خبر العودة إلى الاستكشاف..حسام كنفاني

الساعة 08:29 ص|05 ابريل 2012

لم يطل طويلاً انتظار حصيلة المشاورات العربية مع القيادة الفلسطينية حول مستقبل عملية التسوية . حصيلة ليست على ما يتمنى أي فلسطيني تابع بورصة مواقف المسؤولين والسقوف العالية التي رفعوها، وهم مدركون أنها في النهاية ستنهار فوق رؤوسهم . هذا ما بدا واضحاً من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن لقاء قريب سيجمع كبير المفاوضين صائب عريقات مع إسحق مولخو، كبير مساعدي رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو .

هل هي عودة للمفاوضات الاستكشافية إذن؟ سؤال يطرحه كل فلسطيني على نفسه وهو يسترجع شريط التصريحات الممتدة منذ ما قبل السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي وضعه الفلسطينيون حداً لنهاية مهلة الأشهر الثلاثة التي وضعتها اللجنة الرباعية للمفاوضات التمهيدية، التي أطلق عليها اسم “استكشافية”، قبل الانتقال إلى مفاوضات الوضع النهائي .

 

الفلسطينيون التزموا مبدئياً بكلامهم ما بعد هذا التاريخ، ملوحين بسلسلة من الخيارات في مواجهة التعنت “الإسرائيلي” . لكن من استمع إلى هذه الخيارات؟ ومن صدق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في طريقه إلى اتخاذ خطوة استثنائية لوضع حد للمماطلة “الإسرائيلية”؟ ومن اقتنع بأن المجتمع الدولي، والمنظومة العربية، هما في وارد تحمل تبعات أي من الخيارات هذه، مهما صغرت أو كبرت؟

 

الإجابة واضحة: لا أحد . وها هي الأيام تثبت أن كل ما قيل ورفع لمواجهة الرفض “الإسرائيلي” لكل الشروط، أو المطالب الفلسطينية، ليس له أي سند، لا من الغرب ولا من العرب . فالقضية الفلسطينية حالياً مركونة على الرف، ليست في صدارة الاهتمامات في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة، ولا هي طارئة كغيرها . لسان حال العرب والغرب يقول إن “القضية الفلسطينية منتظرة منذ أكثر من 60 عاماً، ولا ضير في انتظارها عاماً أو عامين إضافيين” .

 

لم يخرج أحد ليعلن هذا على الملأ، غير أن المعطيات السياسية خلال الأشهر القليلة الماضية تؤكد أن هذا ما يفكر فيه الآخرون غير الفلسطينيين . لعل القمة العربية تشكّل الدليل الأكبر على مثل هذا التوجه . فغير محمود عباس والرئيس التونسي المنصف المرزوقي، لم يأت أحد على ذكر القضية الفلسطينية واستحقاقاتها والجمود الذي تعيشه مفاوضاتها، ولا الغبن الذي يرزح تحته أهلها . الكل كان منشغلاً بشيء آخر عنوانه “الثورة السورية” أو “الأزمة السورية”، فكل تسمية تنطلق من خلفيات وتفسيرات بأبعاد سياسية . حتى البيان الختامي للقمة العربية جاء على ذكر القضية لماماً، ولم تحتل الأولوية، واقتصر على الوعود والتعهدات التي شبع منها الفلسطينيون من دون أن يصل إليهم منها شيء .

 

فلسطين وقضيتها باتا في المرتبة الثالثة أو الرابعة من اهتمامات العالم حالياً، وأبو مازن يفضل تقطيع الوقت ب “الاستكشاف” إلى أن يتغيّر الواقع .