خبر نادي الاسير : الأسيرة هناء أُكرهت على الإبعاد لغزة

الساعة 07:14 م|30 مارس 2012

فلسطين اليوم

قال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسيرة هناء الشلبي المضربة عن الطعام منذ 43 يوما وافقت "مكرهة" على وقف إضرابها مقابل الإفراج عنها إلى قطاع غزةلمدة ثلاث سنوات، بعد تدهور وضعها الصحي، وذلك ضمن اتفاق غير معلن، وسط اتهامات للاحتلال بابتزازها ومحاصرتها.

وأوضح نادي الأسير في بيان له مساء الخميس أن هناء الشلبي توصلت مع الجهات الإسرائيلية المعنية إلى اتفاق يقضي بإبعادها لمدة ثلاث سنوات إلى قطاع غزة "مكرهة وهي على فراش المرض" بسبب طول فترة الإضراب.

وفي الوقت الذي حيا فيه نادي الأسير صمود الأسيرة هناء الشلبي ونجاحها في إثارة مأساة الاعتقال الإداري (الاحتجاز لفترة مفتوحة بدون تهمة معلنة) طيلة الفترة الماضية، عبر عن رفضه القطعي لفكرة الإبعاد من حيث المبدأ باعتبار ذلك مشكلة وليس حلا.

وقال نادي الأسير إن إسرائيل استخدمت الإبعاد وسيلة عقاب لإبعاد كوادر الحركة الوطنية، غير أنه عبر عن احترامه لإرادة الأسيرة هناء الشلبي التي تدهورت حالتها الصحية بشكل خطير في الأيام الماضية مما حدا بها للقبول بهذا الحل على أن تعود بعد ثلاثة أعوام إلى عائلتها في جنين.

من ناحيتها، عبرت عائلة الشلبي عن صدمتها من الخبر، وقال شقيق الأسيرة عمار الشلبي للجزيرة نت إن الاحتلال منع العائلة طيلة فترة إضراب ابنتها من زيارتها أو الاتصال بها للاطلاع على وضعها الصحي، كما لم يتم إبلاغها من أية جهة رسمية بقرار الإبعاد.

وشددت العائلة، التي عبرت عن اعتزازها بصمود ابنتها، على رفضها لفكرة إبعادها إلى قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة الإفراج عنها إلى بيتها في جنين شمالي الضفة الغربية، بعد أن اعتقلت واحتجزت منذ 16 فبراير/شباط الماضي بدون تهمة.

وقال شقيقها إن العائلة ستعمل على إبطال قرار إبعادها بكل الطرق الممكنة، مطالبا بالكشف عن تفاصيل الاتفاق الذي يقضي بإبعادها إلى قطاع غزة.

واتهم وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع سلطات الاحتلال بوضع الأسيرة هناء الشلبي تحت "ظروف ابتزاز وحصار تام وضغط هائل وشديد واستغلال لظروفها الصحية التي تدهورت بشكل كبير".

وقال قراقع في تصريحات صحفية إن الضغط عليها واستغلال ظروفها الصحية وهي عزلاء في المستشفى، أدى إلى موافقتها مكرهة على قرار الإبعاد إلى قطاع غزة، مشددا على أن الإبعاد جريمة حرب.

وكانت منظمة أطباء لحقوق الإنسان قد حذرت قبل يومين من إمكانية تعرض الأسيرة هناء الشلبي للموت الفجائي بسبب تدهور وضعها الصحي بعد الإضراب الطويل الذي خاضته تحت عنوان "الحرية أو الشهادة".

وسبق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أن أفرجت عن هناء الشلبي (28 عاما) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضمن صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وذلك بعد أن أمضت أكثر من عامين رهن الاعتقال الإداري، ثم أعيد اعتقالها في فبراير/شباط الماضي وفقا لما قالت المخابرات الإسرائيلية إنه ملف سري.

وفي قطاع غزة أكد المسؤول بوزارة الأسرى والباحث المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن الأسيرة هناء وقعت على اتفاق الإبعاد مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ورجح وصولها إلى غزة اليوم الجمعة أو يوم الأحد القادم على أبعد تقدير.

وأوضح فروانة للجزيرة نت أن الأسيرة اتخذت قرار إبعادها إلى غزة بصورة شخصية دون الرجوع أو التنسيق مع أحد.

ويأتي قرار موافقة الأسيرة هناء الشلبي على الإبعاد إلى غزة وسط رفض السلطة الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية المساندة لحقوق الأسرى وكذلك ذويها وحركة الجهاد الإسلامي التي تنتمي إليها هناء.

وكانت الأسيرة وذووها قد رفضوا قبل أسبوعين الموافقة على عرض تقدم به جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) يقضي بإبعاد هناء إلى غزة مقابل وقف تمديد اعتقالها الإداري.

ورجح فروانة أن تكون موافقة الأسيرة على الإبعاد نابعة من تعرضها للابتزاز والضغط وتهديدات دفعتها للتخلص من الواقع القاسي الذي عانت منه على مدار 43 يوما من إضرابها على الطعام.

وفي أول رد لحركة الجهاد الاسلامي على إبعاد الشلبي، عبرت الحركة عن رفضها وإدانتها لسياسة الإبعاد.

ونفى مصدر مسؤول في الحركة -في تصريح مكتوب عممه المكتب الإعلامي لحركة الجهاد- علم الحركة بأي تفاصيل عن أنباء موافقة الأسيرة هناء الشلبي على إبعادها إلى غزة.

وحذرت الحركة من محاولات الاحتلال استغلال معاناة الأسرى والأسيرات وسعيه المستمر لابتزازهم واستغلال معاناتهم لفرض سياساته التي تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والإنساني.

ومن الجدير بالذكر أن قضية هناء الشلبي حظيت باهتمام وحركة تضامن كبيرة من كافة الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية والحقوقية، حيث سجلت بإضرابها عن الطعام أطول إضراب في تاريخ الأسيرات الفلسطينيات.