خبر علماء مصر يرفضون زيارة القدس وهي تحت الاحتلال

الساعة 08:50 ص|13 ابريل 2012

فلسطين اليوم

جمع فتاوى علماء المسلمين في مصر حول عدم جواز زيارة القدس في الوقت الحالي وهي تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أن السفر إلى القدس لن يكون إلا من خلال تأشيرة صهيونية، وهو اعتراف ضمني بدولة الاحتلال وتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، فضلا عن انها تقتل حالة العداء في نفوس العرب تجاة الصهاينة.

ويأتي على رأس هؤلاء العلماء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والذي سبق أن أكد على رفضه لزيارة القدس في الوقت الراهن، كما أنه يدعو جميع المسلمين إلى عدم زيارتها إلا بعد تحريرها.

وقال الطيب في تصريحات صحفية "لن أزور القدس والمسجد الأقصى إلا بعد تحريرهما تمامًا من الاحتلال، وأرفض زيارتهما في الوقت الراهن، لأن ذلك يعدّ اعترافا بشرعية الاحتلال".

وكشفت مصادر ازهرية لــ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الإمام الاكبر تلقى العديد من الدعوات لزيارة القدس من خلال رئيس السلطة وعدد من الشخصيات الفلسطينية، إلا أن شيخ الأزهر رفض هذا الأمر بشدة، وأكد لعباس أنه يربأ به من ترويج مثل هذه الدعوات والا يشارك في عمليات التطبيع مع العدو.

من جانبه؛ رفض الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق الدعوة لزيارة القدس كخطوة لكسر الهيمنة الصهيونية عليه، ويقول "زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني تعد نوعًا من التطبيع، وقد يؤدي الأمر إلى الإيحاء بأن مشكلة احتلال القدس قد حلت بدليل أن زيارتها أصبحت مفتوحة للجميع، ولا داعي لمسألة الاستقلال والمطالبة برفع يد الصهاينة عن القدس".

وأضاف واصل لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": أن نصرة القدس بشكل عملي تأتي عبر تدعيم "المقدسيين" سياسيا واقتصاديا؛ لتثبيت تواجدهم داخل القدس ليكونوا شوكة في حلق مخطط التهويد، وإثارة الأمر بشكل منهجي مع منظمات حقوق الإنسان، وذلك مع الاستمرار في حظر التطبيع السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي مع إسرائيل"، أما زيارة القدس باستخدام تأشيرات صهيونية يكرس الخضوع للصهاينة والإقرار بحقهم في السيطرة على القدس، وقد يكون الأمر مدخلا للتطبيع، ويستثنى الفلسطينيين من هذا الأمر، لأنهم واقعون تحت احتلال ومضطرين شرعًا وقانونا لاستخدام التصاريح الصهيونية في الدخول إلى القدس أو الخروج منها.

وطالب واصل بتحرك عربي إسلامي فاعل لإحياء قضية القدس دوليًا على محاور جديدة، واتخاذ مواقف أكثر جدية وتنظيما في المحافل الدولية ضد إسرائيل وممارساتها في المدينة المقدسة

وانتقد الدكتور صفوت حجازي، رئيس رابطة علماء أهل السنة والمتحدث باسم اللجنة الشعبية لمقاومة تهويد القدس، قبول بعض الدعاة بزيارة القدس تحت زعم الصلاة بالمسجد الأقصى أو زيارة المقدسات الاسلامية هناك، مشيرًا إلى أن "سقطات الدعاة تكون صادمة للشعوب إضافة إلى أن الدعاة هم القدوة واقبالهم على مثل تلك السقطات قد تدفع من خلفهم إلى الانجرار إلى نفس السقطات".

 وقال حجازي لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "لا أوافق على هذه الدعوة ولا يوافق عليها أي مسلم.. وتعد لونا من ألوان التطبيع ولكي أذهب إلى القدس لا بد أن أحمل تأشيرة دخول إسرائيلية، وهذا يعد اعترافا بالاحتلال"، متسائلاً "ماذا ينفع الفلسطينيون من ذهاب مليون أو أكثر من المسلمين للمسجد الأقصى .. هل هذه نصرة؟".

وأضاف حجازي: أن الأموال التي تدفع على رحلات القدس التطبيعية أولى بها المقاومة الفلسطينية لدفعها بقوة على تحرير الاراضي الفلسطينية وتحرير القدس والاقصى وبذلك الوقت يحق لنا زيارة الاقصى والصلاة فيه.

وأكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، أن جميع علماء الأزهر متفقون منذ سنوات على عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، ويشارك في هذا موقف الكنيسة المصرية التي ترفض زيارة المسيحيين لها إلا بعد تحرير المدينة المقدسة من دنس اليهود، بالرغم ما قام به بعض الاقباط من زيارة القدس مؤخرًا.

وأعربت الدكتورة آمنة نصير عن تخوفها من أن تقتل هذه الدعوة لزيارة المسجد الأقصى العداء في نفوس العرب والمسلمين تجاه اليهود، لأن ذلك يعد دعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني تحت ذريعة زيارة المسجد الأقصى – على حد قولها.

ومن جانبه؛ دعا الدكتور جمال عبد السلام – رئيس لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب - المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي إلى تفعيل فتوى الأزهر الشريف التي أكد عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مؤخرًا بعدم جواز زيارة المسلمين للقدس في ظل الاحتلال، وهو نفس قرار الكنيسة الأرثوذكسية في مصر التي قررت "دخول بيت المقدس مع المسلمين فاتحين بعد تحريرها.

وقال عبد السلام لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" ان هناك حالة اجماع بين العلماء وعلى رأسهم شيخ الازهر والدكتور القرضاوي لمقاطعة دعوات السفر الى القدس وهي تحت وطأة الاحتلال ، معربا عن رفضا مما قام به بعض الدعاة من زيارة القدس او القبول بزيارتها والدعوة لها.