خبر رسالة تهديد اسرائيلية الى القاهرة -هآرتس

الساعة 08:35 ص|08 ابريل 2012

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: السيناريو الذي بموجبه ستضطر اسرائيل الى العمل بنفسها في سيناء، يجعل بالتالي التعاون بين البدو ومنظمات الارهاب والتوتر بين النظام المصري والبدو، تهديدا استراتيجيا من شأنه نفسه أن يحطم الاتفاق الذي يخشى سلامته الجميع  - المصدر).

سقوط صاروخ غراد في ايلات في ليل يوم الاربعاء والقول المصري في أن النار لم تنطلق من سيناء، أثارت توترا جديدا في العلاقات بين اسرائيل ومصر، وحسب مصادر مصرية نقلت اسرائيل رسالة حادة اللهجة "بل ومهددة" الى المجلس العسكري المصري، حول مسؤوليته عما يجري في سيناء. وحسب المصادر، فان لغة التحذير تضمنت تلميحا بان اسرائيل ستضطر الى العمل بنفسها في سيناء اذا ما استمرت الهجمات ضد أهداف اسرائيلية. التحذير الاسرائيلي الى جانب تقارير في وسائل الاعلام المصرية عن حشد للقوات الاسرائيلية على مقربة من الحدود مع مصر أثارت ردود فعل مضادة جماهيرية أحدها هو لمحرر صحيفة "اليوم السابع"، خالد صلاح، الذي حذر في مقال افتتاحي اسرائيل من مغبة استخدام الذريعة "الكاذبة" للهجوم من سيناء في محاولة لاحداث انقسام في أوساط الشعب المصري. وبزعمه، فان اسرائيل تنشر الاتهام بان أمنها مهدد من الاراضي المصرية وأن الوضع الداخلي في الدولة ولا سيما تعزيز قوة التيار الاسلامي "كما تصف هذه صحف اسرائيل التي توجهها المخابرات والموساد" هي التهديد الأساس. اذا استمرت اسرائيل في اتهام مصر فانها ستكتشف بان المصريين موحدون ضدها.

ومقابل رد الفعل الجماهيري، فان المجلس العسكري الاعلى على علم بضعفه في سيناء، ولا سيما بعد أن "احتلت" ميليشيات بدوية محطتي شرطة في العريش وفي الشيخ زويد وهي لا تدع القوات المصرية تتدخل في تجارة الانفاق التي تجري بين سيناء وغزة.

ردا على ذلك، بدأت مصر منذ الاسبوع الماضي تبعث بتعزيزات الى العريش والى منشآت الغاز، فيما أعلن في حينه أيضا قائد الامن في شمالي سيناء، الجنرال صلاح المصري عن النية لتطهير سيناء من نشاطات الارهاب. وأفاد المصري في حينه ان مجموعة اولى من خمسين شرطيا وعشرات المدرعات دخلوا الى سيناء، ومهمتهم اعادة احتلال محطتي الشرطة والقيام باعمال الدورية على طول خط الغاز منعا للعمليات. وروى المصري اليوم لموقع "المصراوي" على الانترنت بانه تقرر زيادة حجم الدور الامني وان قوة من 150 ضابط شرطة وعشرات المدرعات الاخرى سيدخلون الى منطقة العريش ورفح وسيقومون بأعمال الدورية على طول خط الغاز وسيحاولون العمل ضد صناعة تهريب السلاح عبر الانفاق.

هذه ليست المرة الاولى التي تبعث فيها مصر بالقوات الى منطقة سيناء، ففي شهر تشرين الثاني الماضي صرح المصري بان قواته نجحت في اعتقال المسؤولين على التفجير في انبوب الغاز، ولكن بعد وقت قصير من ذلك فجر الانبوب مرة اخرى، وسيطرة الميليشيات البدوية على الطرق وعلى مواقع الشرطة المصرية.

لقد تحولت سيناء الى مخزن هائل للسلاح والذخيرة تحت تصرف كل من يكون مستعدا لدفع ثمن مناسب للبدو مقابل استخدامها. رئيس الوزراء المصري، كمال الجنزوري أفاد هذا الشهر بانه يوجد في مصر ما لا يقل عن 10 مليون قطعة سلاح غير قانونية هربت الى اراضيها بعد بدء الثورة. هذه الاسلحة، التي تتضمن مدافع ثقيلة، مدافع رشاشة، مدافع اطلاق الصواريخ والراجمات وصلت من ليبيا والسودان، وبعضها هرب على حد قوله من اسرائيل أيضا. وافادت مصادر أمن مصرية لوسائل الاعلام المصرية بانه كل يوم تضع قوات الامن يدها على شحنات من الاسلحة وانه يبدو ان "لكل عائلة في مصر توجد أسلحة اليوم". كميات كبيرة من السلاح انتقلت أيضا الى سيناء وهي تباع الى غزة أو الى المنظمات العاملة في سيناء. في الماضي أفادت "هآرتس" بان الفرع اليمني لمنظمة القاعدة أقام قاعدة سلاح وتسليح لنشطائه في غزة، وقبل ذلك عملت في سيناء منظمات متطرفة وجدت مأوى في وسط سيناء، في مواقع لم ينجح الجيش المصري في الوصول اليها.

وتعترف السلطات المصرية في أنه بدون التعاون مع العشائر البدوية لن تنجح أي عملية عسكرية، ولكن مثل هذا التعاون يحتاج الى استثمار مقدرات اقتصادية هائلة بدءا باقامة خطوط مياه، شبكة كهرباء، بناء مدارس وبالاساس خلق اماكن عمل في المنطقة التي يصل معدل البطالة في بعض من التجمعات السكانية الى 90 في المائة. منذ اسقط مبارك وعينت حكومات مدنية من قبل المجلس العسكري سمع بدو سيناء الذين يعدون نحو 360 ألف نسمة، تصريحات ووعود عديدة عن نية الحكومة تحسين أوضاعهم. ولكن حتى الان عقدت عدة لقاءات مع رؤساء العشائر أما الاستثمارات الحقيقية فلم تأتي. بدونها ستواصل العشائر الاضطرار الى صناعة التهريب ومساعدة منظمات الارهاب كي تعيش.

التوتر بين الحكومة المصرية وبين البدو يتجاوز الان جدا العلاقات التي بين النظام المصري ومواطنيه. وهو يهدد شبكة العلاقات الهشة بين اسرائيل ومصر، بالذات حين يصرح المجلس العسكري الاعلى وحركة الاخوان المسلمين التي ستسيطر في الدولة، عن تمسكهما باتفاقات كامب ديفيد. السيناريو الذي بموجبه ستضطر اسرائيل الى العمل بنفسها في سيناء، يجعل بالتالي التعاون بين البدو ومنظمات الارهاب والتوتر بين النظام المصري والبدو، تهديدا استراتيجيا من شأنه نفسه أن يحطم الاتفاق الذي يخشى سلامته الجميع.