خبر من يوم الكرامة إلى يوم الأرض تعميم ثقافة المقاومة والصمود ..أكرم عبيد

الساعة 12:27 م|30 مارس 2012

من يوم الكرامة إلى يوم الأرض تعميم ثقافة المقاومة والصمود

لتحرير فلسطين وكل فلسطين والأراضي العربية المحتلة

بقلم : أكرم عبيد

ما أن ينهض شعبنا من كبوته ليثبت ذاته وهويته وانتمائه وحقوقه الوطنية حتى تتلبد غيوم التآمر والخيانة عليه ليستهدف من جديد

وبالرغم من ذلك يحيي اليوم شعبنا الفلسطيني وكل شرفاء امتنا من قوى المقاومة والصمود ذكرى يوم الكرامة التي تترافق مع الذكرى الساسة والثلاثين ليوم الأرض الوطني الخالد

ففي يوم الكرامة كان قرار الثورة الصمود في مواجهة العدوان الصهيوني الذي تحطم على صخرة صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة غير متكافئة مع المجموعات الفدائية الفلسطينية المدعومة من بعض وحدات الجيش الأردني الباسل في الأغوار

وقد أسست هذه المعركة لفتح بوابة المشاركة العربية الشعبية في صفوف المقاومة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الصهيوني

 وفي يوم الأرض قررت جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم في المثلث والجليل والنقب تحدي سلطات الاحتلال الصهيوني لأول مرة بعد نكبة عام 1948  مواجهة سياسة المصادرة والتهويد والاستيطان العنصري والأسرلة التي استهدفت الوجود العربي الفلسطيني بشكل مباشر بعدما أدركت الخطر الجدي الذي يتهدد وجودها من وثيقة كينغ التي شرعت مصادرة الأرض وتهويدها واستيطانها واقتلاع سكانها حتى مقررات مؤتمرات هرتزيليا المتعاقبة والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها استهداف المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس المحتلة

لذلك ليس غريبا ولا مستغربا أن تتعامل سلطات الاحتلال الصهيوني مع ظاهرة يوم الأرض بالرصاص الحي وقتل المتظاهرين بعد محاصرة عدد من المدن والقرى الفلسطينية المحتلة في الجليل لكسر إرادة شعبنا المنتفض بعد إطلاق النار على المتظاهرين العزل وقتل ستة مواطنين وجرح العشرات واعتقال عدد كبير منهم

وبالرغم من هذه الجرائم الصهيونية المتكررة تحملت جماهير شعبنا الفلسطيني مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية للدفاع عن وجودها والتمسك بحقوقها في انتفاضة يوم الأرض التي شكلت نقلة نوعية في وعي المواطن العربي الفلسطيني الذي أدرك أن الأرض تشكل جذر الصراع الوجودي مع سلطات الاحتلال الصهيوني التي راهنت وما زالت تراهن على العامل الزمني والقوة والغطرسة لاقتلاع شعبنا من ارض وطنه في المثلث والجليل والنقب والساحل العربي الفلسطيني والقدس لكنها فشلت بعدما أصبحت انتفاضة يوم الأرض نموذجاً في تعميم ثقافة المقاومة والصمود ووحدة شعبنا المعمدة بدماء الشهداء في مواجهة سياسة الاحتلال والتمسك بالأرض والهوية والانتماء للأمة وخاصة بعد مشاركة أهلنا في دعم ومساندة إخوانهم في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى  وحماية المقدسات والدفاع عنها بعد سقوط البعض في مستنقع أوسلو الآسن والانقلاب على وحدة شعبنا بعد تغليب مصلحة السلطة على مصلحة الوطن التي لا تعلو عليها مصلحة بعد الرهان الخاسر على المفاوضات العبثية الفاشلة المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني برعاية الإدارة الأمريكية المنحازة للمشروع الصهيوني بشكل مطلق والتي تتعمد ترويض الوعي الشعبي الفلسطيني المقاوم الذي توحد في الداخل الفلسطيني المحتل ومخيمات الشتات في مقاومة الاحتلال

 

 لذلك تعمد مجرمي الحرب الصهاينة استثمار الانقسام الفلسطيني والعربي لفرض مشاريعهم ومخططاتهم عبر البوابة الفلسطينية الحلقة الأضعف بعد مسيرة أوسلو الانقلابية لتحقيق أهدافهم وإطماعهم  الاستعمارية القديمة الجديدة وفي مقدمتها تكريس ما يسمى يهودية الكيان المصطنع وعاصمتها القدس كما يزعمون بعد التهام ما يزيد عن 60% من أراضي الضفة الغربية المحتلة لبناء وتوسيع المستعمرات وخاصة في القدس والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية بعد ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال لما يسمى التراث اليهودي الذي سيشكل مقدمة لضم المسجد الأقصى لهذا التراث المزعوم وهدمه لبناء ما يسمى الهيكل الثالث المزعوم وخاصة بعد بناء كنس الخراب الصهيوني على بعد ثلاثمائة متر من الأقصى

