في أول تضامن لها مع الأسرى

خبر الأسيرة شلبي:جئت إلى غزة ولم يكن باختياري ولكن واقع الأسروالعذاب مرير وقاس

الساعة 08:05 ص|09 ابريل 2012

غزة

أكدت الأسيرة المبعدة المحررة هناء شلبي خلال الكلمة التي ألقتها لاول ظهور لها خلال الوقفة التضامنية اليوم الاثنين التي نظمتها مؤسسة مهجة القدس داخل الصليب الاحمر تضامناً مع الاسرى داخل السجون ونصرةً لمعركتهم بالامعاء الخاوية ,ان الحرية التي نلتها بفضل الله ثم بفضل جهود المخلصين ممن تلاحموا معي وناصروني وتضامنوا مع قضيتي".

وبينت هناء  "لقد جئت إلى غزة ولم يكن ذلك باختياري، لكن واقع الأسر والعذاب والوحدة مرير وقاسٍ، فجاء انتقالي إلى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي كابنة لشعب يناضل من اجل استرداد حقوقه".

أوضحت "لقد خضت الإضراب منذ لحظة اعتقالي تحت شعار "لا للاعتقال الإداري" وكنت مستعدة لدفع أيّ ثمن في سبيل كسر إرادة الاحتلال وإسقاط حكم قادته العسكريين الذي أرادوا من خلاله إبقائي في السجن من خلال التمديد المتكرر الذي عانيت منه سابقاً ويعاني منه المئات من إخواني وأخواتي داخل السجون".

وتابعت لقد "قررت أن أسلك طريق الحرية، وأن أكسر قرارات الاحتلال العنصرية وسياساته الجائرة، مهما كلفني الثمن، فلا يقدر أحد معنى الحرية إلا من عانى من ويلات الأسر ولا أحد يقدر الإحساس بالعزة والكرامة إلا من عاش مرارة القهر جراء ممارسات الاحتلال وانتهاكاته القذرة واللا إنسانية ضد إخوانكم وأخواتكم في سجون العدو ومعازله.

فيما يلي نص الكلمة كاملة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .. الحمد لله معز المؤمنين وناصر عباده المستضعفين ..

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه ووالاه ..

السلام على شهداء شعبنا العظيم .. السلام على أسرانا الأبطال .. السلام على جرحانا والسلام على أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط الصامد.

 

يا شعبنا المجاهد الصابر.. إخواني وأخواتي كل باسمه ولقبه.

كم أنا اليوم فخورة وأنا أقف أمامكم بعد أن منّ الله عليّ بالحرية والانعتاق من قيد السجن وعذاباته، أقف اليوم أمامكم وكلي اعتزاز بكم وبوقفتكم المساندة لمعركتي العادلة ضد الاعتقال الإداري الذي يحاول الاحتلال من خلاله كسر إرادتنا وتغييبنا وراء القضبان بعيداً عن ساحة الاشتباك معه دفاعاً عن أنفسنا وأرضنا...

أراد الاحتلال أن يقهرنا بالاعتقال الإداري ولكننا قهرناه بالإرادة والصمود وقررنا ان نكون في مواجهته وأن نقلب الطاولة في وجهه، لنؤدي دورنا ورسالتنا إلى جانب كل أبناء شعبنا في كافة ساحات الوطن.

يا أخوتي ويا أبناء شعبي... أنا اليوم أقف معكم بينكم على أرض غزة التي قهرت الاحتلال كما فعلت أختها جنين في مثل هذه الأيام من العام 2002.

أقف على أرض غزة الأبية الصامدة في وجه الحصار وفي وجه آلة القتل والدمار، وأقول لكم بكل ثقة لقد انتقلت من ساحة اشتباك ومواجهة إلى أخرى فغزة كما تعلمون ليست مكاناً للرفاهية والاستجمام بل هي قلعة للنضال وللتحرير بإذن الله.

يا أخوتي ويا أخواتي ويا كل شعبنا.. أنا اليوم هنا حرة عزيزة بفضل الله ثم بفضل جهود المخلصين ممن تلاحموا معي وناصروني وتضامنوا مع قضيتي.

صحيح أنه ما من مكان أغلى من البيت ومن بلدتي التي ولدت ونشأت فيها، ولكن كما هو معلوم أننا نواجه احتلالاً متجبراً لا يعرف للقيم الإنسانية طريقاً ولا يحترم القوانين، وكما أن الاعتقال ليس قانونياً وغير شرعي فكذلك قراراته الجائرة.

لقد خضت الإضراب منذ لحظة اعتقالي تحت شعار "لا للاعتقال الإداري" وكنت مستعدة لدفع أيّ ثمن في سبيل كسر إرادة الاحتلال وإسقاط حكم قادته العسكريين الذي أرادوا من خلاله إبقائي في السجن من خلال التمديد المتكرر الذي عانيت منه سابقاً ويعاني منه المئات من إخواني وأخواتي داخل السجون.

