خبر لا تستخفوا به -معاريف

الساعة 09:41 ص|29 مارس 2012

لا تستخفوا به -معاريف

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: هذه ستكون الحملة التي سيديرها موفاز من الان وحتى الحملة الانتخابية: مصلحتكم، مصلحة الـ 44 مقعدا مما صوتوا كديما، العمل وميرتس في الانتخابات السابقة، هي الا يكون بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وهذه المصلحة تمر من خلالي - المصدر).

        أعرف شاؤول موفاز منذ نحو 35 سنة، من اليوم الذي تلقى فيه القيادة على كتيبة 202 في المظليين. ومع أنه كان قائد دورية المظليين في حرب يوم الغفران، قلة أولئك الذين كانوا يعرفون اسمه حين أصبح قائد كتيبة. الامر المعروف أكثر من غيره بالنسبة له كان أنه تجول مع قبعة عمل طوال اليوم وبقدر ما يمكن لاحد أن يعرف فانه كان ينام بها. ظهور الصلع قد يكون التغيير الوحيد الذي طرأ عليه في هذه السنوات.

        موفاز هو رجل مركز بشكل يكاد لا يكون إنسانيا. فقد علمته الحياة درسين: دوما توجد ثغرة، إن لم تكن بالباب فبالنافذة – درس تعلمه لأول مرة حين فشل ثلاث مرات في فحوصات الضابطية، وفي نهاية المطاف أصبح ضابطا متميزا ورئيس أركان. وثانيا، في الأماكن التي توجد فيها مراتبية، الناس يتدبرون أمرهم في نهاية المطاف بموجبها – هكذا كان حين قفز في غضون أقل من خمس سنوات عبر أربعة مناصب لواء، وعين رئيسا للاركان من فوق رأس متان فيلنائي؛ هكذا كان حين أصبح وزير دفاع بعد شهرين من تحرره من الجيش. للناس توجد حساسيات، ولكن للناس أيضا مصالح، فما بالك أن موفاز لا يخلق حوله عدائية من النوع الذي يخلقه ايهود باراك مثلا. في نهاية المطاف المصلحة تنتصر.

هذه ستكون الحملة التي سيديرها موفاز من الان وحتى الحملة الانتخابية: مصلحتكم، مصلحة الـ 44 مقعدا مما صوتوا كديما، العمل وميرتس في الانتخابات السابقة، هي الا يكون بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وهذه المصلحة تمر من خلالي. بيبي لم يفعل شيئا في الثلاث سنوات الاخيرة بحيث يدفع من أعطى لفني 28 مقعدا، بالشعار الناجح "تسيبي أم بيبي"، الى التفكير بشكل مختلف. إذن ليس مهما كثيرا ماذا يفكر هو عن موفاز. كل ما يحتاجه هو ان يذكره أين توجد مصلحته.

موفاز سيكرر هذا لمرات كثيرة قدر ما يلزم، وفي اماكن كثيرة قدر ما يلزم. وسيكرره في الصباح في الاذاعة وفي المساء في التلفزيون، وكأنه لم يقله مئات المرات من قبل. وسيكرر هذا مثلما لم يتردد، كرئيس للجنة الخارجية والامن من أن يوقف ميزانيات لجهاز تبوأ فيه المناصب على مدى نحو أربعين سنة، ومثلما لم يتردد في أن يسمي نتنياهو "كذاب" في أعقاب بيان اصدره لسان حاله. وسيكون هناك من يضحك ويستخف، وموفاز حتى لن يشعر. فالحياة علمته بان كل من يستخف به رأى في النهاية ظهره.

هذا لا يعني ان هذا سينجح. موفاز عمل حتى اليوم فقط انطلاقا من منظومات القوة، والتي نشأت فيها صلاحيته من منصبه. في السنوات التي كان فيها وزيرا للدفاع تمتع بالتأييد السياسي لاريئيل شارون الذي كان موفاز بالنسبة له المريح بين الوزراء. لاجل اجتياز الحواجز غير البسيطة القائمة بينه وبين دفع العجلة المتعثرة لكديما، لا يمكنه أن يعتمد على حلول من النوع الذي اكثر من استخدامها في وزارة المواصلات: أساسا تشكيل لجان استنتاجاتها تم تبنيها مثلما هي وبعد ذلك لم يحصل بها الكثير. ذات الأمر، بالمناسبة، حصل (أو لم يحصل) لمعظم الاصلاحات التي أعلن عنها في وزارة الدفاع. يتعين عليه أن يعرض أمورا حقيقية وأن يقنع بانه بالفعل يقف خلفها.

في هذا الموضوع، تركيزه بالذات يمكن أن يعمل في طالحه، إذ أن الناخبين يرتبطون بزعيم محتمل بوسائل اخرى. الكثير من الناس صوتوا للفني لانهم احبوها حقا، حتى وان كانت لهم شكوك حول قدرتها على القيادة. الكثير من الناس صدقوا استقامتها. كثير من الناس، ولا سيما النساء – ممن لم يحظين ابدا بمرشحة حقيقية لرئاسة الوزراء في اسرائيل بعد التحول – اعتقدن أنها قادرة على أن تكون زعيمة من نوع آخر. يتعين على موفاز ان يكسبهم أكثر مما بالادعاء بأن مصلحتهم تمر عبره. هذا لن يكون بسيطا. ولكن تاريخه يعلمنا ما علمته اياه الحياة: نهج التركيز ينجح. لا يجدي الاستخفاف بشاؤول موفاز.