خبر لم نتعلم الدرس- معاريف

الساعة 08:29 ص|18 ابريل 2012

 

بقلم: اوري شألتيئيل

حسب بحث لطالبين من جامعة فينا نشر مؤخرا في "نيويورك تايمز"، في العام يعيش اليوم أقل من 50 الف شخص خدموا في الجيش الالماني في أثناء الحرب العالمية الثانية. وحسب ذاك البحث، فان أقل من 1 في المائة من هؤلاء الاشخاص شاركوا مشاركة ما في جهاز الابادة النازي. معظمهم أبناء 90 فما فوق، القسم الاكبر منهم في مؤسسات رعاية كهذه أو كتلك. حتى نهاية العقد سيتبقى فقط قلائل شاركوا مشاركة فاعلة في الفظاعة الوحشية. يخيل بأن جهودا تعود لعشرات السنين من دولة اسرائيل ومنظمات يهودية لتقديم مجرمي الحرب النازيين الى المحاكمة توشك على الانتهاء.

هذه القدرات البطولية يجب توجيهها اليوم الى أماكن اخرى، كحرب الابادة ضد المنظمات النازية الجديدة في أرجاء العالم، بل وحتى أهم من ذلك، في الصراع الذي لا هوادة فيه ضد ناكري الكارثة على أنواعهم. أحيانا ينشأ الانطباع بان الحديث يدور عن أناس منقطعين عن الواقع يهذون ولا حاجة الى ايلاء اهتمام لما يقولون. لا يوجد خطأ أكبر من هذا: فنفي الكارثة هو جريمة جنائية في دول عديدة، وعلى دولة اسرائيل أن تتأكد من ان اولئك الذين يخرقون هذا القانون يدفعون الثمن على أفعالهم الآثمة.

لا يوجد شيء يثير أعصاب الاسرائيلي العادي أكثر من أحمدي نجاد ما ينفي الكارثة، ولكن نفي الكارثة ليس فقط من نصيب زعماء فارسيين مجانين أو مؤرخين بريطانيين ممسوسين. فهو يوجد هنا أيضا، وأنا لا أقصد فقط المعقبين العنصريين الذين ينشرون هنا كل يوم تقريبا ويتهمون الاشكناز بتلفيق الكارثة.

واضح أن هذا ليس ذات الشيء، ولكن في نظري فان اولئك الذين يسمحون للناجين من الكارثة بالوصول حتى الحاجة الى كسرة الخبز هم نوع ممن ينفون الكارثة، وفي واقع الامر كلنا هكذا في موقفنا المعيب من الاقلية والمختلفين.

فمن يطرد من هنا بقلب يمتلىء بالشر لاجئين أبرياء، مضطهدين ومعوزين، وفي حالات عديدة يحكم عليهم بالموت في وطنهم، يتصرف وكأنه نسي كارثة اليهود. من يحرم حقوق أساس عن شعب آخر على مدى 45 سنة يتصرف وكأن الكارثة لم تحصل على الاطلاق. من يسمح لاكثر من مليون مسلم من مواطني دولة اسرائيل ليكونوا مواطنين من الدرجة الثانية وكأن به ينسى ماذا حصل لاقلية اخرى في اوروبا قبل 70 سنة.

نعم، أنا أعرف، علينا أن نهتم بأنفسنا. ومع ذلك يخيل لي باننا نسمع هذا الشعار منذ زمن بعيد جدا. قبل لحظة من يوم ميلادها الـ 64، فان اسرائيل هي دولة قوية ومزدهرة، على ما يكفي من القوة كي تفهم بان الكارثة علمتنا بضعة أمور اخرى غير حقيقة ان الشعب اليهودي يحتاج الى وطن قوي ومستقر خاص به؛ بضعة امور هامة عن كراهية الاقليات واضطهادها؛ عن بلادة الحس وسكر القوة؛ عن العنصرية العنيفة والعمياء. يخيل لي أن التحدي الاكبر للشعب اليهودي في عشرات السنين القادمة ضد نافي الكارثة على أنواعهم يرتبط أيضا بهذه الامور بالضبط.