خبر لم يروا، لم يسمعوا -هآرتس

الساعة 08:35 ص|19 ابريل 2012

لم يروا، لم يسمعوا -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

القصة التي كشفها أول أمس في "هآرتس" ينيف كوفوفتش تشغل البال ولا تغيب عنه. في وضح النهار، وأمام ناظر عشرات الاشخاص، مارست مجموعة من الرجال علاقات جنسية مع امرأة نصف عارية على شاطيء بحر تل أبيب، في حدث غريب استمر عدة ساعات. ليست كل ملابسات الحالة واضحة بعد بما فيه الكفاية، وسلوك شرطة لواء تل أبيب – التي تأخرت جدا في الوصول الى الشاطىء وادعت في البداية بانه "لم يكن حدث" – غريب على أقل تقدير.

        ولكن أساس الخطورة يتركز في سلوك الجمهور الذي يستجم والمارة على الشاطىء. عشرات، إن لم يكن مئات الاشخاص شاهدوا الفعلة، ويكادون جميعهم لم يحركوا اصبعا ولم يفعلوا شيئا لوقفه. عاملو مطعم الشاطىء المجاور ومعهم المستجمون على شاطىء البحر تصرفوا وكأنهم لم يروا شيئا ولم يسمعوا شيئا. أفراد قليلون فقط منهم تكبدوا عناء الاتصال بالشرطة أو سؤال المرأة عن حالها.

        "لم أتدخل في هذا لانه كان عندي الكثير من العمل"، روى نادل؛ "رأيتهم يفعلون ما يفعلون وظننت ان هذه بنت هوى وأنهم أرادوا ان يفرحوا"، قال زميله في العمل؛ "لم أتمكن في أي مرحلة من عمل شيء"، قالت شاهدة عيان. الاسرائيليون شاهدوا ما يجري وظنوا أنه ليس عليهم أي واجب مدني لعمل شيء لوقفه.

        اللامبالاة العامة هذه عميقة وتقشعر لها الابدان. وليست هذه اول مرة تظهر فيها، ولكن يخيل أن هذه المرة، في ضوء حقيقة أن كل شيء وقع في وضح النهار أمام ناظر العديد من المواطنين وفي قلب مدينة كبرى – فانها بلغت ذرى جديدة. واذا كان الاسرائيليون قد غضوا في الماضي من نظرهم كي لا يروا ما يجري في الساحة الخلفية للدولة، فانهم الان يفعلون هذا حتى حين يقع ظلم في نافذة الاستعراض للدولة، أمام كراسي راحتهم على الشاطىء.

        شرطة اسرائيل دخلت الصورة بتأخير فظيع، وهي ملزمة بان تستوضح ملابسات الحدث وتقدم المسؤولين عنه الى المحاكمة. ولكن المجتمع في اسرائيل ملزم الان بان يسأل نفسه اسئلة مضنية وقاسية: هل نحن بالفعل اغلق حسنا، صرنا بهائم لدرجة أن حتى مشهد كهذا لا يخرجنا عن لامبالاتنا؟