خبر ينتظرون زعيما- هآرتس

الساعة 08:42 ص|09 ابريل 2012

 

بقلم: اسحق ليئور

ستظل الاسعار حتى الصيف ترتفع مثل لغز: فكيف ترتفع الاسعار بعد كل الاحتجاجات الشاملة ولا ترتفع الأجور، ويخفضون بين الفينة والاخرى شيئا من الارتفاعات المخطط لها للاسعار وتُنذر عناوين صحفية ضخمة من ان الكهرباء سيرتفع سعرها بـ 10.1 في المائة وفي اللحظة الاخيرة – بـ 9.9 في المائة فقط، وكذلك الماء وسائر عجائب الخصخصة التي زادت كما تعلمون في المنافسة كما وعد ملتون فريدمان الذي زعم أنه كلما قل انتظام العمال في منظمات كان ذلك أفضل للاقتصاد وكلما قل تدخل الحكومة كان ذلك ايضا أفضل للاقتصاد.

وحينما نسأل فقط لمن الاقتصاد نعرف شيئا ما عن عجائب الحقيقة وعما رشنا به فتيان بيتنكين مدة عقود من فوق الجسر الآمن بين الجامعة والمالية وادارة المصارف، وبعد تحقير كل مشروع عام بمساعدة اسم "البلشفية"، وبين هذا وذاك لم يُبنى أي مبنى للايجار تملكه الدولة، ويُخصخص الطب العام الى درجة الايهام بوجود جهاز ذي مساواة متقدم في الأساس مع الزمن ومتعلق بمنحنى بياني لناظرين، وباسم مصلحة الجهاز الاقتصادي جعلوا أجور المعلمين طُرفة وجهاز التربية ثرثرة متواصلة يجعلون الاولاد فيه في حاجة شديدة الى ان يعولهم آباؤهم، وفي مقابل ذلك يُضخمون أذهان الاولاد بـ "اليهودية"، أي الاعداد للتجنيد، وبدل تقصير الخدمة العسكرية ما يزالون يُلقمونهم الأمن، وربما يتقلص تدخل الحكومة في الاقتصاد لكنها تتدخل في دفن البلاد وكذلك في سلب "يهودا والسامرة واقليم بنيامين" لأنهم مُجبرون على ذلك لأن أبد اسرائيل هنا ولا يمكن معاملة الأبد كأن الحديث عن حليب وسجق لكل ولد.

لتغرق فلسطين في بنائنا القبيح، وليختنق الفلسطينيون تحت نعالنا ذات المسامير من انتاج السوق الحرة، لأن أكثر اليهود يريدون في الانتخابات الحرة جعل العرب أقلية وان يسلبوهم، بفضل الملك داود بالطبع نعجة هيرش كي لا يبنوا دولة فيها. ويطلب الشعب عدلا اجتماعيا لكنه يكتفي بوعود لمسيح عدالتنا وبتنديد في التلفاز يقول ليخجل غنتر غراس! فالذي كان نازيا يجب ان يكون مؤيدا لنا فاذا أصبح ضداً فهو نازي.

وعلى العموم فان الشعب من اليسار واليمين يحب التنديد جدا ولهذا سيكون احتجاج في الصيف يقوده موفاز اذا لم تنشب حرب. وستقود يحيموفيتش ايضا اذا نجحت في ان تكون في الآن نفسه في جميع الاماكن التي يُحتاج فيها الى قيادة اشتراكية ديمقراطية وبغير كلمة "احتلال". وستأتي زهافا غلئون مع الشرطة العسكرية لتجنيد الحريديين ويأتي يئير لبيد مع أناشيد ثكل بهيجة. وستنقسم قيادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في المقابل: فيأتي القسم الطبيعي منها ويتظاهر القسم الآكل للحوم مؤيدا لبشار. وستعود دفني ليف عن حملات الدعاية للوكالة الصهيونية. يقولون ان فريقا من اساتذة الجامعات سيؤجلون الى الخريف العطلة المسماة "علاقات علمية" كي يؤثروا من الداخل، في الضرائب على الأقل، ومثلهم ايضا ينتظر المديرون العامون الاحتجاج لأنهم في ملل وضيق من الحرارة والرطوبة.

وباختصار يطلب الشعب صيفا يثير الاهتمام. وبعد ذلك سيأتي الخريف ويتابع جمهور المهملين – من وراء قادتهم الصغار على الفيس بوك – انتظار قادة من خارج الفيس بوك كبار يقترحون الانتظار مرة اخرى الى الصيف ويكون عند بيبي وحده حل رياضي بمحو الفقراء لأنه من ذا لا يكرههم، فهم كرهوا دائما الحريديين لأنهم وسخون وكرهوا العرب دائما لأنهم قذرون ومنهم من كرهوا الجميع، ويوجد ايرانيون ومحرقة ايضا، وهكذا تزداد الحاجة الى زعيم. وتعلمنا التجربة أننا اذا احتجنا الى زعيم احتياجا فظيعا فاننا نحصل على زعيم فظيع.