خبر صحيح جزئيا- يديعوت

الساعة 09:00 ص|04 ابريل 2012

بقلم: سيفر بلوتسكر

لخّص نتنياهو أمس في مؤتمر صحفي سني حكومته الثلاث. وكان ذلك مؤتمرا صحفيا كلاسيكيا من النوع الذي لم نره منذ زمن عندنا. فبخلاف رؤساء حكومات اسرائيل، يستطيع رؤساء دول صغيرة مثل الولايات المتحدة وفرنسا ان يعقدوا كل بضعة اسابيع مؤتمرات صحفية ويُجيبوا بلا اعداد سابق عن اسئلة المراسلين. وينبغي لذلك ان نأمل ان يصبح إتمام المؤتمرات الصحفية عادة عند رئيس الحكومة من غير صور صبيانية شيئا ما اذا أمكن. لا يمكن تبسيط أي شيء مما قاله نتنياهو بتصوير صورة شجرة وفيلم دعائي قصير بوحي من مسلسل تلفاز لاطفال صغار. فحياتنا هنا معقدة جدا وصعبة جدا.

ان تلخيص رئيس الحكومة بطبيعة الامر ايجابي بلا تحفظ. وهو يرى أنه كان لحكومته انجازات فقط. وهو يعتمد على المعارضة ان تعد الاخفاقات. لكن السيد نتنياهو قد انساق. فعلى سبيل المثال لم تخفض حكومته الضريبة على الوقود بـ 88 أغورة بل بـ 20 أغورة فقط (ولثلاثة اشهر فحسب). وينبع الفرق من ان نتنياهو يعتبر عدم رفع ضريبة "البلو"، التي خُطط لأن تكون للسنة الماضية ولهذه السنة، باعتبارها "تخفيضا". وليس هذا صحيحا لا موضوعيا ولا من جهة الحقيقة: فرفع ضريبة "البلو" على الوقود قد اشتملت عليه الميزانية لسنتين التي أُجيزت في الحكومة والكنيست وأُلغي بضغط الاحتجاج فقط. وما كنت لأُعرف هذا على أنه انجاز للحكومة.

ولا يستحق علاج السكن ايضا ان يعتبر انجازا، فأسعار الشقق اليوم أعلى بنحو من 50 – 60 في المائة مما كانت قبل ثلاث سنين حينما تولى نتنياهو رئاسة الحكومة. صحيح أن احتياطي الشقق قد زاد وأن البدء في البناء قد زاد، لكن هذا رد طبيعي من السوق العقارية على الطلبات الطاغية لا نتيجة سياسة حكومية خاصة. وسيتم التعبير عن هذه الاخيرة على الارض بعد سنة. وآنئذ فقط سيكون من الممكن ان نحكم على نجاحها أو فشلها. لكنه يثور قبل ذلك سؤال أكان لحكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو أصلا سياسة إسكان متسقة أم أن وزراء مختلفين فعلوا ما يحلو لهم وردوا على الأكثر بين الفينة والاخرى على غضب الجمهور فحسب؟ ويبدو ان الجمهور نفسه لا يرى هنا سياسة، بل يرى ارتجالا وترقيعا.

وينسب نتنياهو الى نفسه ايضا فضل توصيات لجنة تريختنبرغ. ومن المؤكد ان في هذا صدقا شاعريا: فقد كان انشاء اللجنة وتعيين البروفيسور تريختنبرغ رئيسها اجراءا سياسيا لامعا وعبقريا لرئيس الحكومة. ومع ذلك قدمت اللجنة توصيات ما كان من السهل على نتنياهو ان يهضمها ولا سيما في مجال فرض الضرائب. وقد عُرضت عليه تلك التوصيات حقا في مطلع 2011 من قبل رؤساء المالية (لا وزير المالية) ورُفضت رفضا باتا. واحتيج الى صيف ساخن من الاحتجاج والتظاهر لمئات الآلاف لاقناع رئيس الحكومة بأن يغير اتجاهه تغييرا كاملا. وله الاحترام كله أن فهم خطأه وتراجع عن خطته لخفض آخر لضريبة الشركات وضريبة دخل الأغنياء. لكن لا يمكن ان يعتبر هذا التحول القسري بأنه "انجاز للحكومة".

ولم تكن توصية اخرى للجنة وهي منح جميع أولاد اسرائيل من سن الثالثة تربية بالمجان، لم تكن جزءا من أية ميزانية لحكومة نتنياهو ولم تظهر في قانون الترتيبات. ويُقال في فضل نتنياهو انه أدرك فورا القوة الانتخابية للتوصية وتلقفها بيديه الاثنتين. ومن المؤسف أنه نسي الجزء الثاني تماما وهو المكمل من تلك التوصية وهو الانفاق على التربية الالزامية لأولاد اسرائيل من التقليص من ميزانية الدفاع. فقد زادت ميزانية الدفاع بستة مليارات شيكل ولم يوجد مناص في نهاية الامر من رفع الضريبة لسدها.

يستطيع نتنياهو باعتباره رئيسا للحكومة ان يكون راضيا عن انجازاته الحقيقية وبينها انخفاض نسب البطالة واصلاحات بنيوية مهمة وتضخم مالي منخفض وعجز منخفض (نسبيا) للميزانية وحفاظ على اطارها، ونضال للاحتكار واتحادات الشركات وارتفاع تدريج اعتماد اسرائيل وتحرير مكثف لاراض للبناء في المستقبل، وانخفاض ضئيل لنسبة الفقر وغير ذلك، وذلك كاف. فلماذا يُفسد الانطباع بضم انجازات ليست له؟.