دعا لإسناد الأسرى

خبر المُحرر الرازم: معركة الأمعاء الخاوية قد تطول ويسقط فيها شهداء

الساعة 08:22 ص|15 ابريل 2012

غزة (خـاص)

أيام معدودات تبقت على البدء بالمعركة النضالية "الحرية والأمعاء الخاوية" التي أعلن الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" عن خوضها في السابع عشر من شهر نيسان/ أبريل الحالي، وسط استعدادات متواصلة لإنجاح هذه المعركة.

وقد أكد الأسرى في سجون الاحتلال على مضيهم بعزيمة كبرى في معركتهم الإنسانية لانتزاع حقوقهم التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية من أنياب السجان الإسرائيلي".

وللحديث عن تجربة الإضراب عن الطعام تحدثت مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" مع الأسير المقدسي المحرر فؤاد الرازم الذي خاض العديد من الإضرابات خلال فترة اعتقاله التي استمرت لأكثر من 30 عاماً.

الأسباب والدوافع

فقد أكد الرازم، أن الأسرى يلجئون للإضراب عن الطعام بعد اتخاذ خطوات تكتيكية قبل شهر أو شهرين من بدء الإضراب، حيث يتم إنذار إدارة السجون به وتقديم مطالب الأسرى، الذين غالباً ما يعيشون أوضاعاً غير مستقرة، نتيجة سحب العديد من الانجازات التي كانوا يتمتعون بها أو حصلوا عليها مسبقاً.

كما يعني الإضراب عن الطعام حسب الرازم، هو أن الأسرى لا يطيقون العيش ضمن الظروف الموجودة داخل السجون، على الرغم من أنه قد يسقط الشهداء حيث أن الأسرى أكدوا أن الإضراب قد يطول.

وأشار الرازم، إلى أن أهداف الإضرابات تتنوع مابين المطلبية، والاحتجاجية والتضامنية، أما الإضراب لهذا العام فبين أنه مطلبياً لتحقيق لعدد من المطالب الهامة، وهي إنهاء  العزل الانفرادي، حيث أن هناك أسرى مازالوا معزولين منذ عشرات السنوات كالأسير محمود عيسى الذي يواصل اعتقاله منذ 14 عاماً.

كما يطالب الأسرى في معركتهم النضالية بإلغاء قرار حرمان أسرى قطاع غزة وكافة الأسرى من الزيارة والمستمر منذ سنوات طويلة، وإلغاء قانون شاليط الذي صدر بعد اعتقال الجندي جلعاد شاليط، فضلاً عن سياسة التضييق على الأسرى التي تشمل التفتيش الليلي والاعتقال الإداري وتجديده، ومنع الأسرى من لقاء المحامين والغرامات الباهظة، إضافة لإلغاء قرار منع الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي ومشاهدة التلفاز والسماح لهم الاتصال بذويهم وصولاً لكافة حقوقهم الإنسانية في العلاج والتعليم الجامعي".

أفضل وسيلة

واعتبر المحرر الرازم، أن الإضراب عن الطعام هو أفضل وسيلة، وقد تكون الوسيلة الوحيدة لاسترداد الأسرى لحقوقهم وكرامتهم وتحقيق مطالبهم، حيث يملكون الأداة التي يمكن من خلالها إدارة الصراع مع إدارة السجون "الإسرائيلية".

وحول خطورة هذا الإضراب بالنسبة للاحتلال، بين المحرر الرازم، أن خطورته تكمن في أن الأسرى يضعون "إسرائيل" على المحك أمام الدول والعالم أجمع ويفضح السياسة "الإسرائيلية" بحق المعتقلين، ويبرز انتهاك حقوق الإنسان والأسرى في السجون.

وتخشى "إسرائيل" حسب الأسير المحرر الرازم من وقوع ردات فعل من الأسرى تجاه الصهاينة خلال هذا الإضراب، فتقوم "إسرائيل" عادة بإعلان حالة الطوارئ، فلا يغادر الصهاينة السجانون السجون ولا يذهبون لبيوتهم وهو أمر يؤثر على نفسيتهم كثيراً.

وعن الخطوات التي تتم قبل خوض الإضراب، أكد المحرر الرازم، أن الأسرى قبل البدء بإضرابهم يدرسون الأمر من ناحيتين أولهما الذاتي وثانيها الموضوعي.

ويكمن الأمر الذاتي في الأسرى أنفسهم ومدى ترتيبهم وتنظيمهم داخل السجون، وكيفية تهيئتهم لهذا الإضراب ليتمكنوا من تحقيق مطالبهم وكسر إرادة المحتل.

أما الأمر الموضوعي، فيكمن في الحالة السياسية التي تحيط بالمنطقة، وسبل إنجاحه على كافة الأصعدة.

إضراب عدنان وشلبي

وأوضح المحرر الرازم، أن الإضراب الفردي الذي خاضه خضر عدنان ومن بعده هناء الشلبي وبقية الأسرى الذين يخوضون الإضراب أعطى للأسرى دفعة قوية للبدء بهذا الإضراب، خاصةً بعد تحقيق عدنان وشلبي لانجازات هامة تمثلت في عدم التجديد الإداري لعدنان، وإبعاد الشلبي إلى غزة.

ونوه الرازم، إلى أن الإضراب الفردي مهد للأسرى الخوض في المعركة لتحقيق انجازات هامة ورد الهجمة الشرسة التي يمارسها السجان الصهيوني بحق الفلسطينيين.

الانتصار للأسرى

وعن سبل إنجاح معركة الأمعاء الخاوية، شدد المحرر الرازم، على أن الأسرى في سجون الاحتلال لا يعولون على الإضراب وحده في تحقيق الإنجاز والانتصار، ولكن يتطلب الأمر إسناد شعبي وجماهيري من كافة أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج والشعوب العربية والإسلامية والعالم الغربي.

كما أكد أهمية تحرك الفصائل الفلسطينية للضغط على "إسرائيل" للاستجابة لمطالب الأسرى وفضح الممارسات "الإسرائيلية" بحقهم، منوهاً إلى دور جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الخصوص.

ولم يغفل المحرر الرازم دور وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بكافة أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية، في تغطية هذا الحدث الهام وتسليط الضوء عليه، وفضح ممارسات الاحتلال، والتأثير على الرأي العام المحلي والعربي والدولي، مشيراً إلى دور منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية في إنقاذ حياة الأسرى في السجون.