خبر يراهنون على الحصان الاجتماعي- معاريف

الساعة 09:48 ص|02 ابريل 2012

 

يراهنون على الحصان الاجتماعي- معاريف

بقلم: شاي غولدن

        (المضمون: اذا فحصنا المعطيات على الاقل، فان احتمالية تكرار موجة مشابهة لموجة السنة الماضية، منخفضة جدا، هذا إذا كانت موجودة أصلا  - المصدر).

        فجر يوم الجمعة وقفت دفني ليف في مطار بن غوريون في طريقها الى الولايات المتحدة لفترة اسبوعين ونصف. ليل الفصح ستقضيه المرأة التي يتحدثون عنها أكثر من غيرها في اسرائيل وفي نيويورك، في الوقت الذي يكون فيه مئات الالاف من مواطني اسرائيل الذين خرجوا الى الشوارع في أعقابها في الصيف الماضي يروون لابنائهم قصة الخروج من العبودية الى الحرية. في اثناء تواجدها في أمريكا ستحل ليف ضيفة على مؤتمر خاص بادر الى عقده بيل كلينتون في موضوع الزعامة الاجتماعية وستشارك في ندوته المركزية. وهذا بالتأكيد رضا لا بأس به بالنسبة لمخرجة فيديو عادية اضطرت منذ وقت قريب الى العودة للسكن مع أبويها في كفار شمرياهو بعد أن اضطرت الى اخلاء شقتها المأجورة في يافا.

        اصحاب دفني ليف منتشرون في كل صوب. قادة الاحتجاج، ليف، كونتاس ونوستسكي، ستاف شبير وايتسيك شمولي، توجهوا كل الى طريقه. خلفية وداع الخماسية القائدة: خلافات غير قابلة للتوافق في مسألة استمرار النشاط الجماهيري مع خبو العاصفة. وبينما تمثل شبير وشمولي الخط الاكثر برغماتية ويبحثان عن أفق سياسي لتوجيه الطاقة المتجمعة اليه، فان ليف، كونتاس ورفيقة حياته، شير نوستسكي، يقودون خطا أكثر راديكالية، مناهض للمؤسسة الحاكمة والحزبية ويسعون الى ايجاد طرق لا سياسية لمواصلة الاحتجاج. مهما يكن من أمر، فان هذا الخليط قابل للانفجار في كل صوب ومسألة قيادة موجة الاحتجاج التالية، التي يتطلع الجميع اليها، لا تزال عالقة ومفتوحة.

        الى داخل الفراغ الذي خلفته الخماسية التي لم تتمكن من الحفاظ على انجازاتها أو استخدامها كرافقة، يحاول أن يدخل العديد من ذوي الازدواجية الاخلاقية. أولهم هي شيلي يحيموفتش، ثانيهم يئير لبيد، والان يرفع رأسه الفائز الحديث في الانتخابات التمهيدية لرئاسة كديما شاؤول موفاز. ومنذ تصريحه السياسي الاول بعد الفوز وعد موفاز بان يقود الاحتجاج في الصيف، ويخيل أنه اذا ما ضربت بالفعل الخيام من جديد في أرجاء اسرائيل، فسيكون موفاز أول من يفرش كيس النوم ويعود الى عهده السابق في الميدان. لبيد ويحيموفتش هما ايضا سيتقاتلان على مكان في قائمة الخطباء في المهرجانات الجماهيرية التي ينتظرها الجميع – على أمل أن في الصيف يكون موعد الانتخابات بات معروفا للجميع، وكذا الهدوء في الجبهة الاسرائيلية – الايرانية التي يشعل نتنياهو وباراك فتيلها منذ بضعة اشهر.

        من يشعر بالضغط من "احتجاج الصيف" الموعود هو رئيس الوزراء، الذي في الطريق الى ان يجمع لنفسه أمس قرشين سياسيين وحماية نفسه من مغبة العزلة في الرأي العام على المستوى الاجتماعي داس في طريقه على قدس وزير ماليته وقلص الارتفاع المخطط له في أسعار الوقود دون أن يبلغه بذلك؛ بعد وقت قصير من ذلك دافع هذا عن الخطوة النقدية لزعيمه بتفان في "لقاء مع الصحافة" في القناة 2. مرضية العلاقات السادية – الماسوشية بين رئيس الوزراء والوزير الموالي له جدا هي موضوع لبحث نفسي منفصل، ولكن ما لا يحتاج الى مراجعة نفسية هو ضغط نتنياهو من ظل جبال الاحتجاج الاجتماعي الى جانب تطلعات السياسيين الذين يراهنون على الحصان الاجتماعي الذي يريدون أن يركبوه في الطريق الى تغيير الحكومة.

        ولكن يجب العودة الى بداية الحديث: "احتجاج الصيف" هو في هذه المرحلة أمنية أكثر مما هو حقيقة على الارض. الخطط لاحيائه هزيلة جدا وبعيدة عن مرحلة التطبيق. حقيقة أن النواة القائدة منقسمة ومتنازعة تضع في شك كبير وقوف أي منهم في رأس خطوة جديدة؛ الى جانب الحقيقة الاضافية التي ينبغي وزنها في المعادلة – خيبة أمل قسم كبير من الجمهور من نتائج الاحتجاج والصعوبة الاكبر في العودة الى تجنيد عشرات الالاف. معقول جدا الافتراض بان الاحتجاج الاجتماعي الجديد، اذا ما اندلع، سيجرخ الى الدرب وعلى رأسه قادة فيالق مختلفة تماما. ماذا ستكون هويتهم وهل سينجحون في خلق زخم اعلامي وجماهيري؟ أحد لا يعرف. اذا فحصنا المعطيات على الاقل، فان احتمالية تكرار موجة مشابهة لموجة السنة الماضية، منخفضة جدا، هذا إذا كانت موجودة أصلا. شيء واحد مؤكد: السياسيون لن يكونوا أولئك الذين سيقودوها. رئيس الوزراء مدعو لان يخفض مستوى موقفه من التاريخ رغم الصعوبة التي يشتهر بها في هذا المجال.