفاً مصادقاً عليه لاغتياله، وكان في مرمى فوهة بنادقنا عدة مرات، لكن في كل مرة قُتل المساعدون حوله وهو كان يخرج بسلام، أو أنه تواجد أبرياء بقربه وتم إلغاء العملية'.

وأضاف أن 'مجرد وصول البرغوثي إلى التحقيق لدينا يدل على أنه كان لديه على ما يبدو حظا أكثر من عقل'.

وكان ديختر رئيساً للشاباك عندما تم اعتقال البرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية وقائد التنظيم العسكري للحركة، في رام الله قبل 10 سنوات في نيسان/أبريل من العام 2002.

واعتبر ديختر أن 'البرغوثي بنى قيادته على ظهر مواطنين إسرائيليين قتلى، وقد فقد مكانته بعدما انتخب حسين الشيخ أمين سر فتح في أيار/مايو العام 2000، لكنه رفض تسليم المنصب لخصمه، وعندما اندلعت الإنتفاضة أدرك البرغوثي أن الطريق الوحيدة لترميم مكانته هي بصنع الإرهاب وتحول إلى إرهابي كبير'.

وحكمت محكمة إسرائيلية على البرغوثي خمسة أحكام مؤبدة إضافة إلى 40 سنة سجن، وقال ديختر إن هذا الحكم جاء 'لأننا لا نعرف كل شيء عن أفعاله'.

وقال ديختر إنه 'حتى 'السور الواقي' قضت التعليمات بتصفية البرغوثي لأنه لم يكن بالإمكان اعتقاله في قلب رام الله من دون تشكيل خطر على حياة عدد كبير من الجنود، وعندما دخلنا إلى مدن الضفة تغيّرت الإستراتيجية، إذ إنه لا يمكن إستخراج معلومات من أموات، ومنذ اللحظة التي تبيّن فيها أنه بالإمكان إعتقاله لم تعد هناك أفضلية للإغتيال'.

ونشرت 'هآرتس' اليوم مقاطع مما وصفتها بـ'إعترافات' البرغوثي أمام محققي الشاباك، مثل أن 'سفك الدماء هو جزء من عملية إقامة الدولة' وأنه سلّم أموالاً لنشطاء من فتح، حصل على قسم منها من مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكي يشتروا أسلحة لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وقال ديختر إن هذه 'الإعترافات' لم تثر إنطباعاً لديه، وإن 'الجميع يتحدثون في نهاية المطاف' أمام محققي الشاباك، وإنه 'توجد حلقة ضعيفة دائماً وفي النهاية جميع المعتقلين يتحدثون عن نشاطهم كما يتحدثون عن بعضهم'.

وأضاف ديختر أن 'الأمر المذهل في ما يتعلق بالبرغوثي هو أن مسؤولين إسرائيليين كبار لم يصدقوا أن ناشط السلام الذي كانوا يعرفونه أصبح إرهابياً، وكرئيس للشاباك عارضت إطلاق سراحه حتى عندما جاء وزراء (إسرائيليون) ليشرحوا لي مدى أهمية التوصّل إلى حل سياسي'.

وحول الأنشطة الفلسطينية المسلحة خلال الإنتفاضة الثانية، قال ديختر إن 'عرفات لم يصدر أوامر نافذة وواضحة (بإشعال الإنتفاضة)، فهذا لم يكن أسلوبه كما لم يكن أسلوب زعيم حماس أحمد ياسين، وفي نهاية العام 2000 إنجر عرفات إلى الدوامة من دون أن يفهم بماذا يورطونه'.

وأضاف أنه 'حتى 'السور الواقي' كان بالإمكان رواية قصص عن تعليمات منظمة أصدرها الرئيس (عرفات) ببدء إنتفاضة، لكن عندها اعتقلنا قادة الأذرع العسكرية في فتح اتضحت الحقيقة'.

وخلص ديختر إلى أنه 'خلال التحقيق (في الشاباك) توجد عملية تسمى 'برلمان'، وتتمثل بأنه بعد أن يعترف الجميع يجلس المحققون معهم لإجراء بحث جماعي مفتوح لاستيضاح كيفية تتطور الأمور، واتضح أن هذا (أي الانتفاضة) لم يبدأ بتخطيط ولا بتوجيه تعليمات'.