خبر أنصتوا للبرغوثي - هآرتس

الساعة 01:51 م|30 مارس 2012

ترجمة خاصة

أنصتوا للبرغوثي - هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مروان البرغوثي، زعيم فتح الابرز المحبوس في اسرائيل، نشر هذا الاسبوع بيانا استثنائيا من سجنه. فقد دعا البرغوثي أبناء شعبه للشروع في انتفاضة شعبية واسعة ضد اسرائيل، وقف المفاوضات والتنسيق الامني معها وفرض مقاطعة عليها. يجمل بهم في القدس أن ينصتوا لاقواله.

البرغوثي، الذي حكم بالسجن لخمسة مؤبدات، كان من مطلقي الانتفاضة الثانية. وقبلها ايضا حذر اسرائيل منها. وبينما كان زعيما شعبيا محبا للسلام، ولم يتوجه الى العنف، تجول البرغوثي بين السياسيين الاسرائيليين، مصممي الرأي العام ومراكز الاحزاب الصهيونية وحثهم على الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين، والا فستندلع انتفاضة. وقد وقعت أقواله على آذان صماء. أحد لم يأخذ بتحذيراته، الانتفاضة الفظيعة اندلعت والبرغوثي شارك فيها في دور مركزي.

من سجنه يرى الان البرغوثي الجمود في المفاوضات، انعدام الفعل من جانب اسرائيل وشطب مسألة انهاء الاحتلال والسلام مع الفلسطينيين عن جدول الاعمال العام في اسرائيل، وقد عاد ليدعو ابناء شعبه الى الثورة. يمكن ان نفهم قلبه. لو كانت اسرائيل راغبة في تسوية مع الفلسطينيين لكانت حررته منذ زمن بعيد من سجنه. البرغوثي هو الزعيم الاكثر أصالة الذي أنبتته فتح وكان يمكنه أن يقود شعبه نحو تسوية.

اختارت اسرائيل الا تحرره، لا في الصفقة ولا كبادرة طيبة، وفي نفس الوقت أن تتجاهل استمرار الاحتلال: فاذا كان الناس لا يتحدثون عنه فهو غير موجود. دس الرأس هذا في الرمل سينفجر في وجوهنا. ومع أن الاحتلال أكثر راحة في السنوات الاخيرة؛ والارهاب الاجرامي ايضا كاد يتوقف. التنسيق الامني ينجح على نحو جميل والوضع الاقتصادي في المناطق تحسن جدا. ولكن من يعتقد، كحكومة اسرائيل، بان وضع الامور هذا سيستمر دون عراقيل الى الابد، يقود نحو جولة عنف اخرى.

البرغوثي يوصي شعبه أن يختار المقاومة غير العنيفة. هي ايضا تنذر بالشر لاسرائيل. وعليه، وليس مثلما في المرة السابقة – يفضل هذه المرة الانصات الى أقواله، قبل أن يكون متأخرا. إذا اندلعت انتفاضة ثالثة، لن يكون بوسع اسرائيل التظاهر بانها تفاجأت: البرغوثي حذرنا منها.