خبر مقابلة مع شاؤول موفاز رئيس حزب كديما الجديد -يديعوت

الساعة 01:22 م|30 مارس 2012

ترجمة خاصة

موفاز: انجليزية نتنياهو أفضل من انجليزيتي، لكنني أتحدث الى الاسرائيليين بالعبرية-يديعوت

مقابلة مع شاؤول موفاز رئيس حزب كديما الجديد

أجرت المقابلة: نحامه دويك


كان يمكن ان نرى تأثر شاؤول موفاز في لحظة واحدة صغيرة جدا تكاد تكون خفية على الناظر. كان ذلك بعد اغلاق صناديق الاقتراع، عندما اجتمع اعضاء كتلة كديما البرلمانية في غرفة الجلسات في دار الحزب في بيتح تكفا. وقالت رئيسة لجنة الانتخابات، القاضية المتقاعدة عدنه بيكنشتاين، انها تفخر باعلان الفائز. لم يقل موفاز كلمة واحدة، بل تلمس الطريق الى يد زوجته أوريت التي جلست قربه. أمسك بيدها وضغط بقوة حتى كادت يدها تزرق. وحينما طلبت القاضية ان تحول اليه الحق في الكلام قال لها ببساطة تميزه: "شكرا، لكن النشطاء ينتظرون في أسفل. ولا داعي لأن أقول كلامي مرتين. فلننزل اليهم سأتحدث هناك". وقبل ذلك صافح اعضاء الكنيست الذين حضروا هناك من المعسكرين وشكرهم جميعا. وقال من فوق المنصة: "شكرا يا أوريت، ما كنت لأكون هنا اليوم من غيرك".

يقول انه فكر في أبيه في تلك اللحظة. "قبل أن أمضي للاقتراع في صندوق الاقتراع في كفار سابا، مررت على المقبرة حيث دُفن والداي ميرا والياهو. وعلمت أنني مُقبل على الفوز، فقد كان هذا واضحا لي. بل انني أودعت الاصدقاء قصاصة ورق مقدما كتبت فيها ان الفرق سيكون 15 – 20 في المائة. ولهذا لم تفاجئني النتائج، لكن أردت ان أقول لأبي كم يؤسفني أنه لن يكون هناك ليرى ابنه يحتل قمة اخرى في مواجهة جميع الاحتمالات ومواجهة جميع التقديرات السابقة".

وهو الآن يفكر في الأساس كيف يوحد كديما ويجعله بديلا عن سلطة بنيامين نتنياهو. وسلاحه الرئيس هو البساطة وعدم الصلف اللذان يتآلفان في حكايته الشخصية. وهو يتحدث عن الولد الذي هاجر الى البلاد في عمر الثانية عشرة من ايران، واضطر بسبب مشكلات اقتصادية الى الانفصال عن عائلته ويصبح ولدا في الخارج في نهلال. وهذا الولد هو أنا، يقول موفاز. وهذا هو الحافز القوي الذي يحفزه الى الأمام لينجح مواجها جميع الاحتمالات وليجعل قصته رواية جميع سكان الضواحي.

لقد أعلنت من قبل أنك رئيس حكومة لكن لنتنياهو مزايا ليست لك. فهو قوي الحضور وفخم المظهر ويتحدث انجليزية كاملة.

"لست عاشقا لقوة حضوره. أما في فخامة المظهر فانني مستعد لمنافسته فوق كل منصة، وأما بخصوص الانجليزية فانني أعترف باستسلام بأن انجليزيته أفضل من انجليزيتي، ومن انجليزية أكثر الاسرائيليين. وميزتي عليه أنني أتحدث الى الاسرائيليين بالعبرية".

لكن في استطلاع الرأي لـ "يديعوت احرونوت" ومينا تسيمح الذي تم بعد الانتخابات التمهيدية، يفوز كديما بـ 12 نائبا فقط.

"يجدر ايضا ان تُرى استطلاعات رأي اخرى يحصل فيها كديما على أكثر من ذلك، لكنني سأُغير الواقع في استطلاعات الرأي ايضا. ستبدو اسرائيل مختلفة في الاسابيع والاشهر القريبة. وستكون هنا معارضة وسيكون هنا بديل عن القيادة، وسيكون أمل بعد ثلاث سنين ونصف من يأس نتنياهو".

مكالمة هاتفية من تسيبي لفني

في اليوم الذي تلا الفوز، اختار موفاز ان يفعل شيئين: الاول رسمي والثاني شخصي. فقد قصد الى قبر هرتسل ووضع هناك اكليل زهور كُتب عليه رئيس حزب كديما، ووقف هناك، وتمت من ورائه مراجعة جنود الجيش الاسرائيلي استعدادا لمراسم يوم الاستقلال. ووضع اكليل الزهور وتوجه الى الجنود بابتسامة عريضة وصافحهم. وسافر من هناك الى حائط المبكى ودس قصاصة ورق بين حجارته.

