خبر أيام الذكرى: معنى الصهيونية- إسرائيل اليوم

الساعة 08:31 ص|18 ابريل 2012

 

بقلم: رون تيره

"ما هو معنى الصهيونية عندك؟" سأل صديق امريكي قُبيل ايام ذكرى المحرقة وضحايا الجيش الاسرائيلي ويوم الاستقلال، "وقد أحرزتم دولة". وبعد تفكير أجبت بأن الصهيونية هي تقوية للنفس وهذه المهمة ما تزال بعيدة جدا عن الكمال.

ان الصهيونية رأت يهود الجاليات يختبئون في خزائن عند المذابح، ويعملون في تجارة صغيرة ويعتاشون من الصدقات، ويتصرفون كأنما يريدون ان يستخلصوا القدر الاقصى من أسياد البلاد. وقد قضت الصهيونية لا بأن واقع الجلاء لا يطاق فقط بل بأن قيم الجلاء مرفوضة، فأرادت ان تنشيء أمة وأن تربيها على صفات مختلفة بأن تكون مبدعة ومحاربة ومستقيمة وصادقة وممتلئة بالجلال والمجد. أمة أسياد البلاد لا من يستجدون الآخرين. وأمة تطبق القانون لا أمة تريد ان تلويه من اجل حاجاتها.

ان الاستقلال يوجب احيانا حمل السيف. لكن الأمة التي تحارب وقت الحاجة تحتاج الى أكثر من السلاح والتجنيد – انها تحتاج في الأساس الى الروح القتالية. وقد عرفت اسرائيل كيف تُجند روح القتال وهي محفوظة اليوم ايضا في اماكن ما. لكن حرب لبنان الثانية كانت امتحانا صعبا لروح القتال. ويُثبت هذا طوفان أوسمة الشجاعة المحرج بسبب عمليات تخليص – لا بسبب انتصارات.

ومن جهة اخرى يوجد داخل حدودنا شعب نبيل يعامل كل انسان باحترام ومساواة. ان العبد الذي يحكم ينكل بالأقلية ايضا كما ورد في رسائل الحاخامين والحاخامات وفي قانون لجان الكبلاه. والعبد الذي يحكم ايضا يفصل بين المهاجرين من اثيوبيا وبين منْ كان آباء أجداده من اليهود الاشكناز أو من يهود اسبانيا (الشرقيين). وهناك ظاهرة ظلامية هي جعل اليهودية مثل ايران كما يتجلى في خطوط النقل الشرعية وفي الاقصاء وغير ذلك من المظاهر الدينية الحريدية التي تضعضع أسس الجيش الاسرائيلي.

قدّست الصهيونية قيم العمل والانتاج، لكن عدد الاسرائيليين الذين يختارون اليوم عدم العمل أكبر من عددهم تقريبا في كل أمة غربية تقريبا، والى جانب عدم العمل الواسع يوجد في الوسطين الحريدي والعربي قطاع عام كبير جدا وغير ناجع لا يُحتاج الى أجزاء كبيرة منه. ففي دولة عدد سكانها سبعة ملايين مثلا لا يوجد تسويغ لوجود 250 سلطة محلية واذاعة عامة كلفتها مليار شيكل كل سنة.

لكن اللباب الاسرائيلي، أعني الطبقة الوسطى العلمانية، مختلة من جهة القيم. ان احتجاج روتشيلد وتقرير تريختنبرغ يُعبران عن فكرة "أنا أستحق" وأن شخصا ما يجب ان يدفع عني. وأن هذا الشخص الاسطوري سيعمل عملا صعبا ويخاطر بنفسه وينشيء قيمة اقتصادية كي تحول اموال ضرائبه الى مدفوعات تحويل للمحتجين. ان روتشيلد وتريختنبرغ أشبه باستمرار ثقافة اموال التقسيم من شبههما بقيم الصهيونية الانتاجية. ان السيد الذي يعتمد على نفسه يدرك انه لا يستطيع ان يعيش في رفاهة أكبر من تلك التي ينشئها بعمل يديه. ان خزينة الدولة هي خزانتنا وستكون ممتلئة بقدر ملئنا لها بالضبط. وكانت التربية على سلوك سيادي تحول طاقات الاحتجاج الى مضاعفة خصب العمل والمنافسة. ان الاركان الأساسية للصهيونية هي منظمة هشومير (الحارس) والشباب الطلائعيين وحقول تل حاي ودغانيا وطبرية. وحجارة الزاوية هي التخنيون ومعهد وايزمن وتشكيلات سلاح الجو والعمليات السرية لتهجير يهود اثيوبيا الى اسرائيل ورفائيل وتشيك بوينت وتيفع. وتعبر عن عدالتها قرارات الحكم بشأن "كول هعام" (صوت الشعب)، واليس ميلر وقعدان والمدرسة في عمونيئيل وتبرئة دميانيوك. والثقافة الاسرائيلية الأصيلة المتميزة – لا تلك التي ترضع من جالية بولندة أو المغرب – هي رحيل وألترمان وحيفر وموشيه شمير (شعراء وأدباء يهود – المترجم).

ويجب علينا ان نحرص ايضا على الاخلاق الشخصية. ان بناء شخصية كل واحد منا تبدأ بالتربية على الشجاعة والتضحية.