خبر إسرائيل لن تتمكن من تدمير منشآت إيران النووية بضربة استباقية

الساعة 12:15 م|09 ابريل 2012

فلسطين اليوم

لن تتمكن إسرائيل من تدمير برنامج إيران النووي بضربة استباقية ينفذها سلاحها الجوي بقدراته الحالية، كما خلص خبراء في تقرير نشرته مجلة جينز المختصة بالشؤون الدفاعية.

ويرى الخبراء ان مشاريع المخططين العسكريين الإسرائيليين تنحصر في خيارات محفوفة بالمخاطر مثل قصف المنشآت النووية الإيرانية بصواريخ بعيدة المدى من إسرائيل أو غارة تنفذها على هذه المنشآت قوات خاصة على الأرض.

كما شكك التقرير في قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية ناجحة متوقعا ان تواجه "صعوبات كبيرة".

وخلصت مجلة جينز في تقريرها الجديد الى ان المسافات البعيدة والمواصفات المتينة للمنشآت النووية الإيرانية تجعل أي هجوم جوي "كبير مباغت" عملية محفوفة بمخاطر كبيرة بحيث لا تستطيع إسرائيل ان تقوم بها منفردة.

وفي حين ان لدى إسرائيل اقوى سلاح جوي في الشرق الأوسط فانه سيواجه صعوبة في تنفيذ الغارات الجوية المعقدة التي يتعين تنفيذها لتوجيه ضربة حقيقية الى منشآت إيران النووية المحمية. وحذر مسؤولون إسرائيليون كبار من ان إسرائيل لن تتردد في القيام بعمل عسكري احادي لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

وكانت إسرائيل دمرت مفاعل اوزيراك النووي العراقي عام 1982 وضربت مفاعلا سوريا في عام 2007. ولكن استهداف إيران يتطلب ضربات جوية عديدة على امتداد ايام مع احتمال التزود بالوقود في الجو للاستمرار بها حتى انجاز المهمة.

وقال الباحث مالكولم تشالمزر من المعهد الملكي للخدمات الموحدة ان العملية لن تكون ضربة واحدة وينتهي الأمر، كما في سوريا أو العراق حيث لم تكن المنشآت تحت الأرض بل ستكون المهمة أصعب بكثير.

واضاف تشالمرز "ان الإيرانيين خبراء في بناء الخرسانة المسلحة بسبب مشاكلهم المزمنة مع الزلازل الأرضية".

وقال تشالمزر ان الضربات الجوية يمكن ان تدمر محطات لتوليد الطاقة ومنشآت امداد في حين ان تفجير اجهزة الطرد نفسها سيكون عملية حساسة للغاية مشيرا الى امكانية الحاق اضرار كبيرة "تؤخر البرنامج فترة من الوقت".

وحذر مسؤولون بريطانيون كبار من ان إسرائيل يمكن ان تفاجئ حلفاءها بضربة عسكرية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن احد المسؤولين "اننا كنا نستهين بالأشياء التي فعلها الإسرائيليون في السابق بجسارة خالصة تخالف كل القواعد المتبعة".

ومن الخيارات المتاحة غارة تنفذها قوات خاصة على غرار العمليات الناجحة التي نفذتها إسرائيل في السابق. ويمكن ان تنطلق مثل هذه العملية من سفينة في مياه الخليج تحمل مروحيات مخبأة أو من غواصة.

وقال قائد سابق في القوات الخاصة البريطانية إن الإسرائيليين فعلوها من قبل وهم قادرون تماما على تكرارها. واضاف ان ذلك ليس متعذرا ولكنه مستبعد لأن العملية ستكون بالغة الخطورة. واشار الى ان الغارة التي قد تنفذها مجموعة من نحو 60 رجلا ستكون قادرة على استهداف منشأة واحدة مثل موقع تخصيب اليورانيوم الذي بُني في فوردو تحت جبل بحيث يكون ضربه صعبا من الجو.

ومن الخيارات الاخرى تعديل صواريخ اريحا النووية لتحمل رؤوسا حربية تقليدية أو اطلاق صواريخ كروز من غواصة.

ولكن ديفيز لوين رئيس جمعية هنري جاكسون، وهي مؤسسة ابحاث اميركية، قال انه "متأكد 100 في المئة" ان إسرائيل قادرة على تنفيذ عملية عسكرية ناجحة من دون مساعدة اميركية. واوضح ان من اسباب ثقته هذه ان سلاح الجو الإسرائيلي يدرك الحاجة الى قصف استرتيجي بعيد المدى ولفترة طويلة وهو قادر على استخدام التكنولوجيا المتوفرة له في مهمات صعبة.

ويبدو ان إسرائيل ضالعة في برنامج اغتيالات ناجح يستهدف العلماء الإيرانيين. وشهدت الفترة الممتدة منذ عام 2007 سبع محاولا اغتيال استهدفت علماء إيرانيين خمس عمليات منها انتهت بمقتل اشخاص. كما وقع "انفجار" في قاعدة صواريخ في تشرين الثاني/نوفمبر الثاني اسفر عن مقتل 17 من عناصر الحرس الثوري بينهم الجنرال حسن مقدم الذي يعتبر اب برنامج الصواريخ الإيراني.

ويمكن تكوين فكرة عما قد تحاوله إسرائيل من مصدر أمني إسرائيلي نقلت عنه صحيفة الديلي تلغراف قوله ان الطرق التقليدية ليست مجدية "فنحن أذكى من ذلك".