ماذا كتبت في القصاصة؟

"كلمتين: سلام في اسرائيل. لأن هذا هو الأهم. السلام الداخلي والسلام الخارجي ايضا".

لنعد الى اليوم الذي سبق. ماذا كانت اللحظة المؤثرة في يوم الانتخابات؟

"حينما جئت الى بئر السبع وتقدم إلي رجلان كبيرا السن وقالا انهما انتسبا الى كديما خصوصا للتصويت لي لأن الناس لا يعلمون ما الذي فعلته لأبنائهما. وسألتهما ماذا فعلت فقالا إن أبناءهما قُبلوا لبرنامج خاص افتحته في الجيش وأصبحوا بفضل ذلك أكاديميين وضباطا كبارا في الجيش".

أكانت هناك لحظة تثير العصبية ايضا؟

"اجل. هذا التقسيم لأسباط بيضاء وغيرها. لا يوجد شيء كهذا. ان الرفاق في تل ابيب الذين يسمون السبط الابيض كانوا مرؤوسين لي. قُدتهم في المعارك وأرسلتهم الى الحرب. ما هذه السخافات ان السبط الابيض لا يريدني؟ في مقابل كل واحد قال هذا الشيء يوجد آلاف قالوا لي انهم سمعوا أنني انتُخبت وسيأتون الآن الى كديما".

بعد ان تبين مقدار فوز موفاز اتصلت به تسيبي لفني لتبارك له. وكانت المحادثة قصيرة. "ماذا قالت لي؟ هنأتني. قلت لها إنني أُقدر مكالمتها الهاتفية وانتهى الحديث بذلك".

من اتصل ايضا للتهنئة؟

"رئيس الحكومة الذي قال لي انه توجد جلسات ثابتة بحسب القانون بينه وبين رئيس المعارضة وإن هذا ما سيكون. واتصل ايضا جميع رؤساء الاحزاب ومنهم يئير لبيد الذي ربما يكون صاحب كتلة برلمانية آتية، ورئيس الدولة شمعون بيرس بالطبع الذي هو من مُنشئي كديما. وحددنا ان نلتقي قبل العيد ايضا".

هل ستعرض على لفني ان تكون في المكان الثاني كما فعلت بك؟

"كل شيء مفتوح في كل ما يتعلق بتسيبي لفني. أريدها معنا في الحزب وسيتم كل ما يتم الاتفاق عليه بيني وبينها".

وماذا اذا طلبت ان تكون في المكان الثاني؟

"لن أقول شيئا الى ما بعد اللقاء معها".

أليس أسهل عليك ان تختفي من حياتك ولا تكون في المكان الثاني تهدد زعامتك كما فعلت بها؟

"لا أخشى أي أحد ان يسلب مني الزعامة. عندي طريق واضح ولا أخشى أن أُعطي كل واحد في الحزب حبلا. انتهى عهد أنا وأنا وأنا. سيكون نحن برئاستي. سنضع برنامج عمل لبناء أجندة منظمة لحزب ونعمل معا".

تصويت في الطريق الى مظلة العرس

ان فوز موفاز مثل سائر طريقه في الحياة لم يأت في يوم واحد. فالحديث عن رحلة طويلة مدة ثلاث سنين ونصف بدأت فورا بعد ان خسر للفني في الجولة السابقة بفرق أكثر من 1 في المائة بقليل. وهو على يقين حتى اليوم من أنه سُلب النصر. "فزت آنذاك بفرق 5 في المائة وغيروا النتائج. ويعلم الجميع هذا وسأبرهن على هذا ذات يوم. هل تسألينني هل عندي براهين؟ هذا مؤكد وحينما يحين الوقت سأعرضها وأُبين كيف سلبوني النصر".

منذ ذلك الحين حرث موفاز الميدان. فانتقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية ومن قرية زراعية الى اخرى. ولم يتغاض عن أية قرية عربية أو درزية أو بدوية. وتعلم كيف يعرف كل نشيط حزبي وكل مقاول اصوات وكل اسم مصوت حر. وتعلم موفاز الذي كان في صدمة ثقافية حينما انتقل من مقعد رئيس هيئة الاركان الى مركز الليكود، ان يلعب اللعبة. فهو يحضن هذا ويُربت على كتف ذاك ويعد ثالثا.

