خبر 3 حبات من الأترامال المهربة لغزة تعادل جرعة « كوك »

الساعة 06:39 ص|09 ابريل 2012

غزة

حذر أحد ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية من خطورة العقار المخدر الأترامادول المعروف باسم "أترامال".

وكشف الملازم أول هيثم كلاب أحد أفراد شرطة مكافحة المخدرات في غزة عن خطورة عقار الأترامال وتأثيره الكبير على الجسد.

جرعة كوك

وقال كلاب خلال محاضرة تربوية ألقاها مساء الأحد في مسجد حطين غرب غزة إن كل 3 حبات من الأترامال المهرب تعادل جرعة من "الكوك".

وحملت المحاضرة الأولى من نوعها في مساجد غزة اسم "الأترامادول .. المخاطر والحلول؟"، وشارك فيها حشد من المصلين ضم كافة الأعمار.

وأشار الضابط كلاب إلى أن نفس العلامات التي تظهر على متعاطي "الكوك" تتضح على مدمني عقار الأترامال المهرب إلى قطاع غزة .

وعدَ الضابط كلاب الذي تحدث أمام حشد من المصلين خطر العقار المخدر من نوع "اترامادول" أشد من تأثير الحشيش.

وأضاف "وصل عيار الحبة الواحدة من الأترامال المهرب 225 ملم غرام كما وصل القطاع حديثاً حبوب مخدرة من عيار 250 ملم غرام"، مستغرباً ما وصفه "تدليس البعض" على عقول الشبان باعتباره العقار الخطير المهرب بنفس تأثير العقار الطبي المسكن .

واعتبر كلاب أن الأترامال صنع خصيصاً ليكون مخدراً خطيراً يغرق فيه الشباب الفلسطيني في غزة، محملاً منظمات صهيونية بالوقوف خلف صناعة العقار المهرب للقطاع .

ووصف الملازم أول كلاب الأترامال المهرب إلى قطاع غزة "مجهول المصدر"، مستطرداً "لكن حالياً لم يعد هذا العقار الخطير مجهول المصدر بعد متابعتنا لبعض القضايا تعرفنا على الجهات التي تقف خلف إغراق غزة به".

وأردف الضابط في شرطة المكافحة "فحصت عدة عينات من الأترامال المهرب فتبين أن أقل تحتوي على 30% من الأفيون بينما وجد في عينات نسب أكبر من 50 %"، مشدداً على أن الأترامال المهرب لا يصلح للاستخدام الطبي ولا الآدمي .

وقارن كلاب بين الأترامال الطبي والعقار المخدر المهرب بقوله: "العقار الطبي دواء من فئة المستقبلات الأفيونية يحتوي على نسبة 2% من الأفيون فقط بخلاف الأترامال المهرب الذي تزيد نسبة الأفيون فيه عن 30 %".

ونوه إلى أن الأترامال الطبي لا يصرف إلا في حالات الآلام الشديدة جداً التي لا يستطيع الجسد تحملها كالبتر في الأطراف والجروح العميقة في الجسد.

وتابع "قد يضطر الطبيب لصرف هذا العقار الطبي لكنه لا يستخدم كخيار أول لديه بل يكون كخيار أخير يسبقه استخدام عدة أنواع من المسكنات والمهدئات".

ونفى الضابط كلاب أن يكون العقار الطبي من نوع "ترامادول" هو ذاته المتداول بين أيادي الشبان الفلسطينيين في قطاع غزة.

آفة خطيرة

واستطرد "لا نلقي المعلومات من باب الترف الفكري لكننا نريد إشراك الجمهور وكافة شرائح المجتمع في محاربة هذه الآفة الخطيرة".

وطالب المجتمع بأكمله رجاله ونساءه شبابه وفتياته بالتعرف على خطورة وآثار المواد المخدرة وخاصة عقار الأترامال، مستدركاً "لم يعد هذا العقار يخفى على الصغير ولا الكبير في المجتمع".

وعرض كلاب على المصلين المتابعين للمحاضرة صنفان من عقار "الأترامال" أحدهما المخدر الطبي المعروف بنشراته الصحية ومصدره والآخر للعقار المهرب الذي لا يحوي أي نشرات عن مصدره.

واعتبر أن المخدرات والخمور وكافة أنواع المسكرات تذهب بالمقاصد الخمس التي حددتها الشريعة الإسلامية وتشمل الدين والعقل والنفس والمال والعرض والنسل.

ومضى الضابط كلاب يقول "إذا نزعت إحدى المقاصد الخمسة من أي مجتمع من المجتمعات يؤدي ذلك لضياع هذا المجتمع وأجياله".

واستشهد خلال محاضرته بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تحذر من مخاطر كافة أنواع المسكرات، قائلاً "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأزلام والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه".

وعدَ مكافحة المواد المخدرة وعقار الأترامال الخطير "قضية مجتمع بأكمله" دون إسنادها لجهاز أمني أو جهة شرطية بعينها.

ولفت في حديثه إلى قضية الشاب الغزي الذي قتل والديه قبل عدة أشهر في مخيم البريج نتيجة وقوعه تحت تأثير حبوب أترامال تناولها قبل تنفيذه لجريمته البشعة.

ونفى كلاب أن يكون انتشار عقار الأترامال في قطاع غزة "ظاهرة"، لكنه أكد أن الاحتلال يحارب الشعب الفلسطيني عبر إغراق مجتمعه بهذه الآفة الخطيرة.

العلاج

وزاد الضابط في شرطة مكافحة المخدرات في حديثه "أصبح هذا العقار الخطير المهرب متداولاً بين الشباب الغزي وأصبح له فكر خاطئ في المجتمع".

ولعلاج ظاهرة انتشار الأترامال، أوصى الضابط كلاب بالتزام الصحبة الصالحة واتخاذ القدوة الحسنة والابتعاد عن رفقاء السوء، كما نصح بضرورة شغل أوقات الفراغ بما يفيد.