لقد قررت أن أسلك طريق الحرية، وأن أكسر قرارات الاحتلال العنصرية وسياساته الجائرة، مهما كلفني الثمن، فلا يقدر أحد معنى الحرية إلا من عانى من ويلات الأسر ولا أحد يقدر الإحساس بالعزة والكرامة إلا من عاش مرارة القهر جراء ممارسات الاحتلال وانتهاكاته القذرة واللا إنسانية ضد إخوانكم وأخواتكم في سجون العدو ومعازله.

جئت إلى غزة، ولم يكن ذلك باختياري، لكن واقع الأسر والعذاب والوحدة مرير وقاسٍ، فجاء انتقالي إلى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي كابنة لشعب يناضل من اجل استرداد حقوقه.

وهذا عهدي معكم .. مع كل أبناء شعبي وخاصة مع إخواني الأسرى الذين تركتهم خلفي، عهداً أن أكون سفيرة لمعاناتكم .. يا لينا الجربوني وورود قاسم وكل إخواني ثائر حلاحلة وبلال ذياب وجعفر عز الدين وبسام السعدي وحسن الصفدي ومراد ملايشة وأحمد الحاج علي ومحمود السرسك والأسرى المصريين الثلاثة الذين يخوضون الآن إضراباً مفتوحاً وكل الأسرى الأبطال... أقول: لا طعم للحرية بدونكم ولا انتصار قبل حريتكم.

يا جماهير شعبي العظيم:

إن انتصار المظلومين لا يقاس بإنجاز، وإنما بالصبر والصمود والاستمرار في حمل الرسالة وأداء الأمانة، ولقد حملت هذه الأمانة من الشيخ المجاهد خضر عدنان ومضيت بها ما أعانني الله على ذلك وها هي الراية اليوم يحملها فرسان واصلوا المسيرة التي يقترب كل الأسرى من المضي فيها بعد أيام قليلة، ليشاركهم فيها كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه السياسية وفعالياته الرسمية والشعبية، ونحن هنا اليوم من اجل أن نجدد العهد ونوقد جمرة التفاعل مع قضية الأسرى الأبطال.

وفي ختام كلمتي، لا بد من توجيه رسالة عرفان وشكر، لمن أعانوني بعد الله تبارك وتعالى على تخطي المحنة، الشكر لكم يا أهل غزة يا من احتضنتموني ومنحتموني إحساساً بالألفة معكم وبينكم.

الشكر لأهلي في الضفة في كل مدينة وحي وشارع .. التحية لبرقين وعرابة وكل جنين.

والشكر أيضاً للمؤسسات الحكومية والأهلية التي احتضنت قضيتي وسخرت جهدها ووقتها من أجل نقل كل تفاصيلها وفضح الاحتلال وأخص بالذكر مؤسسة نادي الأسير ووزارة الأسرى وهيئة التنسيق الوطنية لدعم الأسرى واتحادات مجالس الطلبة في الجامعات. والشكر كذلك للرئيس أبو مازن وللوزراء وأعضاء المجلس التشريعي وللقوى الوطنية والإسلامية ولقادة الفصائل واتحاد المرأة ولجان العمل النسائي وللشخصيات الوطنية.

والشكر كذلك لكل من بذل جهداً وسعى من اجل حريتي وساندني، لوسائل الإعلام الحر، وللكتاب والصحفيين والمتضامنين والحقوقيين.

والشكر موصول لكل الأطراف الرسمية والحكومية والبرلمانية الفلسطينية والعربية.

الشكر لوزارة الصحة في غزة لرعايتها لي، ولمستشفى الشفاء ومستشفى القدس ولجميع الطواقم الطبية التي قدمت كل الرعاية والاهتمام.

ورسالة شكر يعجز اللسان عن وصفها، للأب والقائد الكبير الدكتور رمضان شلَّح ولإخواني في حركة الجهاد الإسلامي ولمؤسسة مهجة القدس جزاكم الله جميعاً عني كل خير. ورسالتي لكم جميعاً أكملوا المشوار حتى يكتمل البناء ونحرر كل الأسرى ونعيد القدس إلى أهلها.

يا أهلي وإخواني وأخواتي: ندائي لكم جميعاً لكل شعبنا ولأبناء أمتنا، ندائي لكم أن تقفوا إلى جانب الأسرى وأن تتفاعلوا معهم وتنصروهم، أدعوكم جميعاً لأن تساندوا الأسرى في معركتهم وفي يوم الأسير الفلسطيني حيث سيبدأ الأسرى إضراباً جماعياً عن الطعام.

شكراً لكم ولوقفتكم ومعاً حتى النصر والتحرير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته