خبر فصح سعيد؟- هآرتس

الساعة 08:59 ص|05 ابريل 2012

فصح سعيد؟- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: مظاهرة قساوسة ضد الاحتلال هي مؤشر آخر على الاعصاب الثائرة المتزايد في المناطق. نحو 60 في المائة من الفلسطينيين يخافون من اسرائيل، ولكن معدل مشابه معني بحل الدولتين - المصدر).

        الجالية المسيحية المتناقصة في المناطق وفي شرقي القدس تعتبر جهة معتدلة نسبيا. قلائل من ابنائها وبناتها يقعون في خطايا العنف. ولهذا السبب، فان مسيرة الشعانين التي سارت من جبل الزيتون نحو البلدة القديمة يمكنها ان تشكل مقياسا لمزاج الفلسطينيين في ضوء الجمود في المفاوضات بين اسرائيل والقيادة في رام الله وفي مفاوضات المصالحة بين القيادة في رام الله والقيادة في غزة. لاول مرة خرق القساوسة شروط الترخيص ولونوا الحدث الديني بيافطات سياسية تندد بتقييد حرية العبادة في القدس. وقد احتجوا على أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي بخيلة في التصاريح التي تسمح لسكان المناطق المسيحيين من الصلاة في كنيسة القيامة.

        قبيل عيد الفصح الذي يحل يوم الاحد القادم، أظهرت اسرائيل القليل جدا من السخاء، ولكن هذه السنة ايضا ليس كل مؤمنا مسيحيا في نابلس سيحظى بالعبور في طريق الآلام للحواجز كي يزور طريق آلام المسيح. قادة 80 كنيسة في المناطق وقعوا على كتاب احتجاج ضد السفير الاسرائيلي في واشنطن، ميخائيل اورن، الذي دعا في مقال نشر في "وول ستريت جورنال" بان المسلمين ينكلون بالطائفة المسيحية. وقد كتبوا بان محاولة اورن تحميل المسلمين المسؤولية عن الوضع الصعب للطائفة المسيحية هي "تلاعب في الحقائق، يرمي الى التغطية على الضرر الذي يلحقه الاحتلال الاسرائيلي بالمؤمنين المسيحيين".

        تقرير جديد للاتحاد الاوروبي يقتبس عن زعماء مسيحيين في المناطق وفي شرقي القدس، يدعون بان مصادرة الاملاك، تقييد البناء، مشاكل الضريبة ومصاعب القساوسة في الحصول على تصاريح اقامة هي الاسباب الاساس للتقلص المتواصل للطائفة المسيحية وضياع الطابع المسيحي للبلدة القديمة. ولم يشيروا الى عادة المستوطنين المتطرفين في البصق على وجه رجل دين مسيحي.

        مؤشر آخر على العصبية المتزايدة في المناطق كان الاسبوع الماضي في اجتماع القمة العربية في بغداد. فالرئيس محمود عباس لم يولي هذه المرة انتباها خاصا للبحث في مبادرة السلام العربية (التي اقرت بالاجماع). فقد عني اساسا بحث خطة طوارىء اقتصادية استقبالا لاحتمال ان تجمد اسرائيل تحويل أموال الضرائب الى السلطة الفلسطينية – كرد على لجنة التحقيق في شؤون المستوطنات التي شكلتها الامم المتحدة. من أجل اعفائها من التعلق باسرائيل، التزمت الجامعة العربية بان تودع في صندوقها 100 مليون دولار في الشهر (التجربة تفيد بانه لدى السعوديين وجيرانهم، الوعود في جهة والتحويلات في جهة اخرى).

        يريدون ولكن يخافون

        استطلاع أجراه د. خليل الشقاقي في كانون الاول 2011 في المجتمع الفلسطيني يؤكد التخوف المتزايد في أوساط محافل الامن الاسرائيلية – وكذا الفلسطينية – من أنه تكفي شرارة كي تعيد اشعال المناطق من جديد. فقد وجد الاستطلاع ان 60.2 في المائة من الفلسطينيين يؤمنون بان اسرائيل تتطلع الى السيطرة على المناطق وطردهم من اراضيهم. 21.8 في المائة يعتقدون بان اسرائيل ستضم المناطق وتمنع عنهم حقوقهم المدنية.

        الانباء الطيبة هي أن نحو 60 في المائة من الفلسطينيين معنيون بتسوية تقوم على أساس المبادرة العربية (او السعودية) لانهاء النزاع واقامة دولة فلسطينية في حدود 67. استطلاع لمعهد داحف باشراف د. مينا تسيمح، اجري في شباط في اوساط السكان اليهود الراشدين في اسرائيل، يظهر بان الاسرائيليين ايضا مصابون بالخوف من الجيران وانهم في نفس الوقت معنيون بان يديروا معهم مفاوضات على اتفاق طلاق وتقسيم الاملاك: 70 في المائة من اليهود الاسرائيليين يؤمنون بان اليهود يريدون تصفية اسرائيل، ولكن ذات النسبة تقريبا تؤيد حل الدولتين، او فدرالية دولتين ذاتي سيادة.

        هذه الاستطلاعات اضيفت الى رسالة ارسلت هذه الايام الى رئيس الوزراء والوزراء بدعوة لاتخاذ مبادرة سياسية كي يضمن الا تفقد اسرائيل طابعها اليهودي والديمقراطي. وبادرت الى الرسالة مجموعة "القاسم المشترك" التي اقامها البروفيسوران دافيد هرئيل ويونا روزنفيلد، د. باروخ عوفاديا، د. شاي بن يوسف (من سكان مستوطنة عوفرا)، روت روزنفيلد وآفنر هرماتي. والى جانبهم وقعت على الرسالة البروفيسورة ريفكا كارمي، رئيسة جامعة بن غوريون في النقب والبروفيسورة عليزا شنهر رئيسة كلية سهل يزراعيل، البروفيسوريون شمعون اولمن، مئير حيت، مناحيم بيش، ايتمار بروكتشيا ونفتالي روتنبرغ وكذا ميخائيل بن يئير المستشار القانوني السابق للحكومة، المحامية تاليا ساسون، السفير السابق ايلان باروخ ورجل الاعمال كوبي هوبرمان.

        "من استطلاعات أجريت في الاشهر الاخيرة... يتبين أن اغلبية هامة من الاسرائيليين والفلسطينيين يرغبون في انهاء النزاع ويتوقعون من قياداتهم أن يقودوهم نحو ذلك"، كتب أعضاء المجموعة. "في الطرفين يوجد فهم بان مساواة الحقوق المدنية والسياسية هي الشرط لتحقيق اتفاقات قابلة للحياة. ومع ذلك، في أوساط الشعبين توجد مخاوف وشبهات ثقيلة بالنسبة لنوايا كل جهة تجاه نوايا الجهة الاخرى. عمل موجه من زعماء الشعبين لتبديد هذه المخاوف هو عنصر حرج في خلق واقع سلام".

        وهم يقترحون على القيادة السياسية العمل على خلق الظروف لبناء نسيج علاقات من التعاون بين اسرائيل وشعوب المنطقة لضمان استقرار الاتفاقات وتعميق الثقة بين الشعبين. لهذه الاتفاقات على حد قولهم يمكن أن تكون مساهمة هامة جدا في تخفيض الخطر الايراني. وقد اختتمت الرسالة بالكلمات التالية: "من الحيوي ان يكون مواطني اسرائيل، الذين قد يكونوا مطالبين بتعريض حياتهم للخطر للدفاع عن الدولة، على قناعة بان قيادتهم تفعل كل ما هو ممكن، لمنع سفك الدماء وضمان السلام للاجيال القادمة".