خبر هآرتس ..حينما يخاف بيبي.. بقلم: يوئيل ماركوس

الساعة 12:26 م|20 ابريل 2012

هل تتذكرون شعار نتنياهو في انتخابات 1999؟ اذا لم تكونوا كذلك فابحثوا في "غوغل" وفي "يو تيوب" وتستطيعون ان تروه وان تسمعوه يُحمّس مواليه بشعار "هم يخافون". والحقيقة انه خاف آنذاك وبحق، فقد هزمه اهود باراك هزيمة ساحقة. ولبيبي اليوم كثرة ساحقة في الكنيست، وهو يستطيع ان يقرر هل يقدم موعد الانتخابات وهل يدفع الى الأمام بتسوية مع الفلسطينيين، لكنه يتلاعب الآن بعنصر الخوف.

          انه يخاف ويخيف الشعب ايضا. وقد تغيرت قواعد اللعب بيننا وبين العالم وأصبحت الحرب على الوعي ونحن مهزومون هناك. لنفترض ان غنتر غراس الحائز على جائزة نوبل للأدب أراد ان يزور البلاد الآن، هل كانوا يسمحون له بالدخول؟ لا بحسب ما يرى ايلي يشاي، وقد أعلن وزير الداخلية انه غير مرغوب فيه.

          ألا يجوز لشخص ان يعبر عن رأيه المضاد لنا؟ هل يوجد لدينا هنا نظام حكم استبدادي؟ لماذا لا نبدأ باحراق كتبه ايضا؟ ما الذي عند نتنياهو الذي يسلك سلوك الرجل في ظاهر الامر في مواجهة ايران ويخاف من بضع مئات من متظاهري سلام يريدون المرور من طريق اسرائيل الى السلطة الفلسطينية؟ أكان من الضروري تجنيد ألف شرطي في المطار واحداث جلبة واضطراب في مطارات اوروبا؟ وهل مجيئهم يهمنا؟ ان من يتبجح بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط يجب ان يحافظ على القيم الأساسية التي تشمل حرية التعبير. هل يعارضون الاحتلال بكلامهم؟ فليتكلموا اذا.

          كما كانت الحال مع "مرمرة" ومحاولات اخرى لقيت معارضة مجنونة – لا يضر خوفنا بمكانتنا فحسب بل ربما يضر بأمننا ايضا. ان بنيامين نتنياهو يشكر في صفحته على الفيس بوك شرطيي شرطة اسرائيل وقادتها على العلاج المصمم الناجح لاحباط النشاط الذي خُطط لاجرائه في مطار بن غوريون. "ان استعداد كل الجهات التنفيذية والدبلوماسية أثبت نفسه"، يكتب بيبي ويضيف: "أصبح العالم اليوم أشد فهما لمكان وجود المشكلة الحقيقية في الشرق الاوسط".

          لم اقرأ منذ زمن سخافات كهذه. ان العالم لا يفهمنا منذ زمن. ومن المثير ان نعلم ماذا كان يكتب بيبي في صفحته على الفيس بوك لو ان الرئيس اوباما بادر مثلا الى عرض "وقوف مع التصفيق" في الكنيست كما فعل له بيبي في الكونغرس، لن يحدث هذا بالطبع لأن الكنيست مستعبدة لأكثرية من معارضي السلام. هل تذكرون ذعر "الشريط المسجل" الذي جعل بيبي يعترف في التلفاز بشيء ينبغي ألا يُفعل مع زوجته سارة؟ انه نفس الخوف الذي يدفعه الى سلوك خاطيء ايضا مع الرئيس اوباما.

          انه في واقع الامر وبخه لأنه منح ايران مهلة "هدنة" بخمسة اسابيع وكأننا كنا نوشك ان نقصف ايران فلم ينقذها سوى اوباما. هل تعلمون ماذا كان سيقول الراحل اشكول؟ "الدفتر مفتوح واليد تكتب". اذا انتخب اوباما من جديد فسيكون أمامنا رئيس أقل تساهلا. وهناك امريكيون مُطلعون على خبايا الامور يزعمون ان الرئيس يبغض بيبي. ولم يتم تصديق إنكار الرئيس ساركوزي الذي أسمى بيبي كذابا. ويبدو أننا لن نهدأ ولن نستريح حتى نصبح الدولة الأكثر تنديدا بها في العالم برغم الانجليزية الفاخرة لبنجامين. ان اسرائيل نتنياهو تبني سلب الدولة شرعيتها.

          نحن لا نُدخل في قِدر واحدة كارهينا فقط بل اصدقاءنا وأبناء دين موسى ايضا مهما كانوا. تقول الشرطة انها نجحت لكننا بقينا في العالم مع الصور. وهذا هو حكم نائب قائد اللواء الذي ضرب المتظاهر الدانماركي ببندقيته ايضا. ويستطيع بيبي ان يكرر قوله مرة بعد اخرى "دولتان للشعبين"، لكن صورة واحدة على الارض تبرهن كما قال سائح عارض على ان اسرائيل محتاجة الى "شرينك". ويتهم مؤيدو بيبي الكاميرا. "لماذا مكّنوا المصورين من التصوير بصورة حرة؟"، ويمكن الرد على ذلك بأنه ربما لأننا دولة ديمقراطية مع كل ذلك أو أهم من ذلك أن نفحص عما كمن في نفس هذا المحارب وجعله يسلك كما سلك.

          أثار نتنياهو بصيص أمل حينما سن مبدأ دولتين للشعبين في خطبة بار ايلان. وقد قبلنا باعتبارنا أمة المنطق السياسي لدولتين للشعبين، لكن حينما يرأس الدولة زعيم يخاف برغم الأكثرية الصلبة التي يملكها، تخاف الأمة كلها الى ان يصبح الامر متأخرا جدا، والعياذ بالله.