خبر منع السلطات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين من السفر يحول دون تحقيق أحلامهم

الساعة 07:34 ص|01 ابريل 2012

فلسطين اليوم

منذ أربع سنوات يحاول الشاب الفلسطيني عامر محاريق من بلدة (السموع) جنوب الخليل في الضفة الغربية الحصول على تصريح إسرائيلي يمكنه من السفر لتحقيق حلمه الذي طالما راوده باكمال دراسته العليا في مجال الاعجاز العلمي في القرآن الكريم.

لكن محاريق لم يتمكن من ذلك حتى الان.

وكانت قضية الفلسطينيين الممنوعين من السفر موضوع تقرير اعده المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان بعنوان "آمال مقيدة"، كما طرحت منتصف مارس الحالي على طاولة ندوة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف.

ويقول محاريق لوكالة أنباء (شينخوا) "بعد أن حصلت على قبول في الجامعة الإسلامية في السعودية وجهزت نفسي للسفر حصل ما لم يكن بالحسبان فقد منعتني السلطات الإسرائيلية بعد أن وصلت معبر الكرامة الذي يفصل بين الضفة الغربية والأردن من السفر".

ويضيف أن السلطات الإسرائيلية "تدعي أن سفري إلى الخارج يشكل خطرا على أمنها".

ويشير إلى أنه حاول السفر خمس مرات، لكن في كل مرة كانت السلطات الإسرائيلية تصدر منعا بسفره، وتطلب منه مراجعة جهاز مخابراتها.

ويؤكد "من حقي السفر وبكرامة ودون شروط (...) لأنني لم ارتكب أي ذنب لتحد إسرائيل من حركتي، وتقف حائلا بيني وبين حلمي بالدراسة".

ويشير محاريق إلى أنه رفع قضية لدى المحكمة العليا الإسرائيلية من أجل السماح لي بالسفر "لكن دون جدوى".

ولم يكن محاريق هو الوحيد الذي تمنعه السلطات الإسرائيلية من السفر، فهناك أربعة آلاف فلسطيني قد منعوا من السفر منذ مطلع عام 2011 وحتى ديسمبر من نفس العام، بمعدل 83 حالة منع من السفر أسبوعيا، دون إبداء أسباب وجيهة لهذا المنع، أو الاكتراث للحالات الإنسانية المترتبة على ذلك، وفقا لتقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ويقول التقرير إن السلطات الإسرائيلية تمنع مئات الفلسطينيين شهريا من السفر، عبر معبر الكرامة الحدودي الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأردن.

ويوضح أن إسرائيل نفذت أربعة آلاف حالة منع من السفر بحق مواطني الضفة الغربية، خلال محاولتهم اجتياز معبر الكرامة الحدودي الواقع تحت سيادتها.

ويشير إلى أن المنع ترافق في ثلثي الحالات مع إقدام السلطات الإسرائيلية على إخضاع الفلسطينيين لممارسات تصنف "بالمذلة"، وتتمثل بالتفتيش الدقيق والعاري أحيانا، والتحقيق القاسي على يد ضباط من المخابرات، إلى جانب إجبارهم على الانتظار لساعات طويلة في ظروف صعبة.

ويلفت التقرير إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تستثن المرضى والنساء وكبار السن، إلى جانب منعها عددا من الصحافيين والنشطاء السياسيين والطلبة من السفر، ليطال المنع نوابا منتخبين بالمجلس التشريعي وموظفين في وكالات دولية وأممية.

ويقول الأربعيني خالد زواوي من مدينة نابلس في الضفة الغربية، إن السلطات الإسرائيلية منذ عام 2008 وهي تمنعه من السفر لأداء مناسك الحج، كما تمنعه من السفر للقيام بعمله كمنسق إعلامي في وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية.

ويضيف زواوي "لقد توجهت للسفر ثلاث مرات، منها مرتان لأداء مناسك الحج ومرة لإنجاز عمل، لكن السلطات الإسرائيلية منعتني من السفر بعد وصولي معبر الكرامة، وأوقفتني لساعات تحت طائلة الانتظار، لتبعث لي برد منعي من السفر والعودة إلى بيتي دون ذكر الأسباب".

ويضيف زواوي "أن هدف إسرائيل من هذا المنع هو تقييد حريتي فقد اعتقلتني من قبل وعلى فترات متفرقة لمدة 11 عاما".

ومنذ أربع سنوات يتابع زواوي قضية رفعها عن طريق مؤسسة (هوموكيد)، وهي مؤسسة إسرائيلية تهتم بشؤون حقوق الإنسان لدى المحكمة الإسرائيلية العليا من أجل السماح له بالسفر لأداء مناسك الحج وانجاز عمله الذي يتطلب السفر، كما يطمح بإكمال الدكتوراه خارج فلسطين.

ويستطرد زواوي قائلا "إن القانون الدولي الإنساني يطالب دولة الاحتلال بتأمين سلامة ورفاهية السكان المحليين والحفاظ على ظروف حياة طبيعية قدر المستطاع، إلا أن إسرائيل لا تحترم القوانين".

وينص البند الثالث عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه: لكل فرد حرية التنقل واختيار مكان إقامته داخل حدود كل دولة، كما يحق له أن يغادر أي بلد بما في ذلك بلده، كما يحق له العودة إليها.

ويشير البند الثاني عشر من الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية، إلى أنه لكل فرد الحق في حرية التنقل واختيار مكان سكناه في أي مكان في نطاق الدولة التي يتواجد فيها بشكل شرعي، كما يحق لأي فرد أن يغادر أي دولة بحرية بما في ذلك دولته هو، ولا يحرم أحد بشكل عشوائي من حقه في دخول دولته.

ويتساءل زواوي عن "الذنب الذي ارتكبه حتى تمنعه إسرائيل من السفر وتقف في وجه أحلامه بإكمال دراسته العليا وقضاء فريضة الحج".

وكان شباب فلسطينيون قد أطلقوا صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تحمل عنوان " من حقي أن أسافر" ويشرف عليها مجموعة من الشباب الفلسطيني الممنوعين من السفر من قبل الجانب الإسرائيلي.

ويقول الشاب معاذ مشعل أحد المشرفين على الصفحة "إن الهدف من إطلاقها هو تسليط الضوء على قضية هامة ومهمشة إعلاميا، يعاني منها آلاف الفلسطينيين، ومن أجل إيصال صوتهم إلى كل العالم، ومساعدتهم في السفر بحرية وكرامة.

ويذكر مشعل أن فكرة إطلاق هذه الصفحة جاءت بناء على تجربته الشخصية في المنع من السفر لثلاث مرات منذ عام 2008 وتجارب أصدقائه.

ويوضح مشعل أنه "منذ إنشاء الصفحة وجدنا تعاطفا واهتماما كبيرا مع قضيتنا".

ووقعت ثلاثمائة منظمة دولية غير حكومية في منتصف شهر مارس الجاري على نداء حقوقي يطالب برفع القيود عن حركة فلسطينيي الضفة الغربية خلال ندوة استضافها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، خلال الدورة التاسعة عشر لمجلس حقوق الإنسان.

وتم اعتماد التقرير كوثيقة صادرة من قبل مجلس حقوق الإنسان، مبعوثة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، بهدف وضع قضية الفلسطينيين الممنوعين من السفر على طاولة البحث والتحقيق وفي الطريق إلى الحل عبر السبل القانونية.