خبر ثمانية في أعقاب واحد -هآرتس

الساعة 08:40 ص|03 ابريل 2012

بقلم: أسرة التحرير

الرقم 8 يثير السحر، أو ربما الرعب، على بنيامين نتنياهو. 8 شيكل للتر البنزين في اوكتان 95 – مستوى أعلى (حاليا) لسعر الوقود. الثامنة مساء – ساعة النشرة الاخبارية في التلفزيون. ربط الرقمين بثمانية مضاعفة من شأنه أن يكون مدمرا لسياسي يخشى من التذمر المتزايد لجمهور خائب الامل، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات. النتيجة: التفافة حدوة حصان فزعة، قبيل بث الاخبار، وتخفيض ثلاثة أرباع الغلاء المتوقع بحيث يتوقف سعر الوقود عند 8.

        في اليومين ما بعد انعطافة منتهى السبت انطلقت معاذير مختلفة من جانب المشاركين فيها. وزير المالية يوفال شتاينتس نفى ان يكون القرار اتخذ "في الثامنة الا عشر دقائق" وقال انه في الساعة الثامنة الا عشر دقائق نشر البلاغ عنه. نتنياهو استغل الاعلام الصامت، الذي يوثق خطاباته في بداية جلسات الحكومة دون أسئلة حرجة، كي يبرر رفع سعر الوقود بالحاجة الى شراء بطاريات اخرى من القبة الحديدية.

        من هنا فان من يعارض غلاء الوقود مستعد لان يتعرض السكان المدنيون الى ضربات الصواريخ، فقط كي يتمكن من أن يشحن سيارته بالوقود زهيد الثمن لمتعته الخاصة؛ ولكن اذا كان هكذا هو الحال، فلماذا اكتفى نتنياهو بربع الغلاء الذي خطط له، تخلى عن الضريبة اللازمة لتمويل النفقات ولم يرسم مسبقا ميزانية دفاع مناسبة لشراء منظومات اعتراض الصواريخ لتحمي اسرائيل كلها دون ان ينتظر رأفة الامريكيين الذين يقيدون الاستقلالية والسيادة اللتين يتباهى بهما؟

        الوقود وثمانية شواكله، والتي من شأن الاسرائيليين ان يتوقوا لها لاحقا اذا ما اشتد التوتر الاقليمي والعالمي مع ايران، هي مجرد مثال على زعامة نتنياهو الهزلة. رئيس الوزراء يتفاجأ بان يكتشف كل شهر، قبيل نهايته والتحديث التقليدي لسعر الوقود، بان المؤشر يرتفع الى الاعلى. هذا ليس هجوما مفاجئا لصواريخ شهاب، بل مجرد عملية حسابية قابلة للتعويض بتخفيض الضرائب، ولكن هكذا تفكر الحكومة وتقرر. ولكن عنوان "نقرر" لاجمالات الحكومة مضلل. البدائل الاصح هي "نتحدث" أو "نفزع".

        ليس سعر الوقود هو الذي يجب أن يقلق مواطني اسرائيل، بل المقررون بشأنه.