خبر المحررة شلبي: من غزة سأواصل مشواري .. وتحيةً للأب الكبير الدكتور رمضان شلَّح

الساعة 11:45 ص|02 ابريل 2012

فلسطين اليوم

محاطة بالورود والتهاني ومشاعر الحب والترحيب وحفاوة الاستقبال. هكذا بدت الأسيرة المحررة هناء الشلبي والتي استقبلتنا ملقاة على سريرها في مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة وهي باهتة العينين ونحيلة الجسد, وقد بدا الإنهاك واضحاً على ملامحها, وقد تهافت الجميع على رؤيتها والمباركة لها بالسلامة وانتصارها على السجان الاسرائيلي.
وقد ابتسمت الأسيرة المحررة هناء الشلبي لعدسة كاميرتنا لتثبت انتصارها على إرادة السجون الإسرائيلية, ولتؤكد على أهمية الإصرار على المواقف الفلسطينية الأصيلة في مواجهة التحديات الإسرائيلية, وفي مواجهة الاعتقال الإداري وكافة الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية.
وأكدت الأسيرة المحررة المبعدة إلى قطاع غزة، هناء الشلبي على رفضها القاطع لسياسة الإبعاد التي فرضتها عليها سلطات الاحتلال، موجهة شكرها وتقديرها لكل من وقف إلى جانب قضيتها و تضامن معها, وقالت بأنها فخورة وهي بين أهلها في قطاع غزة، ولا تشعر إلا بالنصر على إرادة السجن و السجان.
وأضافت في تصريحات صحفية "أوجه تحية إكبار وإجلال للأسرى المضربين وأؤكد لكم انه لو احتملت صحتي أكثر لما توقفت، ولكن نحن معكم وسندعم صمودكم ونأمل من الجميع مساندتهم ونتوجه للأسرى الإداريين للوقوف صفا واحدا وعدم المساومة أو التراجع والصمود ليبقوا شوكة في حق إدارة السجون".
وأكدت على ضرورة حماية الأسرى من مخططات ومؤامرات الاحتلال الذي أبعدها إلى غزة بعد إضرابها عن الطعام ل44 يوما, داعية القوى والفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني وأحرار العالم لدعم معركة الحرية التي يخوضها مناضلي الحرية حتى إسقاط السياسات الإسرائيلية وكسر القيود وتحرير الأسرى والخلاص من الاحتلال.
وعن إمكانية انتزاع الأسرى لحريتهم قالت الشلبي: "لا خيار أمام الأسرى سوى معركة الأمعاء الخاوية كسلاح لانتزاع حريتهم والدفاع عن كرامتهم ورفع الظلم عنهم والخلاص من السجون والمعاناة على طريق الخلاص الكامل من الاحتلال".
وأوضحت هناء ان الأطباء باشروا بعلاجها فور تحررها ولكنها تعيش القلق والخوف على مصير باقي المعتقلين المضربين ، وقالت "أناشد الجميع التحرك لحماية الأسرى المضربين وخاصة إخواني الإبطال بلال ذياب وثائر حلاحلة فقد تركتهما في مستشفى سجن الرملة في حالة صحية خطيرة ".
وأضافت هناء: "مشاعر الألم لبعدي عن الأهل ممزوجة بالفرح أيضا لوصولي إلى أهلي أبناء شعبنا في قطاع غزة", موجهة تحيتها للأسرى جميعا في سجون الاحتلال والإخوة في حركة الجهاد الإسلامي ، مضيفة: "أقول لهم الله يصبرهم وينصرهم ويقوي صمودهم".

وقالت شلبي :" تعجزُ الكلمات عن شكر من ساندني وتضامن معي في محنتي، أنا فخورةٌ بكم جميعاً، والآن أؤكد بأنني انتقلت من ساحة المواجهة مع الاحتلال إلى ساحةٍ الإسناد والنصرة للحركة الأسيرة التي تواجه السجان بإرادةٍ وثبات".

كما توجهت بالتحية لوسائل الإعلام الحر التي كانت تتناقل أخبارها أولاً بأول، وتحشد الرأي العام حول قضيتها.

ولم تنسَ شلبي أن تُطير تحيتها كذلك لكل من حمل هم قضيتها، وبذل جهداً كبيراً في إسنادها والانتصار لإرادتها، وخصت بالذكر الأب الكبير – كما يحلو لها وصفه - الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح.

وكشفت المحررة عن تعرضها للابتزاز ولمحاولاتٍ عدة لكسر إضرابها، موضحةً أنها صمدت بقوة، وقاومت كل ذلك بما أوتيت من عزيمة استمدت وهجها من الشيخ الأسير خضر عدنان.

وترفض شلبي بشدة نعتها بأنها مبعدة، منوهةً إلى أنها وسط أهلها وأحبائها في قطاع غزة، "وأنا سعيدةٌ بالتواجد بينهم"، كما تقول.

وتستعد شلبي للنهوض بواجب التفاعل والإسناد لمعارك الكرامة في السجون "الإسرائيلية"، مبيَّنةً أنها ستواصل المشوار وتُجنِد نفسها للدفاع عن الأسرى - ولاسيما شقيقاتها اللواتي شاطرنها المعاناة وتحديداً الأسيرة لينا الجربوني - وحمل قضيتهم كسفيرة وطرحها أمام المحافل الدولية لفضح سياسات الاحتلال وقوانينه العنصرية.

وتتواجد شلبي حالياً في مستشفى الشفاء بمدينة غزة؛ حيث تخضع لمتابعةٍ طبية لحظية، ومن المقرر أن يُشرف على تغذيتها طاقمٌ متخصص كي تستعيد عافيتها مجدداً.

ويصف رئيس الطاقم الطبي المشرف على حالة المحررة شلبي وضعها بأنه مستقر، مشيراً إلى أنها ستمكث عدة أيام تحت المتابعة الطبية، لأنها تحتاج عنايةً فائقة كي تعود لممارسة حياتها بشكلٍ اعتيادي.