لذلك إن ما يحصل اليوم في فلسطين من عدوان مستمر على أبناء شعبنا تحت الاحتلال في مخيمات ومدن وقرى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر مرتبط بشكل جدلي بما تخطط له دوائر الاستخبارات الصهيو أمريكية وشركائها من الأنظمة الاستعمارية الغربية المتصهينة وعملائها الصغار في المنطقة لاستهداف محور المقاومة والصمود في مقدمته سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان وخاصة بعدما فشلت مخططاتها العدوانية الصهيوامريكية في حربي تموز على لبنان وقطاع غزة المحاصر حاولت استثمار ما يسمى الربيع العربي لاستهداف سورية حاضنة المقاومة من الداخل لكسر إرادة شعبها وقيادها المقاومة وإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني لتفكيك محور المقاومة كمقدمة لشطب وتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني كمقدمة لقلب معادلة الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع عربي إيراني لتحقيق أهدافها الاستعمارية القديمة الجديدة في إقامة ما يسمى النظام الشرق أوسطي الجديد لكن سورية صمدت بوحدة شعبها وجيشها وقيادتها لتلقنهم درسا مهما في اصول الوحدة الوطنية المعمدة بدماء الشهداء الإبرار وفي المقاومة الصمود ومواجهة كل أشكال المؤامرة التي تحطمت تحت أقدام الشعب العربي السوري المقاوم

 لذلك تعمدت الإدارة الأمريكية المتصهينة وشركائها وأدواتها التدخل المباشر في الوضع الداخلي الفلسطيني لتعزيز الانقسام الفلسطيني وقطع الطريق على المصالحة الوطنية الحقيقية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه آلة الحرب العسكرية الصهيونية في استهداف شعبنا في غزة الصمود المحاصرة والضفة المحتلة من خلال سياسة الترهيب والترغيب التي تحاول من خلالها معاقبة  الشعب الفلسطيني بشكل جماعي لكسر أراده المقاومة واستسلامه للشروط والاملاءات الصهيو أمريكية لكن الرد الحاسم للأجنحة العسكرية الفلسطينية الضاربة في غزة كان أسرع من أصوات طائراتهم الأمريكية الصنع المعادية في استهداف مستعمراتهم القريبة والبعيدة بالصواريخ الفلسطينية العابرة من أرضنا المحررة إلى أرضنا المحتلة

وفي كل الأحوال وبمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالد هذا العام تميزت هذه المناسبة بترتيب مسيرة عالمية للزحف نحو القدس من خلال البلدان العربية المجاورة لفلسطين بمشاركة حوالي ستين دولة من مختلف بلدان العالم لتوجه رسالة للعدو قبل الصديق تؤكد أن القدس المحتلة أولى القبلتين وثالث الحرمين وحدت كل احرار العالم الذين يتطلعون ليوم الزحف الكبير لتحرير فلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس وكل الأراضي العربية المحتلة بعدما دجن البعض من العرب المتصهينيين فنسي العروبة ودجن البعض ليحارب العرب والعروبة وبالرغم من ذلك ما زال هناك الكثير من أبناء الأمة الشرفاء من شعبنا العربي الأصيل الداعم للمقاومة والمقاومين والذي يتطلع ليوم تحرير كل الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين من نهرها إلى بحرها

وهذا ما يثبت بالدليل القاطع تطور مستوى الوعي لدى هذه الشعوب التي بدأت تدرك الحقيقة بالملموس ولم تعد ضحية لسياسة التضليل الإعلامي الصهيوني العالمي التي انفردت وتفردت لعقود بالسيطرة الإعلامية على الرأي العام الغربي بسبب القصور الإعلامي العربي بشكل أساسي

لذلك فإن هذا الحراك الشعبي العالمي بشكل عام والحراك الشعبي البريطاني الأمريكي بشكل خاص يعتبر رسالة سياسية أولا ثم إنسانية تثبت بالدليل القاطع رفض كل السياسات الاستعمارية القديمة الجديدة ومشاريعها العدوانية وانحيازها الأعمى لدعم ومساندة العدو الصهيوني المحتل وهذا ما يشكل بداية لترتيب لوبي عالمي ضاغط على الحكومات الغربية وفي مقدمتها رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الأمريكي ليقول لهم كفا تضليلاً لهذه الشعوب وآن الأوان للعودة للأصول وإحقاق الحق في المنطقة لحل الصراع العربي الصهيوني على قاعدة دعم ومساند المقاومة لدحر الغزاة المحتلين واستعادة كل الحقوق العربية المغتصبة وفي مقدمتها الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب ألفلسطينيي في فلسطين كل فلسطين وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي شردوا منها بقوة الإجرام الصهيوني عام 1948وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الموحدة بشطريها المحتلين الغربي والشرقي .