خبر أهو رئيس الحكومة القادم؟- يديعوت

الساعة 09:42 ص|29 مارس 2012

بقلم: امنون ابراموفيتش

مهما يبدو الامر مضحكا وساخرا فان كديما هو أكبر حزب في اسرائيل. عمره ست سنوات ونصف لكنه في هذه السنين وبعد معركتين انتخابيتين، أكبر من أخويه اللذين هما أكبر منه، الليكود والعمل.

ان كديما هو اختراع اريك شارون الذي غير مذاقه السياسي وخلص الى استنتاج ان أصحابه في داخل الليكود لن يُمكّنوه من تحقيق برنامج عمله الجديد. وخشي ان يتعلقوا بظهره العريض ليدخلوا الكنيست ثم يعضوا بعد ذلك عنقه بحيث لا يستطيع التنفس.

ان انشاء كديما أدخل شيئا من النظام في الفوضى. فقد وُجد فجأة بيت لمئات آلاف المصوتين الذين كانوا محتجزين في حزب ارض اسرائيل الكاملة في حين أنهم ليسوا كذلك، لكنهم لم يستطيعوا اجتياز الشارع والتصويت للعمل لاسباب تاريخية ونفسية وعائلية واجتماعية.

في الفضاء الفكري بين اليمين الذي يزعم انه لا يوجد احتلال، وبين اليسار الذي يعتقد ان السلام يتأخر بذنب اسرائيل فقط، كان هناك مكان لحزب كبير يمزج بين حقيقتين أساسيتين وهما انه يوجد احتلال وأنه قاتل. والسلام ليس في متناول اليد لا بذنب اسرائيل وحدها. ونشأت حاجة الى سياسة تُمكّن من وجود دولة قومية ديمقراطية مدعوة الى طاولة عائلة الشعوب، ومع ذلك لا تحلق في أعالي سياسية متخيلة هذيانية. حزب يغربل تطرف اليمين المتطرف واليسار المتطرف.

أُسس الليكود باعتباره حركة قومية ليبرالية. وبعد اعتزال المعتدلين الى كديما وانضمام المتطرفين، غير صورته وأصبح حزبا قوميا دينيا مع اعضاء كثيرين من المجلس الاقليمي شومرون ومن متيه بنيامين ومن مؤيدي فايغلين المُلطفين. يوجد هناك اليوم عدد أقل من الناس الرسميين الذين يلتزمون بسلطة القانون وغلبة القضاء من طراز بيغن الأب وبيغن الابن ودان مريدور وميخائيل ايتان وناس كرامة وفخامة قلوا. وتجمع هناك ممثلون كثيرون من طراز دنون وليفين وحوطوبلي وريغف وألكن. ومصوتو الليكود هم من المركز – اليمين، المنتسبون والنشطاء هم يمين – يمين. وفي هذا الوضع أصبح لوجود كديما أهمية زائدة بشرط ان يعدل رئيسه قليلا الى اليمين كموفاز ولا يجتذب ويجفف العمل وميرتس والخُضر مثل تسيبي لفني.

ان لفني امرأة مستقيمة. ولا يمكن حتى بواسطة الغوغائية ان تُمنح صورة الفساد كما حاول خصومها في الداخل وأعداؤها في الصحيفة التي تؤيد نتنياهو. انها مؤدبة ولها تصور عام لكنها أضاعت رئاسة الحكومة. وليست المباديء والطهارة هي التي منعتها من انشاء حكومة. فقد ابدت مرونة وقابلية وكانت مستعدة لاخضاع الرؤيا لضرورات الائتلاف. وقد عرضت على شاس 900 مليون شيكل وطلبوا مليارا تحديا. وعرّف ممثلو يهدوت هتوراة اقتراحاتها بأنها "عادلة جدا" وأداروا لها ظهورهم.

لا تتيح الحياة العامة فرصا لا تحصى. وقد حصلت لفني على فرصتين وفشلت. وهي تملك كما قلنا خصالا ومزايا لكنها ليست سياسية ولا زعيمة ايضا.

شاؤول موفاز متقلب. ويُقال في الثناء عليه انه متقلب كامل. فقد عارض انشاء جدار الفصل وأيده بعد ذلك بحماسة. وعارض الانفصال عن غزة ثم أيد تنفيذه بعد ذلك راضيا وبما أوتي من قوة. وتم انتقاله من الليكود الى كديما ايضا مثل عمل بهلواني يحبس الأنفاس. لكن موفاز مزود بمعطيات انطلاق ممتازة للتسويق المباشر فهو رئيس هيئة اركان ووزير دفاع وشرقي. وهو يبرز في عصر الوعي الاجتماعي باعتباره مرشحا غير برجوازي واجتماعيا بالفعل لا بالقول، وبنهج حياته لا بالوعظ.

يرأس الاحزاب التي تحل اليوم معسكر المركز – اليسار مرشحون غير ناضجين وغير مهيئين لرئاسة حكومة حتى بحسب شهادتهم هم أنفسهم، وهم شيلي يحيموفيتش ويئير لبيد وزهافا غلئون. وموفاز هو المرشح الوحيد الذي يمكن ان يقابل نتنياهو رأسا لرأس، في صلته بالشأن السياسي والامني وتجربته القيادية والادارة.

اذا لم يُنتخب رئيسا للحكومة فسيعمل وزير دفاع عند نتنياهو. وسينضم موفاز الى حكومة يمين وهذا أمر مؤكد. ولن تنضم لفني الى حكومة كهذه. لكن السؤال الذي واجه أول أمس ناخبي كديما وحُسم بحكمة ليس هو من ينضم الى حكومة يمين بل من يستطيع ان يجلب مصوتين من كتلة اليمين.