خبر انتخابات حماس والأسئلة المثارة ..مصطفى الصواف

الساعة 08:26 ص|05 ابريل 2012

في كل دورة انتخابية لحركة المقاومة الإسلامية حماس تثار العديد من التساؤلات لدى الصحفيين ووسائل الإعلام والمراقبين والسياسيين والمحللين حول الانتخابات وقوانينها ومرشحيها وموعدها وكيفية الاختيار؟ ولماذا سرية الانتخابات؟ وكيف يتم توزيع القيادة بين الداخل والخارج؟، وهل هناك تغييرات في الأوزان للمناطق؟ وهل حصة الأسد للداخل أم للخارج في ظل المتغيرات الحادثة في المنطقة، وهل سيبقى خالد مشعل على رأس المكتب السياسي، وكثيرة هي الأسئلة المثارة حول هذا الموضوع.

وهذه الأسئلة في عرفي كصحفي وإعلامي هي مشروعة ومنطقي البحث عن إجابات عنها من أي جهة كانت ويا حبذا من قلب حماس وعلى لسان قادتها، لأن هذا جزء من مهام الإعلام وهو تسليط الأضواء على الأحداث، ويزداد هذا التسليط في ظل المتغير المتسارعة والحادثة داخليا وخارجيا ومهم لحركة بوزن حركة حماس وأثرها الفاعل على الأرض داخليا وخارجيا، لذلك هناك محاولات لاكتشاف الجديد والبحث عن خبايا الأمور داخل الحركة وخاصة قضية الانتخابات والتي ستفرز قيادات ومؤسسات تلعب دورا في الحياة السياسية والعامة لدى الشعب الفلسطيني.

ولكن ما يجب التأكيد عليه أن الانتخابات في حركة حماس رغم أهميتها للجمهور العام الداخلي والخارجي إلا أنها في المقام الأول هي انتخابات تنظيمية تتعلق بقواعد التنظيم وتحكمها القوانين واللوائح الخاصة بالتنظيم وتسير وفق هذه القواعد التي وضعتها مؤسسات الحركة وارتضت الاحتكام إليها وشرحت لقواعدها تفاصيل العملية الانتخابية وفق القوانين المعمول بها.

والانتخابات في حماس هي استحقاق يتم كل مدة من الزمن قد تتغير في مرحلة عن مرحلة بمعني قد يكون هناك اتفاق على أن تكون الدورة كل عامين أو ثلاثة أو أربعة كما سيجري عليه الانتخاب هذه الدورة، كما أن الانتخابات في حماس لا ترشيح فيها ولا دعاية انتخابية ويترك للفئة التي حددتها اللوائح الداخلية للحركة أن تختار من تشاء من أعضاء الحركة التي حددتها اللوائح دون أي تأثير داخلي أو خارجي لصناعة تكتلات أو تحيز لمجموعة أو شخص، فالفرد في الحركة ممن يحق لهم الترشيح سيطلعون على من يحق لهم الترشح بشكل حر ويختارون من يمثلهم في المجالس ومجالس الحركة كل حسب مهامه واختصاصه ،وتعمل الحركة في كل مرة على تدارك بعض الإشكاليات والسلبيات التي قد تحدث وتستخلص العبر وتعدل في اللوائح وفق تحقيق المصلحة ومن يقوم بالتعديل بالحذف أو الإضافة مؤسسة صاحبة اختصاص حرصا على البناء التنظيمي وسلامة الشورى فيه وكفالة حق كل عنصر بالاختيار الحر بما يخدم مصلحة التنظيم.

مهم أن يعرف الجمهور الخارجي بأن هناك انتخابات في حركة حماس كتنظيم وأن هذه الانتخابات تجري وفق أفضل النظم الديمقراطية ولا أبالغ إذا قلت بل تتقدم على الديمقراطيات كلها في شفافيتها وسموها وسلامة الإجراءات وفق ما ارتضته مؤسسات الحركة الشورية وأقرته.

لكن ليس من المهم أن يطلع الجمهور الخارجي على موعد أو تاريخ هذه الانتخابات باليوم والساعة وكافة التفاصيل المتعلقة بكيفية الاختيار والقوانين واللوائح وأماكن الاقتراع أو الانتخاب وغيرها من الإجراءات الانتخابية؛ لأن كل هذا الأمر ليس للجمهور الخارجي شأن فيه؛ لأنه ليس مجالا لوسائل الإعلام أو مادة للحديث خارج أروقة التنظيم، لأن الانتخابات في حماس ليست بحاجة إلى مراقبة خارجية، لأن هذه الانتخابات محصنة من خلال لجان رقابية وقضائية معينة من قبل الحركة ويتم فيها بالفصل في أي مخالفة أو منازعة أو حق والحَكم هو القانون واللوائح المقرة، من يخالفها يعد مخالفا وهذه المخالفة ستتوجب بطلان ما نتج عنها ليعاد تصحيح الخطأ الناتج عن المخالفة.

حركة حماس حركة شورية مؤسساتية والانتخابات فيها وسيلة وليست غاية والمكلفون وفق الاختيار الحر ملزمون بهذا الاختيار، والاختيار في عرف حماس هو تكليف وليس تشريف وهو مغرم وليس مغنم، وهي أمانة يسأل عنها من وضعت في عنقه يوم القيامة هل أداها بحقها، أسال الله أن يعين من سيحمل هذه الأمانة على إحقاق الحق وفق ما أراد الله عز وجل.

وعلى الإخوة الإعلاميين ووسائل الإعلام أن لا ينجروا كثيرا وراء معلومة من هنا أو تسريبة من هناك، والجزء الذي يهمهم وهو القيادة السياسية قد يكشف عن جزء منها وفق مقتضيات المصلحة والجزء الأخر سيبقى في أضيق الحدود التنظيمية وقد لا يكشف عنه أمام الإعلام وشهوته في معرفة التفاصيل.