خبر انتخابات حماس: توقع صعود قادة ميدانيين

الساعة 07:20 م|03 ابريل 2012

فلسطين اليوم

تستعد حركة «حماس» لاختيار مجلس شورى الحركة من خلال انتخابات سرية، على أن يختار هذا المجلس أعضاء المكتب السياسي للحركة، وسط توقعات عدد من المحللين بصعود نجم قادة ميدانيين، مع الحفاظ على براغماتية الحركة.

وقال مسؤول في «حماس» طلب عدم الكشف عن اسمه إن «الانتخابات ستبدأ نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل» لاختيار أعضاء مجلس الشورى، الهيئة القيادية الوسيطة بين قواعد «حماس» والمكتب السياسي الذي يمثل أعلى هيئة قيادية لأكبر حركة إسلامية فلسطينية. وأضاف أن «الأمور مرهونة بظروف كل منطقة وقد تستمر أكثر من شهر».

وأوضح مصدر في «حماس» أن انتخابات مجلس الشورى تنظم في «سرية تامة» لاختيار أعضاء المجالس الأربعة التي يتألف منها في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج إضافة إلى داخل السجون الإسرائيلية. وأكد أن «الحركة انتهت من الترتيبات والإعداد لمرحلة الانتخابات الداخلية بما يضمن نجاحها ونزاهتها وشوريتها»، موضحاً أنها «تبدأ في المستويات المناطقية الدنيا».

وكل واحد من هذه المجالس الأربعة يمثل لجنة تتولى التنسيق مع المكتب السياسي للحركة بعد اختياره من الشورى. ويرفض قادة حماس في غالبية الأحيان، الخوض في أي حديث يتعلق بالأمور التنظيمية والانتخابات الداخلية للحركة.

ويرى البروفسور وليد المدلل أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة، أن حماس «لا يمكنها كشف كل أوراقها لأنها لا تزال في معركة مفتوحة مع الاحتلال المتربص بها».

وعن آلية الانتخابات قال مصطفى الصواف المختص في شؤون الحركات الإسلامية «لا أحد يملك ترشيح نفسه ولا توجد دعاية انتخابية أو تكتلات، فهناك فئات محددة يتم اختيارها بقوائم الانتخابات وفئات معينة يحق لها الانتخاب وفق القوانين واللوائح التنظيمية».

وقال المصدر في «حماس»: «يفترض إتمام الانتخابات قبل نهاية نيسان (أبريل) الحالي لكل الأطر بدءاً بمجالس الشورى المناطقية (في كل منطقة على حدة) ثم يتم فرز أعضاء مجلس الشورى العام الذي يمثل الداخل والخارج والأسرى في السجون الإسرائيلية». وأوضح أن هذه انتخابات «اعتيادية دورية» للحركة و «لا علاقة لها بأي تطور سياسي أو في المنطقة العربية ولا علاقة لها بصعود الإخوان المسلمين خصوصاً في مصر».

و «حماس» التي أسسها الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل قبل سنوات عدة، خرجت من رحم جماعة «الإخوان المسلمين»، ويمكن ملاحظة ظهور اسم «الإخوان» في مناسبات وفعاليات عدة في قطاع غزة.

وقال المصدر في «حماس» إن بعد الانتهاء من تشكيل مجلس الشورى العام «تجرى انتخابات لاختيار أعضاء المكتب السياسي ورئيس المكتب السياسي بموافقة الشورى وفق آليات خاصة ومحددة متفق عليها في أطر الحركة». وتابع «لا يتم الإعلان عن مكان عقد الانتخابات الشورية أو للمكتب السياسي. لكن لدى الحركة في شكل عام خيارات عدة ومراكز وجود لا يعجزها المكان».

 ويكون رئيس مجلس الشورى عضواً في المكتب السياسي. وتأخذ «حماس» في الحسبان التوزيع الجغرافي والسياسي و»اعتبارات حركية» في توزيع المناصب القيادية. ويعتبر أي تغيير أو زيادة لأعضاء المكتب السياسي من اختصاصات الشورى وفق المصادر. ودار نقاش بين قيادات الحركة في شأن إعادة انتخاب مشعل رئيساً للمكتب السياسي أو فتح الباب أمام قادة آخرين مثل نائبه موسى أبو مرزوق والقادة محمود الزهار ونزار عوض الله وإسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة.

 وكانت «حماس» أعلنت في كانون الثاني (يناير) في بيان أن مشعل أبلغ مجلس الشورى «برغبته ألا يكون مرشحاً لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية المقبلة». لكن مصادر في الحركة أكدت أن عدداً من قادتها «يفضلون إعادة انتخابه لخبرته الطويلة وحنكته السياسية وعلاقاته الواسعة في العالمين العربي والإسلامي».

 وعن إمكانية ترشيح أشخاص آخرين بدلاً من مشعل قال مصدر «هذا أمر سابق لأوانه. المنصب تكليفي وليس تشريفياً، وكل المواقع في الحركة مفتوحة أمام الجميع». وتوقع المدلل حفاظ «حماس» على نهجها «البراغماتي استجابة للتطورات في المنطقة ورغبة بتحسين علاقتها مع الآخرين» على رغم أن عدداً من القادة الميدانيين «ربما يصعدون في الانتخابات المقبلة بحكم قربهم من القواعد».

 لكن المدلل رأى أن أي دعوة لمزيد من البراغماتية في «حماس» يمكن «أن تحدث إشكاليات لأن بعض العناصر ترى فيها انتكاسة على الأهداف والثوابت».