في يوم الانتخابات انتقل موفاز من صندوق اقتراع الى آخر مصحوبا باعضاء كنيست ونشطاء محليين. وصاحبه عضو الكنيست يوحنان بلاسنر الذي كان في المرة السابقة رئيس مقر عمل لفني في 15 مدينة وقرية. "رأينا المستوى المحلي يجند نفسه وعرفنا ان شاؤول منتصر. وهكذا تصرف موتي دالجو في جنوب الشارون الذي لا يحتاج الى شيء ويستطيع ان يرتب وظائف لنا جميعا، وكذلك عوفر بوجي من أور يهودا وعامي كحلون من كريات أونو واهود وايزمن من يفنه. كلهم قادة محليون ساروا معنا بعد ان يئسوا مثلي من لفني"، يقول بلاسنر. تعرف عضو كنيست من معسكر لفني يريد عدم الكشف عن هويته على الفشل حينما زار صندوق الاقتراع في جفعتايم: "جئت الى صندوق الاقتراع ورأيت هناك رئيس البلدية يقف عند المدخل الى صندوق الاقتراع يهمس الى كل منتسب ليصوت لموفاز. وفي اللحظة التي رأيت فيها هذا قلت في نفسي انه لا أمل ان تفوز لفني، اذا كان التجنيد الميداني بهذا المستوى. فالقيادة الميدانية سارت مع شاؤول".

جرى صراع عنيف على قلوب منتسبي القرية العربية دير الاسد في الجليل. وقد قيل ان احمد ذباح كان صديقا شخصيا لعمري شارون ونقل نحوا من ألفي منتسب الى موفاز. ووعد أخوه محمد ذباح لفني بأن يأتيها بجزء من الاصوات. أُصيبت لفني ومقر عملها بالضغط وخشوا ألا يزودهم محمد بالسلعة. وأرسلت لفني الى القرية رئيس مقر عملها أمير لوبين كي يكون ممثلها في صندوق الاقتراع. وهكذا بدل ان يدير لوبين مقر العمل كان في دير الاسد ولم يساعد هذا فقد صوت نحو من 1200 لموفاز. وحصلت لفني على نحو من 130 صوتا فقط. وكانت النسبة عكسية في الانتخابات السابقة.

وفي عسقلان حيث يوجد الرجل القوي ايتمار شمعوني الذي حول تأييده الى موفاز معلما لفني بذلك برسالة نصية، نجح موفاز في إحداث انقلاب وفاز هناك بأكثرية ساحقة.

لا ينوي موفاز ان يُمكّن الاحتجاج الاجتماعي من المرور من تحت راداره. "عرض محافظ بنك اسرائيل، ستانلي فيشر، تقريره السنوي وصادق على ما كنت اقوله منذ ثلاث سنين وهو ان الحكومة مذنبة في ان الشباب في الدولة لا يرون أملا. سأُغير الوضع وسيأتي الأمل. وأنا ألتزم ان يستطيع كل شاب في اسرائيل ان يجد سكنا في متناول اليد بأقل من مليون شيكل. وسأخفض سعر الارض الى صفر. وأهتم بالطبقة الوسطى وبالطبقات الضعيفة وبالشباب. ولا يوجد أي سبب لأن تقف الضرائب غير المباشرة في اسرائيل على 16 – 17 في المائة، سأخفضها على التدريج الى 12 في المائة وأجعلها تساوي المستوى المستعمل في دول الـ OECD . وسأحمل الأعباء على تلك الطبقات التي تملك. لي ولدان متزوجان مع أحفاد. وهما لا يُنهيان الشهر أُساعد أحدهما على قرض السكن والثاني على أجرة الشقة".

هذه شعارات. فليست الحكومة وحدها بل الوضع الاقتصادي العالمي هو السبب.

"انه فقط من يرأس الحكومة. فقد ولد نتنياهو مع ملعقة ذهبية في فمه ولا يهمه حقا الشأن الاجتماعي. وهذا ما جعله ايضا يُقدم الشأن الايراني في مقدمة برنامج عمله. أما أنا في المقابل فأفهم ما هو العوز وأدرك ما هو الفقر".

فزت على لفني فماذا الآن؟

"في موازاة الفريق الذي أدار الانتخابات التمهيدية عمل فريق في المائة يوم الاولى برئاسة إيال أراد الذي أعد خططا للاشهر القريبة، وقد صاغ الفريق أسسا لتباحث عميق في شؤون في برنامج العمل في المجال الاجتماعي والسياسي والتساوي في العبء ووضع الوسط العربي وتعزيز النساء وتغيير طريقة الحكم. سأعرض الخطط على الكتلة البرلمانية وبعد ذلك سأوقع على وثيقة مع الجمهور في اسرائيل وأفي بوعودي".

