خبر توحدوا جميعا خلف الأسرى ..مصطفى الصواف

الساعة 05:33 ص|17 ابريل 2012

السابع عشر من ابريل يوم الأسير الفلسطيني، هذا الأسير الذي يقبع في سجون الاحتلال ويعاني من نازية المحتل وإدارته ومن سوء المعاملة لهؤلاء الأسرى، أسرى الحرية، أسرى الدفاع عن حق شعبهم في التحرر من الاحتلال البغيض الغاصب للأرض وللكرامة، هؤلاء الأسرى هم أسرى حرب يعملون في سجون الاحتلال على أنهم مجرمون، وهم في حقيقة الأمر اسرى حرية غفل عنهم القانون الدولي ونسيهم نتيجة لأن القائمين على القانون لديهم عمي سياسي وتحيز واضح للمحتل فأغفلوا قوانينهم التي خطوها بأيديهم حتى لا يغضبوا يهود وإن كان ذلك على حساب آدمية البشر وكرامتهم.

هؤلاء الأسرى الذي ضحوا بحياتهم من اجل أن ينال شعبهم حريته يجب علينا نحن الفلسطينيون أن لا نغفلهم أو ننساهم طوال العام ونتذكرهم فقط في السابع عشر وبنهايته ينتهي الاهتمام بهم، هؤلاء الأبطال هم بحاجة ماسة اليوم وكل يوم من أيام حياتنا أن نفعل قضيتهم ونقف عليها في مفاصل كثيرة من حياتنا اليومية، وان نعمل جاهدين على أن تكون قضيتهم على سلم أولوياتنا مهما شغلتنا القضايا المختلفة.

السابع عشر من هذا العام قد يكون مختلفا عن الأعوام الماضية وقد يؤسس لمرحلة جديدة خاصة أن الأسرى مقدمون على إضراب عن الطعام، أي أنهم سيدخلون في معركة الأمعاء الخاوية مع إدارة السجون الصهيونية، هذه المعركة التي نتمنى أن تتوج بالنجاح وتحقيق مطالب الأسرى الأمر الذي يتطلب أمور ثلاث:

الأمر الأول : أن يدخل الأسرى هذه المعركة وهم متوحدون حتى يكون لهذه المعركة تأثير اكبر على الاحتلال، وان يكون ذلك عبر تشكيل قيادة موحدة داخل السجون تحدد خطواتها بالكامل وترسم مراحل معركتها وأهدافها حتى لا يستفرد الاحتلال وإدارة السجون بالبعض وتؤثر عليهم من خلال حلول جزئية والتعامل مع السجون بشكل منفصل واعتبار السجن وحدة منفصلة عن بقية السجون الأخرى وهذا سيؤدي إلى إفشال الإضراب أو يقلل من فعاليته وأهميته.

الأمر الثاني : هو العامل الداخلي المتعلق بمدى التفاعل الجماهير الفلسطيني المساند للأسرى من خلال تفعيل كل الأدوات الجماهيرية والإعلامية والفصائلية، وهذا يتطلب تنسيقا كاملا حتى يتم رسم برنامج مشترك متكامل بين جميع القوى الفلسطينية وقطاعات المجتمع المدني وخاصة الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والقانونية، ونؤكد على أن وسائل الإعلام يقع على عاتقها مسئولية كبيرة في التحشيد وإثارة الرأي العام للتضامن والمشاركة، ونقترح في هذا اليوم أن تكون هناك خطة إعلامية متفق عليها بين كافة وسائل الإعلام تنفذ وفق رؤية موحدة وبآليات تنفيذ تحددها كل وسيلة وفق إمكانياتها وظروفها المحيطة بها.

الأمر الثالث : العامل الخارجي وهو عامل مهم يتم من خلاله تفعيل دور الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية وكذلك أحرار العالم ، هذا العامل يلعب دورا مهما في تشكيل حالة رأي عام دولي تجاه قضية الأسرى من خلال التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني في الغرب وخاصة الحقوقية منها والقانونية والإنسانية وكذلك وسائل الإعلام عبر توجيه رسائل إعلامية باللغة التي يفهمها الغرب مما يكون له الأثر النافع على هذه القضية.

نعتقد أن تكامل هذه الأمور الثلاثة مع بعضها البعض سيعطي زخما مختلفا في التفاعل مع قضية الأسرى ويترك أثرا كبيرا وفاعلا قد يشكل وسيلة ضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى والعمل على تحقيقها وإلا من الضروري بالتفكير في طريقة أخرى كالانتفاضة ضد الاحتلال تعم كافة المناطق الفلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية برمتها الزخم الذي تستحق.

الأسرى بحاجة إلى كل دعم فهم مقدمون على إضراب شامل وخطوات تصعيدية ضد عنصرية ونازية الاحتلال الصهيوني؛ وحتى ينجح إضرابهم هم بحاجة إليكم جميعا للوقوف إلى جانبهم ، فالجميع مدعو للمشاركة الفاعلة والايجابية، ولا احد معفي من ذلك، ولا احد يمكن له أن يقوم مقام الآخر ، وعليه من الواجب أن أكون وتكون ويكون كل منا في أول الصفوف وان لا نبخل عليهم بما نملك كحق لهم وليس منة.

السابع عشر من الشهر الجاري بداية انتفاضة السجون، فهل يكون هذا اليوم هو بداية انتفاضة ثالثة ضد المحتل وأعوانه، من لم يجهز نفسه للمشاركة في معركة الأسرى عليه أن يبدأ من الآن الإعداد الجيد لهذه المشاركة الواجبة والتي ينتظرها الأسرى حتى تنجح خطواتهم.