خبر التغلب على الشك الفلسطيني- هآرتس

الساعة 09:49 ص|02 ابريل 2012

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: خطة تسمى "مستقبل ازرق- ابيض" لتسوية الصراع مع الفلسطينيين بادر اليها عامي ايلون ورفاقا له وليست هي خطة كاملة لكنها تعتبر حافزا الى بدء تفاوض جدي للحل - المصدر).

        كما هي الحال كل سنة في عيد الفصح، عيد الحرية، سيعلو في ليل عيد الفصح من جميع أنحاء البلاد نشيد "عبيدا كنا، وأصبحنا الآن أحرارا". وفي كل سنة تفقد هذه الكلمات شيئا من فاعليتها. وفي كل سنة يتحول عدد أكبر من الاسرائيليين من أحرار الى عبيد. عبيد لغريزة القوة وغريزة الخوف، وعبيد الارض وعبيد من يتسلطون على شعب آخر. ان شعبا حظي بحرية سياسية بعد آلاف السنين في الجلاء أصبح عبدا لمتطرفين يهود، وعبدا لعبدة قبور عقدوا حلفا داميا مع متطرفين مسلمين. وعبدا لسلطة جعلت مقولة "في كل جيل وجيل يثورون علينا لافنائنا"، سياسة خارجية ودعاية داخلية.

        لمدة قصيرة، قصيرة كثيرا – منذ الغاء الحكم العسكري في اسرائيل في كانون الاول 1966 الى انشاء الادارة العسكرية في المناطق التي احتلت في حزيران 1967 – انتشينا بتباشير حرية حقيقية. حرية من تمييز رسمي لأقلية فلسطينية تخضع لرحمتنا، وحرية من رهبة الجار والخوف من الشيطان الديمغرافي. وقد أدرك ليفي اشكول، رئيس الحكومة، الذي اعتبر مترددا يبلغ حد الجُبن، أدرك آنذاك ان الديمقراطية لا يمكن ان توجد مع مواطنين من النوع أ يتمتعون بحرية كاملة ومواطنين من النوع ب حريتهم محدودة. ولم يكن اشكول يساريا. ولا وزير المالية الاسطوري بنحاس سبير ايضا الذي حذر من أننا اذا بقينا نسيطر على المناطق التي احتللناها في 1967 فلن يبعد اليوم الذي تسيطر فيه علينا.

        مقابل التأليف الصقري للائتلاف في اسرائيل والازمة المتواصلة للقيادة الفلسطينية في المناطق يصعب ان نصدق ان نصبح في السنة القادمة أحرارا في القدس عاصمة اسرائيل وفلسطين. فق أصبحت "المسيرة السياسية" اسما شيفريا لعملية توسيع المستوطنات وإحلال البؤر الاستيطانية. وتتنبأ جهات أمنية رفيعة المستوى بأن يفضي فقدان الأمل في التسوية الى جولة جديدة من العنف في المناطق. ويتوقع دبلوماسيون تدهورا لمكانة اسرائيل الدولية. والذريعة المتهافتة التي تقول "لا يوجد شريك" والتي أصبحت شعارا لسياسة "اجلس ولا تفعل"، هي وصفة مجربة لتخليد واقع الأسياد والعبيد في المناطق. وكلما ابتعد التفاوض في التسوية اقترب موعد ان يصبح عدد العبيد أكبر كثيرا من عدد الأسياد.

        كيف نتخلص من الورطة؟ في حركة "مستقبل ازرق – ابيض" بقيادة عامي ايلون الذي كان وزيرا ورئيس "الشباك" وقائد سلاح البحرية، ورجل الاعمال أورلي باتروشكا والمحامي جلعاد سار الذي كان رئيس طاقم التفاوض مع الفلسطينيين في حكومة اهود باراك، ابتدعوا نموذجا لمسيرة سياسية. وليس مخططهم مشروطا بتجديد التفاوض. فهم يقترحون التوصل الى حل الصراع بما يسمونه "خطوات بناءة من طرف واحد"، أي سلسلة اجراءات تدفع الى الأمام بالفعل الى انشاء واقع دولتين بصورة تدريجية.

        وأسس الخطة هي: اعلان حكومة اسرائيل أنها لا تطلب سيادة على المناطق شرقي جدار الفصل والاستعداد في نفس الوقت لاعادة المستوطنين الذين يسكنون في تلك المناطق أو خارج الكتل الاستيطانية؛ وتجميد البناء شرقي الجدار وفي الأحياء العربية للقدس؛ واستمرار البناء في الكتل الاستيطانية ليكون حافزا الى تجديد التفاوض الذي سيثبت من غيره مسار الجدار باعتباره الحدود الدائمة؛ وتطبيق قانون الاخلاء طوعا والتعويض على سكان المستوطنات المعزولة من غير صلة بالتسوية الدائمة؛ واعداد خطة وطنية لاستيعاب المستوطنين الذين سيعودون الى دولة اسرائيل بالموافقة أو بغيرها.

        يفترض قادة الحركة ان يثير الحراك الايجابي أملا ويشجع الطرفين على بدء تفاوض جدي يقوم على خطوط 1967 مع تبادل اراض. وهم يسعون الى تحقيق خطتهم بمحادثة المستوطنين ويجرون اتصالات وثيقة مع قيادتهم العقائدية. ودرس خبراء اقتصاد من جهتهم دروس اخلاء غوش قطيف وعثروا على حلول سكن وعمل لكل سكان المستوطنات المعزولة في منطقة المركز (زيادة على تل ابيب).

        ان مخطط "مستقبل ازرق – ابيض" ليس كاملا. لكن بازاء الشك والفروق في المواقف بين الطرفين يبدو أنه الحل الوحيد للجمود و/أو الفصل العنصري و/أو التفاوض العقيم في الطريق الى العنف. ربما يُتم لأبنائنا في عيد الحرية القادم قصة الخروج من مصر بأخبار عن الخروج من يتسهار.