خبر البحث عن الجدة اليهودية -يديعوت

الساعة 08:23 ص|08 ابريل 2012

البحث عن الجدة اليهودية -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

حان الآن وقت ان يُطبق ذوو التصريحات عندنا شفاههم ويصمتوا وألا يردوا بتنهد الصعداء ولا باعلانات فرح على تصريح الجنرال عمر سليمان، رئيس الاستخبارات المصرية سابقا ونائب وزارة للحظة واحدة، عن نيته ان ينافس على الرئاسة المصرية. وكل كلمة تصدر منا حتى من غير ان نعلم ستعزز نظرية المؤامرة التي تشيع في القاهرة والتي تقول ان الامريكيين يفعلون كل شيء من وراء الستار لافساد الامور على المرشحين من المعسكر الاسلامي، وان اسرائيل تُدبر في الخفاء من اجل سليمان.

كيف يُحرق مرشح لمنصب رئيس مصر القادم؟ ينبشون مثلا كما فعلوا في صحيفة "نيويورك تايمز" ويستلون الجنسية الامريكية في عائلة المرشح الاسلامي حازم أبو اسماعيل بقصد رفض ترشحه. أو يكشفون عن ان عمر موسى، وهو من بينهم جميعهم خاصة بصفة قريب قربا دمويا من ممثلة السينما المشهورة راحيل ابراهيم اليهودية التي أسلمت.

في الشهر ونصف الشهر اللذين سيفصلان بين اغلاق قوائم المرشحين للرئاسة حتى التصويت في صناديق الاقتراع لن توجد لحظة ضئيلة الشأن، فنحن والامريكيون تحت عدسة تكبير، وقد جند حاكما سيناء في الجنوب والشمال والمسؤول الكبير عن الأمن أنفسهم لانكار اطلاق القذائف الصاروخية على ايلات. وبحسب رواية الحاكم الاول فان هذه اشاعات تنشرها اسرائيل بنية زعزعة الأمن عندهم. وبحسب الحاكم الثاني فانه اذا أُطلقت قذائف صاروخية على ايلات فانها تكون سقطت من السماء لا من سيناء بأية حال من الأحوال. ويُقسم المسؤول الرفيع المستوى قائلا نحن نجري دوريات تفتيش على مدار الساعة وتحظى كل حركة مريبة (وهذا صحيح لكن على محاور الحركة المركزية فقط) بعلاج فوري. وطوبى لمن يُصدق.

مرت ثلاثة اشهر تقريبا منذ عرض رئيس حكومة مصر كمال الجنزوري المبادرة الطموحة لشفاء سيناء. وقد وعد نصف المليون من البدو بقوله ستكونون من لب لباب مصر الكبرى مع برامج رفاهة ومدارس وصحة واماكن عمل. وسيُمحى التمييز والظلم. ومع ذلك تقترح المبادرة الاقتصادية ان يتم اسكان ثلاثة ملايين شاب عاطل من مصر في أنحاء سيناء. فكيف سيرتبون خطة التقسيم؟ ومن سيكونون أصحاب السيادة في سيناء؟ ومن أين سيقشرون الميزانيات؟ ومن سيعالج بؤر الارهاب ويوقف اعمال التهريب الى أنفاق غزة؟ والى الآن لم يحدث شيء في الايقاع المصري وسقطت صواريخ غراد على ايلات.

تدخل مصر اليوم حملة انتخابات لم تعرفها في سني مبارك الثلاثين. وليست هي "الرئيس" في مواجهة عدم مرشحين، ولا وسائل اعلام تتلقى نصوصا من القصر ويعلم المحررون الرئيسيون ان مصيرهم الشخصي متعلق بعمق الطاعة. يجب على عمر سليمان ان يُبرز ثلاثين ألف توقيع من مؤيديه وأن يُشمر عن ساعديه وان يخرج في حرب عالمية في مواجهة عمر موسى الذي يحرث الميدان حرثا عميقا ولا يكل للحظة، وبازاء خيرت الشاطر، صاحب الملايين من حركة الاخوان المسلمين.

تتوق مصر ما بعد المظاهرات في التحرير الى زعيم ذي تجربة وسلطة وقوة حضور ونوافذ مفتوحة للعالم الكبير. وسيحتار عشرة ملايين شاب من ذوي حق الانتخاب حتى آخر لحظة هل يصوتون لسيد المخابرات سليمان وهو الوحيد من الحلقة القريبة من مبارك الذي لم يُطرح في السجن أم لموسى الذي يحاول ان يخفي صوره مع السيجار والويسكي، أم يسايرون صيغة "الله هو الحل" ويولون صاحب الهاي تيك الاسلامي في رئاسة الهرم.

اقرأ الآن "منتصف النهار" الجديد الذي كتبه البروفيسور ساسون سوميخ عن نجيب محفوظ، الفائز المصري بجائزة نوبل. وقد صودرت قصصه الرائعة عن الرجل الصغير البائس صاحب الشهوة للحياة الذي لا أمل بأن يصارع القبضة الحديدية للسلطة سنين طويلة في مصر الاستبدادية. وسيتم تذكر المرحوم محفوظ عندنا ايضا بسبب تأييده الشجاع للسلام الذي كلفه محاولة اغتيال له في وضح النهار. وأتساءل لو كان حيا ماذا كان عنده يوصي به ركاب السفينة المصرية المرتجفة ومن كان ينتخب لمنصب الربان.