خبر بلد صغير محاط باليساريين -يديعوت

الساعة 10:13 ص|17 ابريل 2012

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

ان نصرا يتلو نصرا. كان صعبا لكن يمكن الآن ان نعلن في ثقة بأننا انتصرنا. ان وزير الداخلية ايلي يشاي سد الطريق أمام مضطهد اليهود النازي غنتر غراس، منتصب القامة فخورا بيهوديته خائفا على حريديته. ان أمهات يهوديات لم يزر النوم أعينهن منذ نشر غراس قصيدته الخطيرة، هدأت نفوسهن ونمن مبتسمات على وسادة الشكر. نجونا.

بعد ذلك نجح مئات من رجال الشرطة ورجال الامن ممن يلبسون البزات العسكرية وممن لا يلبسونها في ان يُنهوا بنجاح عملية "فضاء محمي 2". فقد أوقفوا بتعريض أنفسهم للخطر هجوم 78 متظاهرا مسلحا بلافتات وجوازات سفر اجنبية على مطار بن غوريون. وعدّت التقارير الاخبارية بفخر قومي النجاحات: 51 فرنسيا و11 بريطانيا و6 ايطاليين واسبانيين وواحدا من سويسرا وواحدا من الولايات المتحدة، وكان هناك حتى مهاجم فرد من البرتغال.

لم تنته طائفة النجاح بهذا. فقد ركبت مجموعة فلسطينيين ونشطاء من العالم كله بصورة خطيرة دراجات هوائية خطيرة مع سراويل قصيرة يهددون شارع الغور كثيرا. واعتقلتهم قوة من الجيش الاسرائيلي تحت قيادة نائب قائد لواء الغور، المقدم شالوم أيزنر. وهاجمهم نائب قائد اللواء، الذي تعرّف بحواسه اليهودية المشحوذة تهديدا وجوديا من قبل مجموعة المضطهِّدين الثائرين، هاجمهم بفخر يهودي عظيم رافعا بندقية الـ ام 16 كما يرفع الكاهن قربانه أمام الله. وبعون إله اسرائيل أوقف آيزنر هجوم المضطهِّدين بجسمه وسيدفع ثمن ذلك منع ترفيع رتبته (الى ان تهدأ النفوس على الأقل والى ان ينسى اليساريون من وسائل الاعلام القضية كلها).

ان ما يميز كل هذه الانتصارات هو فقدان مقلق للتناسب. ان العالم قد امتلأ فجأة بالمضطهِّدين لليهود. ومرة بعد اخرى كما بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تهنئته مواطني اسرائيل بالعيد، ينقضون علينا للقضاء علينا. وليس الايرانيون وحدهم يحاولون القضاء علينا بل الاوروبيون والامم المتحدة والطابور الخامس المسمى اليسار الاسرائيلي وراكبو دراجات هوائية في شارع الغور ايضا.

اذا كان يوجد في الماضي فجوة ما بين حب اسرائيل والتهديد الوجودي، وهي فجوة كان يمكن فيها على نحو ما الانتقاد الشرعي، فان هذه الفجوة أخذت تضيق. فلا يرى متحدثو اليمين ان جدعون ليفي وأوري افنيري وحدهما يهددان ركن وجودنا بل شيلي يحيموفيتش ايضا (التي استدخلت في نفسها الروح الجديدة وتمتنع عن أي قول تحرشي) وتسيبي لفني وشاؤول موفاز. ان كل انتقاد للسياسة الذرية الاسرائيلية، وللسيطرة على المناطق وتوسيع الاستيطان والأكاذيب التي لا تنقطع في شأن "البؤر الاستيطانية"، ولمعاملة اللاجئين والعمال الاجانب هي تعبير عن كراهية فظيعة ورغبة في القضاء على دولة اسرائيل وإفنائها. فما العجب ان العملة الوحيدة في السوق الفكرية الجديدة هي المحرقة. إننا نواجه محرقة الانتقاد علينا من علاماتها السافرة.

من المهم ان نُبين انه لا يوجد لانتقادنا أي صلة بأفعالنا نحن. فهو تعبير خالص عن الشهوة الى إبادتنا. فلا داعي اذا لأن نجادل المنتقدين. يجب ان نتعرف عليهم سريعا في حيثيتهم – وهم المُبيدون المحتملون – وأن نواجههم بتصميم وقامة منتصبة. لم تعد توجد تهديدات صغيرة وكبيرة. أراكبو دراجات وشعراء شيوخ وسياح احتجاج يرفعون لافتات؟ كل ذلك تهديد وجودي، وكل تهديد في واقع الامر – واليمينيون منتصبو القامات هم وحدهم من يملكون الحق بتحديد ما هو التهديد – هو تهديد وجودي، هذا الى كون كل محاولة لمخالفة الخبراء بالتهديدات الوجودية هي تهديد وجودي. إننا نحارب هتلر والنازيين لكن متأخرين شيئا ما. وفي القريب سنستطيع ان شاء الله وبنيامين نتنياهو ان نعلن بأننا انتصرنا.