ما الذي ستشتمل الوثيقة عليه؟

"سآتي الجمهور بنظرية منظمة. يجب ان تتغير طريقة الحكم بحيث تُمكّن الحكومة من الحكم. الحكم بدل الابتزاز. وأنا أقصد الى خطة البروفيسور أوريال رايخمان التي تقضي بأن يؤلف الحزب الأكبر الحكومة التي ستؤلف في الأساس من وزراء خبراء. وفيما يتعلق بالشباب ألتزم ان يستطيعوا شراء شقة من غير ان يستدينوا ديونا لا تُمكنهم من التقدم. وفيما يتعلق بمقدار الضرائب، كما ذكرت، يمكن خفض عبء الضرائب غير المباشرة وجعلها مساوية للمستوى المعتاد في دول اوروبا. وسيتم هذا على التدريج وتُلقى الأعباء على من يملكون. وأعتقد ايضا ان تكاليف الدراسات العليا في اسرائيل غير منطقية ولا تُمكّن كل من يريد الدراسة من فعل ذلك، سأُطبق خطط قروض للدراسة يُعيدها طلاب الجامعات بعد ان يبدأوا العمل والكسب، وبعد ان يكسبوا ما هو فوق الحد الأدنى من الأجور. يجب على الدولة ان تمنح شباب اسرائيل فرصة متساوية كما منحتني".

"لن أنضم الى الحكومة"

عند موفاز ايضا خطة منظمة تتعلق بالتساوي في حمل عبء الخدمة العسكرية. وهي التجنيد للجميع، فمن لم يستطع فليخدم الخدمة المدنية. "يجب ان نعيد موضوع اعفاء الحريديين الى سلامة العقل. أنا أحترم الممتازين بالدراسات الدينية لكن هذا قد أصبح غير متناسب. ستكون اعفاءات لكن بقدر منطقي".

كنت رئيس هيئة اركان ووزير دفاع. فلماذا لم تُحدث التغيير آنذاك؟

"ان المستوى السياسي هو الذي يقرر في هذه الشؤون، والمستوى العسكري ينفذ. فالجيش لا يقرر من يُجند بل هذا قرار المستوى السياسي وسأُغيره. حينما كنت رئيس اركان عارضت قانون طال وأُنشئت في فترتي كتيبة نيتسح يهودا الحريدي التي هي نجاح كبير. وحينما كنت وزير دفاع بادرت الى "شاحر كحول" الذي أُدرج فيه حريديون في مهن تقنية في سلاح الجو".

اذا فزت فمن سيكونون شركاءك الطبيعيين؟

"أنا اؤيد حكومة وحدة وسير جميع الاحزاب الكبيرة معا بحيث تكون المادة الاولى من الاتفاق الائتلافي تغيير طريقة الحكم".

اذا كنت أصبحت تتحدث عن الوحدة فان رئيس شاس ايلي يشاي قد دعاك الى الانضمام الى حكومة نتنياهو باعتبارها حكومة طواريء وطنية. هل تنضم؟

"هذا غير داخل في الحسبان. اذا وجدت حاجة سأؤيد اشياء جيدة تفعلها الحكومة. لا أنوي الانضمام الى الحكومة. كان هناك مكان للانضمام مع انشائها ويجب الآن تبديل هذه الحكومة السيئة".

متى ستتلقى رسميا لقب رئيس معارضة مع كل الافضالات التي يمنحها؟

"مع انقضاء عطلة عيد الفصح ستقدم كتلة كديما طلبا رسميا الى رئيس الكنيست وآنئذ سيعلن ذلك".

هل ستتخلى آنذاك عن منصب رئيس لجنة الخارجية والامن؟

"أنا في الاثناء في المنصبين. وفي الاول من أيار يفترض ان تنتقل اللجنة الى الليكود ويفترض ان نحصل نحن على اللجنة الاقتصادية ونجلس مع الليكود ونقرر".

واذا بقيت لجنة الخارجية والامن في يد كديما فهل صحيح أنه يوجد اتفاق بينك وبين عضو الكنيست آفي ديختر بحيث يحصل على رئاسة اللجنة مقابل إبطال ترشحه؟

"ليس لي أي اتفاق مع أي عضو كنيست".

هل ستصفي الحساب مع من مضى مع لفني؟

"قد قلت في بداية الحملة الانتخابية إنني سأحترم قرار كل واحد. يوجد اعضاء كنيست ممتازون أيدوها وأريدهم الى جانبي".

الآن وقد أصبحت الانتخابات التمهيدية من ورائك، هل ستأخذ أوريت لعطلة؟

"هذا قرارها، فهي أصلا من تقرر شأننا".