خبر (إسرائيل) تتحرش بحماس ..مصطفى الصواف

الساعة 01:17 م|11 ابريل 2012

يبدو أن الاحتلال الصهيوني وصل إلى مرحلة من الإفلاس دعته إلى استنساخ نفس السيناريو المستخدم مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تهديد على ألسنة قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين يتبعه تصعيد عسكرية ضد المقاومة الفلسطينية تحت مزاعم باطلة ويثبت بطلانها عقب إشباع رغبة القتل لدى قادة الاحتلال بأن الفلسطينيين لا علاقة لهم بما حدث من إطلاق نار أو كمين مسلح أو غيره من العمليات العسكرية ضد الكيان.

هذا ثبت في تصعيد أكتوبر الماضي الذي جاء في أعقاب الكمين المسلح الذي أدى إلى مقتل عدد من المستوطنين الصهاينة والجنود والذي وقع في منطقة النقب انطلاقا من الأراضي المصرية والتي اتهم فيها لجان المقاومة الشعبية وعلى إثرها تم اغتيال الشهيد أبو عوض النيرب ورفاقه في غارة جوية استهدفتهم في مدينة رفح، وأعقب ذلك عملية تصعيد من قبل الاحتلال وفق سياسة رد الاعتبار وإعادة الثقة لدى جنوده وإثبات أن يد الاحتلال طويلة يمكنها النيل ممن يعتقد الاحتلال أنهم يقفون خلف أي عملية عسكرية، وجاءت فيما بعد نتائج التحقيق لتؤكد على أن منفذي الهجوم هم جماعة مسلحة لا تتبع لأي تنظيم فلسطيني وأن العناصر الذين استشهدوا في العملية يحملون الجنسية المصرية، وانطلاق العملية كان من الأراضي المصرية وليس الفلسطينية وهذا مثبت، ومسار الرجعة لمنفذي الهجوم كان الأرضي المصرية.

واليوم يدعي الاحتلال أن صاروخا سقط في منطقة أم الرشراش (إيلات) انطلاقا من سيناء أي الأراضي المصرية وقادة الاحتلال يحملون حماس مسئولية هذا الإطلاق، رغم النفي المصري من أن يكون هناك أي استخدام لأراضيه لتنفيذ العملية والتحقيقات الصهيونية لم تصل بعد إلى الجهة التي أطلق منها الصاروخ، وهل بالفعل أطلق صاروخ أم لا، وهل سيناء هي المكان أو منطقة العقبة في الأردن أو من عرض البحر وفق ما أشار إليه الخبير العسكري المصري اللواء طلعت مسلم في لقاء له على فضائية الأقصى مساء السبت الماضي، ولكن اتهام حماس أو المقاومة الفلسطينية فهو اتهام جاهز لدى الاحتلال وتحميلها المسئولية دون تحقق أيضا جاهز والردود الصهيونية جاهزة وما الغارات الجوية الصهيونية على بعض الأهداف أو المجموعات المسلحة إلا دليل على ذلك رغم حالة الهدوء بعد التصعيد الأخير.

فعندما يخرج رئيس الأركان الصهيوني ويقول أن أي عمل عسكري يصيب أهدافا صهيونية في جنوب فلسطين المحتلة حركة حماس تتحمل مسئوليته سواء كان من قطاع غزة أو من سيناء، وأي اعتداء على أهداف صهيونية شمال فلسطين المحتلة حزب الله مسئول عنه، وأي اعتداء على أهداف صهيونية خارج فلسطين المحتلة إيران مسئولة عنه، وكأن الاحتلال الصهيوني يريد أن يخلق تحالفا وهميا بين عناصر المقاومة وعلى رأسها حماس وحزب الله وإيران، وكأن هذا الكيان لا يواجه عداء في العالم من غير هذه الفئات الثلاث، علما أن هناك أعداء كثر صنعتهم سياسة الإرهاب الصهيونية والقتل في العالم ضدها ودليل ذلك ما قام به الفرنسي من أصول عربية من إطلاق نار على المدرسة الصهيونية جنوب فرنسا، كمثال ولسنا بصدد مشروعيتها أو عدمها.

العدو الصهيوني يعلم وغيره يعلم أن المقاومة الفلسطينية لازالت تعتبر الساحة الفلسطينية هي ساحة المواجهة مع الاحتلال وهي ترفض استخدام الساحات العربية لتنفيذ عملياتها العسكرية، ولكن لعجز الاحتلال عن رد الاعتبار ومحاولته إعادة الهيبة لقواته وقوة ردعها يلجأ للأضعف وهو قطاع غزة ومقاومته كي يستعرض عضلاته ويعمل على استدراج المقاومة تجاه ما يخطط له وإن كان على نطاق ضعيف، وإن كانت المقاومة الفلسطينية تدرك أهداف العدو ولكنها لم تتخذ بعد القرار القاضي بفتح الساحة لمواجهة واسعة وفقا لتقديراتها وإمكانياتها وقراءاته لما يجري في المنطقة الإقليمية.

نقطة أخيرة وهو التركيز على منطقة سيناء من قبل الاحتلال الصهيوني فهو يسير وفق مثلنا الشعبي (إلحقوني) هناك خطر يتهدد امن الاحتلال مصدرة سيناء، وأن مصر لم تعد قادرة على حماية حدود الاحتلال الصهيوني في ظل عدم الاستقرار والرسالة موجهة إلى أمريكا أن مارسي نفوذك مع المجلس العسكري للقيام بواجب الحماية كما كان في عهد مبارك وعمر سليمان، ورسالة إلى المجلس العسكري أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس كسرت الهيبة المصرية وتلعب في ساحتها بهدف توتير العلاقة بين حماس والجهة الحاكمة في مصر.

على العموم مطلبنا الوحيد للمقاومة الفلسطينية أن تكون على جاهزية تامة للتصدي لأي عدوان على القطاع أو الرد على التصعيد المتوقع بالآلية والطريقة التي تراها المقاومة مناسبة، وهذا يطلب مرة أخرى وحدة موقف وإستراتيجية مشتركة لقوى المقاومة في الرد على أي اعتداء صهيوني متوقع في أي لحظة.